اندلع جدل واسع في المملكة العربية السعودية، بعدما صرح أحد الكُتاب عبر مقال له في صحيفة معروفة محليا بأن "المرأة نالت أكثر من حقها" بالمملكة، وعزا تزايد حالات الطلاق إلى منح السعوديات الكثير من الحقوق التي كن محرومات منها في الماضي، ومن بينها السماح لهن بقيادة السيارات.
ونشر الكاتب السعودي "أحمد عجب"، مقالا له في صحيفة "عكاظ"، تحت عنوان "طوفان الطلاق"، قال فيه إن حالات الطلاق الكثيرة التي تشهدها المملكة، تعود لنيل المرأة في الفترة الماضية كثيرا من الحقوق التي منحتها القوة في وجه زوجها.
وقال "عجب"، الكاتب والمحامي أيضا: "أرى أن تفشي الطلاق.. يعود لثلاثة أسباب؛ أولها: الحقوق التي حصلت عليها المرأة مؤخرا من قيادة وعمل وسرعة إنجاز بقضايا الأحوال الشخصية كانت لها ضريبة حين شعرت بالقوة واستأسدت على الزوج".
وقال الكاتب إن السببين الآخرين للطلاق هما: "البطالة التي أرهقت الرجال وانعكست على قصورهم في أداء واجباتهم المنزلية، بالإضافة إلى الزواج الجماعي الذي يقذف بعشرات الشباب في معترك الحياة الزوجية دون جهد أو خبرة في تحمل التكاليف، ما يجعلهم يستهينون بالزوجة ويرونها لا تتعدى قيمة (جوال) يسهل هجره واستبداله!".
#أحمد_الزهراني @ajib2013 : أن تفشي الطلاق بهذا الشكل يعود لثلاثة أسباب؛ أولها: الحقوق التي حصلت عليها المرأة مؤخرا من قيادة وعمل وسرعة إنجاز بقضايا الأحوال الشخصية كانت لها ضريبة حين شعرت بالقوة وأستأسدت على الزوج.#عكاظ #مقالات_عكاظhttps://t.co/E74cCXGwG8 pic.twitter.com/kyDXFvYHzM
— مقالات عكاظ (@OKAZ__Opinion) July 26, 2019
وقوبل المقال بسيل من ردود الفعل التي انقسم أصحابها، وبينهم كُتاب ومُحامون وفنانون ومدونون من مختلف شرائح المجتمع السعودي، واتفق فريق منهم مع رأي كاتب المقال، فيما عارضه فريق آخر بشدة، واتهمه البعض منهم بالعنصرية.
وقال المحامي السعودي البارز "عبدالرحمن اللاحم"، في رد على المقال: "أعتقد أن نشر هذا المقال؛ خطأ قانوني جسيم من الزملاء في عكاظ، إذ إن محتواه فيه تمييز عنصري ضد المرأة بالمخالفة لأحكام القانون، ولا يمكن أن يدخل في نطاق حرية الرأي والتعبير، لأن مسائل التمييز على أساس اللون أو الجنس أو الطائفة، جريمة".
أعتقد أن نشر هذا المقال ؛ خطأ قانوني جسيم من الزملاء في عكاظ ، حيث أن محتواه فيه تمييز عنصري ضد المرأة بالمخالفة لأحكام القانون ، ولا يمكن أن يدخل في نطاق حرية الرأي والتعبير ، لأن مسائل التمييز على أساس اللون أو الجنس أو الطائفة ؛ جريمة . https://t.co/r8IdNhk0mV
— عبدالرحمن اللاحم (@allahim) July 26, 2019
وأضاف في تغريدة أخرى: "والله تبون الصراحة؛ الدولة مالها حق تعطي المرأة حقوقها في العمل وقيادتها لسيارتها بدل السائق الأجنبي وتمكينها في المراكز القيادية وإن شاء الله حقها بالسفر بلا إذن قريبا.. لأن ذلك زَعّل سي سيد اللي متعود أن المرأة مجرد قطعة من أثاث المنزل مثل الثلاجة والغسالة وقلاية الزيت!!".
