إعلان الجزائر.. نتائج متوقعة لقمة الشركاء المتشاكسين

الاثنين 7 نوفمبر 2022 07:15 ص

"نجحت الجزائر فقط برفع مكانتها في المنطقة بشكل طفيف".. هكذا أوجز "حافظ الغويل"، مدير مبادرة ابن خلدون الاستراتيجية بمعهد السياسة الخارجية التابع لكلية الدراسات الدولية المتقدمة بجامعة جونز هوبكنز الأمريكية، نتائج القمة العربية الأخيرة، مشيرا إلى أن باقي نتائج القمة لا تعبر عن جديد من "تجمع ميئوس منه" حسب تعبيره.

وذكر "الغويل"، في تحليل نشرته صحيفة "عرب نيوز" السعودية الصادرة بالإنجليزية، أن القيادة الجزائرية تسعى إلى الاستفادة من موجة الاهتمام بموارد الطاقة في أوروبا، على خلفية الحرب في أوكرانيا، وهو ما نجحت في توظيف استضافتها للقمة العربية لصالحه.

أما التوقعات بشأن نتائج حاسمة من القمة الـ31 لجامعة الدول العربية، التي اختتمت هذا الأسبوع في الجزائر العاصمة، فكانت قليلة، ولم تبد الجزائر مهتمة بتحقيقه سوى في ديباجة الإعلان الختامي، حسبما يرى "الغويل"، مشيرا إلى أن الاتجاه المستمر للحكومات منذ عقود هو توظيف القمة العربية لترسيخ الخلافات بدلا من البحث عن أرضية مشتركة.

وأضاف أن ما نص عليه إعلان الجزائر بشأن سياسة خارجية حازمة ترفض التدخلات الخارجية "تظل أقوال أكثر منها أفعال"؛ نظرًا لاتساع الانقسامات بين الدول العربية، وتفاقم التوترات فيما بينها، وتجدد الصراع وعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.

ولفت "الغويل" إلى أن أغلب الدول العربية تعاني من أزمتي الأمن الغذائي وتفاقم آثار التغير المناخي؛ ما يضيف مزيدا من الضغط عليها لتدارك تردي النشاط الزراعي، وإعادة تنظيم قنوات الإمداد بالحبوب، والانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة دون المساهمة في زيادة البطالة أو تهميش القطاع الخاص ودمج شبكات الكهرباء العربية واعتماد ممارسات فعالة لإدارة الموارد المائية على مستوى المنطقة.

ورغم ذلك فقد ركز الخطاب في قمة الجزائر على ملف فلسطين، الذي لا تملك الدول العربية حسما فيه، وهو ما يعزوه "الغويل" إلى رغبة الدولة المستضيفة في تعزيز مصالحها الخاصة بالأساس.

فالجزائر تمكنت من تحقيق مصالحة بين 14 فصيلا فلسطينيا الشهر الماضي، وهي بداية واعدة لتعزيز المكانة الدبلوماسية للبلاد.

أما فيما يخص القضية الفلسطينية، فلم تضف قمة الجزائر سوى بيان إضافي معتاد و"غير ملزم وغير قابل للتنفيذ"، حسب تعبير "الغويل"، الذي استبعد أن تقدم التجمعات العربية أي شيء لفلسطين أكثر من الدعم الخطابي.

وأشار إلى أن دول المنطقة منقسمة حول باقي الملفات السياسية، مثل عودة عضوية سوريا بجامعة الدول العربية، فيما تتصاعد التوترات بين الجزائر ومصر بشأن الموقف من الأزمة في ليبيا، والتعزيز الأخير للعلاقات الجزائرية الإثيوبية.

ورأى "الغويل"، في هذا الصدد، أن نشاط الجزائر الدبلوماسي مؤخرا يأتي مدفوعا برغبتها في "إعادة فرض نفسها دبلوماسيا في القارة الأفريقية على خلفية تنافسها مع المغرب على الهيمنة القارية"، وليس على خلفية سعيها نحو تعزيز الاتحاد العربي؛ بدليل سعيها لتوطيد العلاقات مع إثيوبيا، الغارقة في نزاع مع مصر بشأن معدل ملء "سد النهضة" على نهر النيل، الأمر الذي قد يؤدي إلى تآكل العلاقات الثنائية بين القاهرة والجزائر.

كما ستحتاج الجزائر والقاهرة إلى تنسيق جهودهما في ليبيا إذا أرادت كل منهما عدم تعريض جهود الوساطة الإقليمية للخطر ونزع فتيل الخطر المسلح على حدودهما.

وهنا يشير "الغويل" إلى أن دول العالم العربي باتت على قناعة بعدم الإنفاق على تعزيز "المثالية الساذجة حول الوحدة العربية الغامضة" طالما أن السياسة الواقعية، المتمثلة في السعي "الفردي" وراء المصالح الوطنية، تحقق مكاسب أفضل.

وأضاف: "من الواضح أن القيادة العربية تدرك أن روح الفردية التي يرتكز عليها التعاون العربي اليوم تعرقل الجهود المبذولة لإنشاء أطر واستراتيجيات وسياسات شاملة لتحويل الحوار إلى أعمال مشتركة".

وأكد "الغويل" أن "مجرد التأكيد على أهمية الجهود المشتركة لحماية المصالح العربية لن يكون كافياً لإقناع الغالبية العظمى من الجمهور العربي بأهمية جامعة الدول، التي أصبحت، بالنسبة لشباب المنطقة، "من بقايا ماض فشل في دفع العمل المشترك أو تعزيز صوت عربي موحد على المسرح الدولي على مدى عقود".

المصدر | عرب نيوز + ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجزائر جامعة الدول العربية مصر ليبيا قمة الجزائر

إعلان الجزائر.. القمة العربية تدعم قضية فلسطين وقرار أوبك+ حول النفط

تبون: التضامن مع الشعب الفلسطيني لا يقتصر على إلقاء الخطابات