قال "إبراهيم"، نجل المواطن الأمريكي السعودي "سعد الماضي"، إن والده تعرض للتعذيب في أحد سجون السعودية لانتزاع اعترافات لتهم وجهت له متعلقة "بالإرهاب ومحاولة زعزعة استقرار المملكة"، مشيرا إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية لا تعلم شيئا عن حالته منذ 10 أغسطس/آب الماضي.
وفي مقابلة مع شبكة "آي بي سي" الإخبارية، قال "إبراهيم" إن القاضي السعودي أراد أن يحكم على والده بالسجن لمدة 42 سنة، وبعد رد والده على الطريقة التي سارت بها التحقيقات، تم تخفيض العقوبة إلى 16 سنة.
وأضاف أن والده لم يكن ناشطا، "بل كان مواطنا عاديا يعبر عن رأيه أثناء وجوده في الولايات المتحدة، حيث حرية التعبير حق يكفله الدستور".
وتابع: "لم أكن أعرف عن وضع أبي حتى 20 ديسمبر/كانون الأول. عندها تواصلتُ مع وزارة الخارجية وسفارتنا في الرياض.. قالوا لي: سنحاول تحديد مكان والدك. ليس لدينا أي فكرة عن مكانه الآن".
وأوضح "إبراهيم" أنه، حتى 29 مارس/آذار الماضي، لم يكن يعرف شيئا، بعد أن توصل الدبلوماسيون الأمريكيون إلى أن الأب في سجن الحائر، مضيفا: "إنه سجن سياسي يلقون فيه بكل السعوديين هناك بسبب ممارسة حرية التعبير، وهي ليست موجودة في دستورهم هناك، ولكن كمواطنين أمريكيين، لدينا ذلك".
وتابع: "على البيت الأبيض أن يعترف بوالدي.. وزارة الخارجية ليس لديها أخبار عن والدي منذ 10 أغسطس/آب الماضي. إنه مواطن أمريكي كبير السن. لا أريد أن يموت والدي في السجن مثل الدكتور عبدالله الحامد".
وفي أبريل/نيسان 2020، فارق "الحامد" (69 عاما) الحياة بعد إصابته بنوبة قلبية داخل السجن، وفق منظمات عدة تعنى بحقوق الإنسان بينها منظمة العفو الدولية.
وكان "الحامد"، الذي وصفته منظمة العفو الدولية بأنه "مدافع عن حقوق الإنسان وكاتباً وأكاديميا"، عضو مؤسس في جمعية الحقوق المدنية والسياسية في السعودية "حسم"، وهي كيان بتعزيز الحقوق المكرسة في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وكذلك المعاهدات والمعايير الدولية الأخرى.
وبينما لم تعلق السعودية على قضية اعتقال "سعد الماضي" منذ أنباء اعتقاله التي انتشرت الشهر الماضي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لشبكة "آي بي سي": "لقد أثرنا مخاوفنا باستمرار وبشكل مكثف فيما يتعلق بقضيته على المستويات العليا في الحكومة السعودية مرات عدة، في كل من واشنطن والرياض، وسنواصل القيام بذلك". وأضافت الوزارة أن "الحكومة السعودية تتفهم الأولوية التي نوليها لحل هذه المسألة".
يأتي ذلك في وقت تعمل فيه إدارة الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، على إعادة تقييم علاقتها مع السعودية، وذلك ردا على إعلان مجموعة "أوبك+" خفض إنتاج النفط رغم اعتراضات الولايات المتحدة.
واعتقل "سعد الماضي"، الذي يقيم في فلوريدا، خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أثناء زيارة عائلية للسعودية وحكم عليه بالسجن 16 عاما.
وجاء الاعتقال بسبب 14 "تغريدة" نُشرت على "تويتر" خلال السنوات السبع الماضية، انتقدت في الغالب سياسات الحكومة والفساد، حسبما صرح نجله الشهر الماضي لوكالة "أسوشيتد برس".
وجاء الحكم الصادر بحق الماضي بالسجن 16 سنة، بعد صدور عقوبات مماثلة مؤخرا بالسعودية، ضد أشخاص نشروا تغريدات على تويتر.
وحُكم على "نورة القحطاني" بالسجن 45 سنة على خلفية تغريدات نشرتها عبر "تويتر"، وكذلك، تعرضت طالبة الدكتوراه بجامعة ليدز، "سلمى الشهاب"، إلى حكم بالسجن لمدة 34 سنة بسبب تغريدات على "تويتر" تراها المحكمة بأنها "تسعى لزعزعة استقرار النظام ونشر شائعات كاذبة".