محلل أمريكي: هكذا تفتح أمريكا الباب أمام إسرائيل للإضرار بمصالحها 

الجمعة 3 فبراير 2023 04:13 م

اعتبر المحلل الأمريكي والضابط السابق بالاستخبارات الأمريكية "بول بيلر"، أن إحجام واشنطن عن انتقاد إسرائيل يفتح الباب لعنف إقليمي يضر بمصالح أمريكا.

جاء ذلك في تحليل نشره مركز ريسبونسابل ستيتكرافت التابع لمعهد كوينسي للدراسات الإستراتيجية في أمريكا. 

وأضاف "بيلر" الذي يعمل حاليا كزميل غير مقيم في مركز الدراسات الأمنية بجامعة جورجتاون، أن تاريخ إدارات أمريكية متعددة مع إسرائيل، يمنح الأخيرة فعليا شيكا على بياض في الغالب لاستخدامها للقوة بأشكال مختلفة، بما في ذلك، سلوك طرق تتعارض مع المصالح الأمريكية.

وقال "بيلر" إن هذا التاريخ الطويل للعلاقات بين تل أبيب وواشنطن والذي تخلت خلاله الأخيرة عن استخدام ما يمكن أن يكون نفوذًا كبيرًا على إسرائيل، يجب أن يوضع في الاعتبار لفهم ما أدى إلى إراقة الدماء الأخيرة.

موقف متناقض

واستشهد "بيلر" بالتصعيد الأخير بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والذي استدعى زيارة لوزيرة الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن" للبلدين ودول أخرى بالمنطقة.  

وذكر أن "بلينكن" أظهر موقفا متناقضا خلال زيارته، حيث أكد على ضرورة تخفيف حدة العنف بين الجانبين، مؤكدا في الوقت ذاته أن "التزام أمريكا بأمن إسرائيل لا يزال ثابتًا (..) لم يتزعزع أبدًا (..) ولن يتزعزع أبدًا".

وأشار "بيلر" إلي أن تصريحات "بلينكن" جاءت رغم معرفته الكاملة بالطريقة الموسعة التي تفسر بها الحكومات الإسرائيلي لهذه التعهد الأمريكي، حيث يشمل ذلك استخدام تل أبيب للقوة التي تتجاوز بكثير الدفاع إلى استخدام الهجوم والعدوان. 

وأوضح "بيلر" أن الطبيعة غير المشروطة المعلنة للدعم الأمريكي لإسرائيل تزيل أي حافز لديها لتغيير نمطها العدواني.

ولفت المحلل الأمريكي إلي أنه كالمعتاد، "تسبب العنف الإسرائيلي الفلسطيني خلال الأشهر الأخيرة في وقوع ضحايا فلسطينيين أكثر بكثير من الضحايا الإسرائيليين".

وأفاد مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط في ديسمبر/ كانون الأول أنه في عام 2022 قُتل "أكثر من 150" فلسطينيًا على أيدي القوات الإسرائيلية، مع "أكثر من 20" قتيل إسرائيلي بسبب العنف الفلسطيني.

وبدأت أعمال العنف في الأيام العديدة الماضية ، كما هو الحال في أغلب الأحيان ، من قبل إسرائيل.

حكومة متطرفة 

وفق "بيلر" فإن الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل برئاسة "بنيامين نتنياهو" تشكل جزءًا آخر من السياق السياسي للعنف الحالي.

وأضاف أن هذا التطرف سوف يؤدي إلى مزيد من الاستفزازات التي من المرجح أن تحرض على العنف، مثل تجول وزير الأمن القومي "إيتمار بن غفير" في موقع شديد الحساسية من الناحية الدينية بحرم المسجد الأقصى.  

فيما تم تكليف متطرف آخر بارز في حكومة نتنياهو، "بتسلئيل سموتريتش"، بمسؤوليات غير محددة لإدارة الأراضي المحتلة.

من الواضح أن أعمال العنف التي تمارس بشكل رسمي ليست كافية لهذه الحكومة. فقد أعلن "نتنياهو" عن تسريع منح تراخيص الأسلحة النارية للمدنيين الإسرائيليين ، بهدف تسليح "الآلاف" منهم.

وعقب "بيلر" أن هذه الخطوة ليست أقل من ضوء أخضر للعنف غير المنضبط بين اليهود والعرب، لا سيما من قبل مستوطنين في الضفة الغربية، الذين نفذوا موجة من حوالي 150 هجومًا ضد السكان الفلسطينيين في يوم واحد فقط السبت الماضي.

ورأي  "بيلر" أن تطرف الحكومة الإسرائيلية الحالية ليس مجرد أمر مبني على السياسة الإسرائيلية الداخلية فقط، بل أيضا أمر ذا صلة بسياسة الولايات المتحدة الأمريكية

وأضاف أن معظم المواطنين الإسرائيليين وكذلك السياسيين، يدركون أهمية علاقة الولايات المتحدة بدولتهم. 

وعقب: "إذا لم تتغاض السياسة الأمريكية منذ سنوات عن المنعطفات الأكثر تطرفًا وعنفًا التي اتخذتها السياسة الإسرائيلية، كان غير المرجح أن تسفر الانتخابات الإسرائيلية في الخريف الماضي عن النتائج التي حققتها (أي الإتيان بالحكومة الأكثر تطرفا فى تاريخ إسرائيل).

عنف سري

وقال "بيلر" إن حكومة "نتنياهو" لا ترى أي شيء في سياسة الولايات المتحدة تجاه إسرائيل، يمكنه ردعها عن الإقدام على تنفيذ العنف الهجومي، مشيرا إلي أن ذلك الأمر يتجاوز الفلسطينيين إلى دول أخرى في المنطقة.

وأوضح أن خير تذكير في هذا الصدد هو الهجوم الأخير بطائرة بدون طيار على منشأة عسكرية في أصفهان بإيران، والذي خلص جميع المراقبين تقريبًا إلى أنه عملية إسرائيلية.

وذكر "بيلر" أن الهجوم كان جزءًا من حملة مستمرة من العمليات الإسرائيلية السرية داخل إيران والتي تعتبر هجومية وليست ردًا على أي شيء يمكن مقارنته بما تفعله إيران في إسرائيل.

وقال المحلل إن الحكومات الإسرائيلية وخاصة في عهد "نتنياهو" لطالما أججت  التوترات والمواجهة مع إيران لعدة أسباب، ليس أقلها صرف اللوم والانتباه عن أي شيء تفعله إسرائيل عندما يتعلق الأمر بالعنف وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

مرة أخرى، يتعارض استخدام إسرائيل للعنف مع السياسات الأمريكية، حيث عمل نتنياهو بنشاط وباستمرار على تقويض الدبلوماسية الأمريكية فيما يتعلق بإيران.

وفعلت الحكومات الإسرائيلية ذلك دون دفع عقوبة دبلوماسية أو مالية أو سياسية. نتيجة لذلك، فإن الإسرائيليين لديهم حافز للاستمرار في فعل مثل هذه الأشياء.

المصدر | الخليج الجديد+متابعات

  كلمات مفتاحية

العنف الإسرائيلي بالضفة هجمات إسرائيلية على إيران الدعم الأمريكي لإسرائيل