4 تأثيرات هائلة للحرب الأوكرانية على الشرق الأوسط

الخميس 25 أغسطس 2022 06:47 م

اعتبرت شبكة "سي إن إن" أن الحرب التي بدأتها روسيا على أوكرانيا في فبراير/ شباط العام الجاري، تركت 4 تأثيرات هائلة وغير متوقعة على الشرق الأوسط، بعضها كان متباينا على دول المنطقة.

وضمن هذه التأثيرات، ما تسببت به الحرب الممتدة منذ 6 أشهر في ارتفاع لنسبة التضخم وزيادة نقص الغذاء لبعض البلدان بالمنطقة، في مقابل تسببها في إضافة مئات مليارات الدولارات لخزائن دول أخرى.

كما ساعدت الحرب الروسية وتداعياتها في زيادة نفوذ وقوة وجراءة عدد من حكام المنطقة الذين طالما انتقدهم الغرب وضغط عليهم وعلى رأسهم ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"

مكاسب مصدري الطاقة  

كنتيجة مباشرة للحرب الروسية الأوكرانية سجلت أسعار النفط أعلى مستوياتها في 14 عاما.

ويتوقع صندوق النقد الدولي تحقيق الدول المصدرة للنفط في الشرق الأوسط 1.3 تريليون دولار إضافية من عائدات النفط في السنوات الأربع المقبلة.

وتعني تلك الأموال الإضافية أن دول الخليج سيكون لديها فوائض في الميزانية للمرة الأولى منذ عام 2014.

ومن المتوقع أيضًا أن يتسارع النمو الاقتصادي بشكل كبير في الأشهر الأربعة الأولى من العام الجاري. 

على سبيل المثال، نما الاقتصاد السعودي بنسبة 9.9٪، وهو أعلى معدل نمو في عقد من الزمان.

كما أتاحت الحرب فرصًا لمنتجي الغاز في المنطقة. على مدى عقود، اختارت الدول الأوروبية استيراد الغاز من روسيا عبر خطوط الأنابيب بدلًا من شحنها من دول بعيدة عن طريق البحر.

ولكن في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا للتوقف عن الاعتماد على الغاز الروسي، فإنها تبحث عن شركاء جدد محتملين للشراء منهم. وتعهدت قطر بتقديم نصف إجمالي طاقتها من الغاز إلى أوروبا في غضون 4 سنوات.

كما وقع الاتحاد الأوروبي صفقات غاز مع مصر وإسرائيل، وكلاهما يطمح لأن يكون مركزا للغاز الطبيعي في المنطقة.

وفي زيارة لباريس الشهر الجاري، وقع رئيس الإمارات الشيخ "محمد بن زايد" اتفاقية تضمن تصدير الديزل من الإمارات إلى فرنسا.

تعاظم نفوذ

وبشكل غير متوقع، ساهمت أزمة الحرب الروسية في تعاظم نفوذ وجراءة عدد الزعماء الإقليميين الذي تعرضوا لانتقادات من الغرب، إما بسبب الحاجة إلى الاعتماد لأسباب مختلفة. وخير دليل على ذلك، ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" والرئيس التركي "رجب طيب أردوغان".  

فعلي سبيل المثال، تعهد الرئيس الأمريكي "جو بايدن" خلال حملته الانتخابية بتحويل السعودية إلى دولة منبوذة، لكن أجبرته أزمة ارتفاع أسعار الطاقة التي سببتها الحرب الروسية، على الذهاب إلى الرياض ولقاء "بن سلمان" في رحلة تاريخية الشهر الماضي.

واعتبرت هذه الخطوة بمثابة استسلام لثقل المملكة في الاقتصاد العالمي على أمل أن تنتج المزيد من النفط وتقلل من التضخم العالمي قبل الانتخابات النصفية الأمريكية في نوفمبر/تشرين ثاني.

فشلت هذه الخطوة إلى حد كبير، إذ قررت "أوبك بلس" التي تقودها السعودية زيادة متواضعة في إنتاج النفط، والتي وصفها محللون بأنها "صفعة على الوجه" لـ "بايدن".

