أثار قرار اتخذته إدارة مدرسة في السودان بفصل طفل بدعوى إساءته لله – عز وجل – والدين، جدلا عبر مواقع التواصل.
وأفادت وسائل إعلام سودانية بأن المدرسة الواقعة في ولاية الجزيرة، جنوب العاصمة الخرطوم، أصدرت بيانا عزت فيه سبب الفصل إلى "فشلها في كل المحاولات لتحسين سلوك التلميذ"، لاسيما بعد إصرار والدته على دعم ذاك السلوك الذي اعتبرته المدرسة "منافيا للعقيدة والدين".
#كامل_التضامن_مع_الطفل_معتصم_احمد_محمد_على pic.twitter.com/IrfdoJy1R4
— Rasha Farouk (@Rasha_Farouk_) December 16, 2021
وتداول رواد مواقع التواصل بيان الإدارة بكثافة، في حين ذكرت تقارير إعلامية أن الحادثة بدأت في منشور دونته الأم على صفحتها عبر "فيسبوك"، قالت فيه إن طفلها يكثر من الأسئلة الوجودية، وعن "الخلق والخالق"، وحقيقة الشيطان، وإنن الإدارة نقلت لها أسئلة الطفل المتكررة حول تلك الأمور، وطلبوا منها منعه من تكرارها.
وأضافت الأم، أنه بعد رفضها منع طفلها من طرح الأسئلة، ومشادة كلامية وقعت مع المرشدة الاجتماعية داخل المدرسة، عادت الأم مع طفلها إلى المنزل، لتفاجأ بفصله في قرار وصفته بالـ"تعسفي".
ونقلت صحيفة "التغيير" السودانية عن الأم قولها إن "البيئة المدرسية أثرت في سلوك ابنها بشكل مخيف"، معتبرة أنه "يحتاج للعلاج النفسي".
وقال "إبراهيم عابدين"، مدير التعليم الخاص السابق بولاية الجزيرة للصحيفة إن "قرار المدرسة بفصل التلميذ غير موفق".
وأضاف أن "المعلمة كان يتوجب عليها أن تناقش الطفل في حدود فهمه، أو أن تتركه حتى يكبر ليدرك هذه المفاهيم الكبيرة والعميقة بنفسه".
وأشار إلى أن قرار الفصل "بدا قاسيا"، مضيفا: "الدين الإسلامي نفسه لا يحاسب الإنسان إلا بعد البلوغ فكيف لإدارة المدرسة أن تعاقب طفلا صغيرا؟".
وشهدت منصات مواقع التواصل الاجتماعي حملة تضامن واسعة مع الطفل، ودشن النشطاء وسم "أدعم الطفل معتصم أحمد".
#ادعم_الطفل_معتصم_احمد
— هُــنيدة (@SaudiahD) December 18, 2021
قال البرت اينشتاين رضي الله عنه وأرضاه:
" أهم شئ أن لا تتوقف عن التساؤل فالفضول له سببه الخاص في الوجود "
والطفل معتصم فُصِل من المدرسة لأنه تسائل فقط ؟!
وإن دل فإنما يدل على فشل العاملين في تلك المدرسة وضعف ايمانهم ؟! pic.twitter.com/w4bGnrVECh
- الطفل السوداني الجميل ده (معتصم أحمد) سأل المعلمة بتاعته في المدرسة تساؤلات عن الخالق وربنا. قعدوا معاه في المدرسة وقالوا له "متفكرش ومتسالش عن الحاجات دي" الطفل فضل يسأل، راحوا فصلوه من المدرسة بحجة (إنه بيهز الثوابت الإسلامية وبيلعب في عقول الأطفال)
— A_hmed (@Ahmeeddd44) December 16, 2021
- #ادعم_الطفل_معتصم_احمد pic.twitter.com/6iYyJprrp1
_ جواب الفصل، وكأنهم بيتكلموا عن شخص مجرم عمل جريمة. مش طفل صغير. والله ما شوفت شعوب إيمانهم هش بالدرجة دي! بجد مشوفتش شعوب إيمانهم بيهتز من تساؤلات طبيعية جداً لطفل! في إيه بجد؟ إيه الشعوب دي؟ شعوب كل حاجة عندهم قرف ومرفوضة وياريت عندهم إنسانية !!#ادعم_الطفل_معتصم_احمد pic.twitter.com/ScHCXr63jZ
— A_hmed (@Ahmeeddd44) December 16, 2021
وإثر الانتقادات التي انهالت على المدرسة، نشرت الإدارة على "فيسبوك" بيانا أوضحت فيه أن الطفل يخضع منذ فترة "لعلاج نفسي" وهو صاحب "سلوك عدائي"، وأن المعالجة تمت بالاتفاق مع والدته، وأن الأخيرة هي من قرر إخراجه من المدرسة طالبة عدم إشراكه في الحصة الدينية، كونها "ملحدة".
واتهمت المدرسة والدة الطفل بالإساءة للعاملين فيها وإلى المدرسين، وكذلك بالتعدي لفظيا على الموظفين، وأنها هتفت بأعلى صوتها أمام الأطفال والمدرسين والموظفين بعبارات سب للدين الإسلامي.
اذا الكلام المكتوب هنا فعلا صحيح وهي الي سحبته ف من حقهم يفصلونه واكيد المدرسه فيها كاميرات وادله وشهود تثبت صحة كلامهم ف ماعتقد بيكذبون. https://t.co/rkAjlZiN81
— B (@hitchsimp) December 16, 2021
وشهدت مواقع التواصل عقب بيان المدرسة انقساما حادا حول القضية، اذ اتهم البعض والدة الطفل بأنها هي من تسبب بالقضية التي لا تزال تثير الجدل بشكل واسع.
توضيح
— سالم الكباشي (@salem_akhabashi) December 17, 2021
ما دفاع عن المدرسة أو غيرو بس في تفاصيل متعلقة بواقعة فصل الطفل معتصم والصورة دي توضيح من بنت من ناب عن ولي أمر الطالب وبتوضح انو الموضوع ما أسألة كما زكرتي. pic.twitter.com/8MQKPy5p1s