قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، إن الحزمة العاشرة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا استهدفت شركة الشحن "صن شيب مانجمنت"، التي تتخذ من دبي مقرا لها.

وتستهدف الحزمة الأخيرة من العقوبات سد الثغرات في جولات العقوبات السابقة ضد روسيا، والتي من بينها استخدام موسكو ما يسمى بأسطول "ناقلات الظل".

ويتكون أسطول الظل من مجموعة من الناقلات تسافر عبر محيطات العالم سرًا دون لفت الانتباه، في محاولة لتجنب العقوبات المفروضة على روسيا.

وأوضحت الصحيفة أن "صن شيب مانجمنت"، هي فرع لشركة الشحن الروسية المدعومة من الدولة "سوفكوم فلوت" (مدرجة ضمن القائمة الأوروبية السوداء)، التي تدير أسطولًا يضم أكثر من 90 ناقلة منتجات ونفط وكيماويات.

وتتضمن الحزمة العاشرة من العقوبات الأوربية ضد روسيا قيودا أكثر صرامة على التصدير، ووضع ضوابط على التكنولوجيا، بالإضافة إلى مطالبة البنوك بالإبلاغ عن أي معلومات تتعلق بأنشطة البنك المركزي الروسي والأصول الأخرى الخاضعة للعقوبات التي بحوزتها.

وذكرت الصحيفة أن العقوبات ضد "صن شيب مانجمنت" تعد المرة الأولى التي يتم فيها استهداف كيانات أجنبية متورطة بمساعدة موسكو على التحايل على القيود والعقوبات الغربية المفروضة عليها.

وفق الصحيفة، فإن العقوبات التي طالت الشركة التي تدير العشرات من الناقلات التي تنقل النفط والغاز الروسي حول العالم، تشمل تجميد أصولها لدى الاتحاد الأوروبي وحظر تمويلها.

ووفق الاتحاد الأوروبي، فإن خدمات "صن شيب" تساعد في جلب أكثر من 70% من عائدات الطاقة الروسية، والتي تمكن الكرملين من تمويل حربه في أوكرانيا.

أنشأت شركة "سوفكوم فلوت" شركة "صن شيب" في دبي عام 2012، وكان اسم الشركة الفرعية "SCF Ship Management" (دبي) حتى شهر يوليو/ تموز.

وفي أبريل/ نيسان 2022، نقلت "سوفكوم فلوت" إدارة 92 من ناقلاتها النفطية وناقلات الغاز الطبيعي المسال إلى "صن شيب"، وفقًا لكبار مسؤولي الشحن الروس المطلعين على الصفقة.

وذكرت الصحيفة أن دبي برزت كمركز هام للنشاط التجاري الروسي في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ انتقل إليها الآلاف من المواطنين والشركات الروسية.

نقلت شركات تجارة السلع والشحن الدولية موظفين إلى دبي من أوروبا وسنغافورة لتسهيل التعامل مع روسيا.

وعلى نفس المنوال، فرضت السلطات الأمريكية، الأسبوع الماضي، عقوبات على بنك "MTS"، وهو بنك روسي افتتح بنكًا في أبوظبي.

وأشارت الصحيفة إلى أن التحرك ضد "صن شيب" والكيانات البحرية الأخرى هو بداية حملة أوسع لمنع روسيا من إيجاد حلول خارجية للعقوبات.

ترفع سفن "صن شيب" في الغالب أعلام ليبيريا وبنما، وبعضها يرفع علم قبرص. وبحسب مسؤولين تنفيذيين فى مجال الشحن، فإن "سوفكوم فلوت" لاتزال هي مالك جميع السفن التي تديرها "صن شيب مانجمنت".

ووفقًا لبيانات من "كيبلر"، شركة تحليلات السلع الأساسية، فقد أظهرات بيانات جمعت من موقع "صن شيب" على الانترنت، أن السفن المدرجة عليه نقلت النفط الروسي في الأسابيع الأخيرة، بينما لم يتم تسجيل أي من هذه السفن على أنها روسية.

يحظر الاتحاد الأوروبي على السفن الروسية الوصول إلى موانئه، بما في ذلك السفن التي تم تغيير علمها إلى دولة أخرى بعد 24 فبراير/ شباط 2022.

كما يحظر على شركات الاتحاد الأوروبي تقديم خدمات مثل التأمين أو التمويل لشحنات النفط الروسية، ما لم تكن المنتجات الخام أو المكررة عند مستويات الحد الأقصى للسعر الذي تفرضه مجموعة الدول السبع أو أقل منها.