كما سمحت الحرب للرئيس "أردوغان" بوضع نفسه كشخصية لا غنى عنها في النظام الدولي.

في مواجهة الاقتصاد المتدهور في الداخل والانتخابات المقررة العام المقبل، استخدم بمهارة موقع بلاده الجيوسياسي لانتزاع التنازلات لتركيا في الخارج عن طريق تأخير انضمام فنلندا والسويد إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

حافظ "أردوغان" أيضًا على علاقات ودية مع روسيا، بينما كان يعارض الحرب علنًا، ويبيع طائرات بدون طيار لأوكرانيا، وحتى التوسط بين الطرفين المتحاربين.

تحالفات متغيرة 

مع تغير طرق التجارة بسبب الحرب الروسية، تتغير التحالفات بين الدول. وخير مثال لذلك ما صرح به المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات "أنور قرقاش" في أبريل/نيسان الماضي أن الحرب أثبتت أن النظام الدولي لم يعد أحادي القطب مع الولايات المتحدة على رأسه

وشكك "قرقاش" في استمرارية تفوق الدولار الأمريكي في الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن أبوظبي تعمل في الوقت الحالي على إعادة تقييم تحالفاتها.

وأضاف "قرقاش" أن "الهيمنة الغربية على النظام العالمي في أيامها الأخيرة".

وفي تطور سريع، وصفت الإمارات الشهر الماضي زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" إلى تايوان بأنها زيارة "استفزازية"، مؤكدة دعمها لسياسة "الصين الواحدة".

من جانبها، تنظر السعودية للصين كبديل للولايات المتحدة، وتعزز التعاون العسكري مع بكين وتدرس بيع النفط لها باليوان.

من المتوقع أن يقوم الرئيس الصيني "شي جين بينج"، الذي لم يقم بأي رحلات خارجية منذ فرض قيود جائحة كورونا، برحلة تاريخية إلى المملكة هذا العام.

نقص غذاء وتضخم

كانت دول الشرق الأوسط الأكثر تضررا لتداعيات الحرب الروسية على الغذاء واضطرابات شحن الحبوب، حيث يأتي حوالي ثلث القمح في العالم من روسيا وأوكرانيا.

وبعض دول الشرق الأوسط تعتمد على هذين البلدين في أكثر من نصف وارداتها. تعرضت ليبيا التي مزقتها الحرب ولبنان الممزق اقتصاديًا لضربة قوية من الاضطرابات في تصدير الحبوب، إلى جانب مصر، أحد أكبر مستوردي القمح في العالم.

استؤنفت صادرات الحبوب الأوكرانية في أواخر يوليو/ تموز بعد اتفاق بوساطة الأمم المتحدة بين كييف وموسكو، واستقرت أسعار المواد الغذائية العالمية منذ ذلك الحين، لكن الكثيرين في الشرق الأوسط لا يزالون ينتظرون الشحنات المتوقفة.

وفي الأول من أغسطس/ آب، غادرت أول سفينة محملة بالحبوب أوكرانيا وكانت متجهة في البداية إلى لبنان. غير أن الشحنة تغير مسارها بعد أن رفض المشترون اللبنانيون استلامها، فأبحرت إلى مصر بدلًا من ذلك.

كما أدى ارتفاع معدلات التضخم إلى ضرب عدد من اقتصادات الشرق الأوسط غير المستقرة.

دفع ارتفاع أسعار السلع في العراق وإيران الكثيرين إلى الشوارع للاحتجاج. وفي مصر، حيث قبل عقد مضى فقط أطاحت انتفاضة بالنظام تحت شعار "الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية"، تشهد الأسر من جميع مستويات الدخل تآكلًا سريعًا في قدرتها الشرائية.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

الحرب الروسية الغاز أسعار الطاقة أسعار الغذاء

صندوق النقد يحذر من "تأثير خطير" للحرب في أوكرانيا على الاقتصاد العالمي