تخطط موسكو وطهران لبناء مصنع في روسيا لإنتاج ما لا يقل عن 6 آلاف طائرة مسيرة إيرانية لاستخدامها في الحرب الروسية المتواصلة ضد أوكرانيا منذ 24 فبراير/ شباط 2022، وفق ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير عن مسؤولين قالت إنهم من دولة حليفة للولايات المتحدة.

هؤلاء المسؤولون، بحسب التقرير الذي ترجمه "الخليج الجديد"، اعتبروا أن المصنع الذي سيبنى في روسيا "جزء من التحالف العسكري الناشئ بين طهران وموسكو".

وأفادوا بأن "وفدا إيرانيا رفيع المستوى سافر إلى روسيا أوائل يناير (كانون الثاني) الماضي لزيارة الموقع المخطط بناء المصنع فيه، والوقوف على تفاصيل كيفية بدء المشروع وتشغيله".

ومصنع الطائرات المسيرة الجديد يعد جزءا من صفقة بقيمة مليار دولار بين روسيا وإيران، وفق المسؤولين الذين قالوا إن موسكو "زودت طهران بالأسلحة التي تم الاستيلاء عليها في ساحة المعركة في أوكرانيا".

وتابع المسؤولون أن البلدين يهدفان إلى تصنيع طائرة بدون طيار أسرع يمكن أن تشكل تحديات جديدة للدفاعات الجوية الأوكرانية.

وتتهم كييف وحلفاؤها الغربيون موسكو باستخدام طائرات مسيرة إيرانية الصنع لمهاجمة أهداف أوكرانية أبرزها منشآت الطاقة، في حين نفت طهران أكثر من مرة إرسال أسلحة إلى أي طرف "للاستخدام في الحرب"، لكن أقرت للمرة الأولى في سبتمبر/ أيلول الماضي بأنها زودت موسكو بطائرات كهذه قبل بدء الحرب.

ووفق مسؤولين أمريكيين، فإن طهران زودت موسكو بالفعل بمئات الطائرات بدون طيار التي استخدمتها لضرب أهداف عسكرية ومدنية في أوكرانيا.

شراكة دفاعية كاملة

وحذرت إدارة الرئيس الأمريكي "جو بايدن" من أن روسيا وإيران تطوران "شراكة دفاعية كاملة"، وقال البيت الأبيض إن موسكو كانت تدرب طيارين إيرانيين على قيادة الطائرات الحربية الروسية بهدف إرسال تلك الطائرات إلى طهران بحلول نهاية العام.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قال البيت الأبيض إن موسكو وطهران تدرسان ما إذا كان سيتم بناء خط إنتاج مشترك للطائرات بدون طيار في روسيا.

والآن، قال المسؤولون المتحالفون مع واشنطن إن المحادثات تحولت إلى خطط ملموسة مع زيارة الوفد الإيراني في 5 يناير/ كانون الثاني الماضي إلى بلدة ييلابوغا الروسية، على بعد حوالي 600 ميل شرق موسكو.

وأضافوا أن الوفد الإيراني "قام بجولة في الموقع الذي يخطط قادة البلدين لبناء مصنع جديد يمكنه إنتاج 6 آلاف طائرة مسيّرة على الأقل فيه خلال السنوات المقبلة".

وأوضحوا أن "الوفد الإيراني ترأسه اللواء عبدالله محرابي رئيس منظمة الجهاد لأبحاث سلاح الفضاء والاكتفاء الذاتي في الحرس الثوري الإيراني، وجاسم دماوانديان الرئيس التنفيذي لشركة القدس لصناعة الطيران"، وهي شركة تصنيع دفاعية تقول واشنطن إنها ركن أساسي في تطوير وتصنيع الطائرات المسيرة الإيرانية.