والله تبون الصراحة ؛ الدولة مالها حق تعطي المرأة حقوقها في العمل و قيادتها لسيارتها بدل السائق الأجنبي وتمكينها في المراكز القيادية و ان شاء الله حقها بالسفر بلا إذن قريباً .. لأن ذلك زَعّل سي سيد اللي متعود أن المرأة مجرد قطعة من أثاث المنزل مثل الثلاجة والغسالة وقلاية الزيت!! https://t.co/r8IdNhk0mV
— عبدالرحمن اللاحم (@allahim) July 26, 2019
وانضم الممثل السعودي "عبدالله السدحان"، للجدل الدائر حول المقال، حيث قال في تغريدة: "وجهة نظر كاتب متابع للأحداث أو يراها من منظور مُشاهد، وردك أخي (المحامي عبدالرحمن اللاحم) نحترمه، لكن تشبيه المقالة بالعنصرية لا أوافقك الرأي، نحنُ كذلك متابعين لما يدور في الآونة الأخيرة من أحداث، وتمرد من ضعاف النفوس من خلال ما يرسل لنا من قصص وأفكار كل تجديد له ضريبة وعلينا القبول".
مقال @OKAZ__Opinion
— عبدالله السدحان (@Abdulsadhan) July 27, 2019
وجهة نظر كاتب متابع للأحداث اويراها من منظور مُشاهد وردك اخي @allahim نحترمه لكن تشبيه المقالة بالعنصرية لا أوافقك الرأي نحنُ كذلك متابعين لما يدور في الأونة الأخيرة من احداث وتمرد من ضعاف النفوس من خلال مايرسل لنا من قصص وافكار
كل تجديد له ضريبة وعلينا القبول https://t.co/80lb7FlASv
ودافع كاتب المقال، عن نفسه، وقال في أحد ردوده على منتقديه: "أنا أكثر من دافع عن حقوق المرأة حين كنت أراها مظلومة ومقصوصة الجناح، أما اليوم؛ فمضطر لكشف حقيقة استأسادها على حساب الرجل المغلوب على أمره، لقد فرحنا بحصول المرأة على حقوقها المشروعة لتصل للحياة الكريمة بعش الزوجية، لكنها اليوم نالت أكثر من حقها، مما أسهم بدلالها وتفاقم نسب الطلاق!".
أنا أكثر من دافع عن حقوق المرأة
— أحمد عجب (@ajib2013) July 26, 2019
حين كنت أراها مظلومة ومقصوصة الجناح
أما اليوم؛ فمضطر لكشف حقيقة أستأسادها
على حساب الرجل المغلوب على أمره
لقد فرحنا بحصول المرأة
على حقوقها المشروعة لتصل للحياة الكريمة
بعش الزوجية،لكنها اليوم نالت أكثر من حقها
مما أسهم بدلالها وتفاقم نسب الطلاق!
ووفقا لإحصائيات رسمية عن حياة الأسر في السعودية، تقع حالة طلاق بين زوجين كل 10 دقائق، مقارنة مع نحو 16 حالة زواج في الساعة الواحدة بمختلف مناطق المملكة، التي يفوق عدد سكانها من مواطنين ومقيمين 33 مليون نسمة.
وتعد نسب الطلاق في السعودية مرتفعة مقارنة بالمعدلات العالمية، وتطالب نخب المملكة الثقافية والدينية على الدوام بالعمل على خفض تلك النسب، وتقدم نصائح للأزواج وتدعوهم للأخذ بها.
وتتعدد أسباب الطلاق في المجتمع السعودي المحافظ، لكن عدة دراسات مختصة تتفق على مجموعة أسباب تقود للطلاق بينها، اختلاف الطباع بين الزوجين، وإهانة الزوج لزوجته، وتسلطه وهيمنته داخل الأسرة، وعدم مراعاة جانب الزوجة وضربها، والغيرة الزائدة عن حدها وصولًا إلى مرحلة الشك والتأويلات المتعسفة.
وبدأت النساء في السعودية بقيادة السيارات منذ منتصف العام الماضي للمرة الأولى في تاريخ المملكة، التي سنت في السنوات الثلاث الماضية الكثير من التشريعات التي أزالت القيود من أمام مشاركة النساء في الحياة العامة.