أعدمته إيران.. علي أكبري وراء الكشف عن منشأة نووية لإسرائيل عبر بريطانيا

الاثنين 1 مايو 2023 09:59 م

كشفت صحيفة أمريكية، الإثنين، أن المعلومات التي سربها نائب وزير الدفاع الإيراني الأسبق، علي رضا أكبري، هي التي قادته إلى الإعدام شنقا، في يناير/كانون الثاني الماضي، وعلى رأسها الكشف عن منشأة "فوردو" النووية.

وفي تقرير نشرته بعد 5 أشهر على إعدام أكبري، الذي يحمل الجنسية البريطانية، نقلت "نيويورك تايمز" عن مصادر إسرائيلية وإيرانية أن المسؤول السابق "كان جاسوساً غير متوقع" بسبب إظهاره الولاء الشديد للنظام، لكنه لعب دوراً رئيسياً في الكشف عن منشأة "فوردو"، التي ضمت أنشطة سرية لإيران، قبل أن تعترف طهران بوجود موقع تخصيب اليورانيوم الواقع تحت الأرض في عام 2009.

وأضافت أن إعدام أكبري الذي تربطه صلات وثيقة بأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، أنهى سراً بقي طي الكتمان لمدة 15 عاماً.

وذكرت الصحيفة أن مسؤولاً استخباراتياً بريطانياً رفيع المستوى سافر إلى تل أبيب في أبريل/نيسان 2008، حاملاً رسالة سرية إلى الإسرائيليين، بشأن وجود جاسوس لدى بريطانيا يمكنه الوصول إلى الأسرار النووية والدفاعية في إيران.

وأوضحت أن المعلومات القيمة التي قدمها الجاسوس على مدى سنوات، كان لها دور حيوي في إزالة الشكوك لدى الحكومات الغربية بشأن نيات إيران امتلاك السلاح النووي، وإقناع العالم بفرض عقوبات واسعة النطاق على طهران.

وبدأ أكبري بتسريب الأسرار النووية إلى المخابرات البريطانية في عام 2004، وكان قائداً عسكرياً بارزاً في "الحرس الثوري"، ونائباً لوزير الدفاع (علي شمخاني حينذاك)، ولطالما عرف بتعصبه الديني وتشدده السياسي وخطاباته ومقابلاته النارية.

ولم يفقد أكبري ثقة السلطات حتى بعد انتقاله إلى لندن، حيث واصل تقديم "الاستشارات" لشمخاني وغيره من المسؤولين، ولم يواجه مشكلة حتى 2019، عندما اعتقل في طهران، بعدما زارها بدعوة من شمخاني.

وقالت مصادر مقربة من الحرس الثوري، للصحيفة الأمريكية، إن "روسيا ساعدت إيران في الكشف عن هوية الجاسوس الذي كشف عن وجود منشأة فوردو النووية، وهو أكبري".

وأعادت الصحيفة التذكير بتقرير سابق لها في سبتمبر/أيلول 2019، ونقلت عن مصادر آنذاك أن منشأة فوردو كشف عنها جاسوس بريطاني، قبل أن يقوم مسؤولون بريطانيون بنقل تلك المعلومات إلى الإسرائيليين.

وقالت مصادر أمنية غربية للصحيفة إن المعلومات بشأن "فوردو" وأنشطة إيران للحصول على أسلحة نووية هناك، كانت واحدة من بين تسريبات أكبري التي جرى نقلها إلى الإسرائيليين في 2008.

وتقول السلطات الإيرانية إنها اعتقلت أكبري بين مارس/آذار 2019 ونفس الشهر من 2020، لكنها لم تحدد توقيت اعتقاله.

وأعدم أكبري (62 عاما)، فجر 14 يناير/كانون الثاني الماضي، بعد 3 أيام من تسريب قضية اعتقاله لوسائل الإعلام.

اعترافات متلفزة

وبعد إعدام أكبري بيومين، بث الإعلام الحكومي الإيراني اعترافات متلفزة منه، يتحدث فيها عن دوره في تأكيد أهمية محسن فخري زاده، نائب وزير الدفاع الإيراني السابق في شؤون الأبحاث، الذي اغتيل بواسطة رشاش آلي، واتهمت إيران، إسرائيل، بالوقوف وراء اغتياله.

وتحدث أكبري، في الاعترافات، عن "تجنيده" من المخابرات البريطانية، كاشفاً عن تقديمه معلومات، منها تحديد أهمية المسؤولين والأشخاص المؤثرين، لدول أجنبية، خصوصاً في الملف النووي والقضايا المتعلقة بالأنشطة الإقليمية.

وأضاف: "سُئلت عما إذا كان من الممكن أن يشارك شخص ما، لنفترض الدكتور فخري زاده، في مشروع ما، فقلت: لماذا لا يستطيع؟".

وقبل إعدامه بأيام قليلة، كشفت قناة "BBC" باللغة الفارسية عن رسالة صوتية من أكبري، وهو يتحدث من داخل السجن، يقول فيها إنه تعرض للتعذيب لأكثر من 10 أشهر، وأُجبر على الاعتراف أمام الكاميرا بجرائم لم يرتكبها.

وتابع: "لا توجد أدلة ضدي"، مشيراً إلى قيامه بأنشطة اقتصادية في عدة دول أوروبية بعد مغادرة إيران بشكل قانوني، لكنه اتُّهم بـ "الهروب" وامتلاك "شركات وهمية".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن دبلوماسي إيراني كبير ومستشار للحكومة، أن أكبري دعا في أحد الاجتماعات الرسمية إلى ضرورة امتلاك إيران سلاحاً نووياً.

وفي 15 يناير/كانون الثاني الماضي، أي بعد يوم من إعدام أكبري، نشرت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية مقتطفات من تصريحات لأكبري، أدلى بها في أغسطس/آب 2003 لوكالة "إسنا" الحكومية حول ضرورة حصول إيران على سلاح نووي رادع، مشدداً على أن "امتلاك هذا النوع من السلاح لا يمكن مقارنته باستخدامه".

تخصيب اليورانيوم

وبموجب الاتفاق النووي لعام 2015، وافقت إيران على وقف تخصيب اليورانيوم في موقع "فوردو"، وحوّلته بدلاً من ذلك إلى مركز للطاقة النووية والفيزياء والتكنولوجيا.

وفي يوليو/تموز من العام الماضي، أعلنت إيران العودة إلى تخصيب اليورانيوم بنسبة 20% في منشأة "فوردو". وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، باشرت التخصيب بنسبة 60%.

وتقوم إيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% في منشأة "نطنز"، منذ أبريل/نيسان 2021، بنسبة قريبة من الـ90% اللازمة لاستخدام اليورانيوم في صنع الأسلحة.

وفي فبراير/شباط الماضي، انتقدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إخفاء إيران القيام بتعديلات جوهرية في طبيعة عمل أجهزة الطرد المركزي بمنشأة "فوردو"، معلنة عن امتلاك إيران أجهزة تحمل رؤوساً تمكنها من التحول بسرعة وسهولة لمستويات تخصيب أعلى نقاء.

وبوقت لاحق من الشهر ذاته، كشفت تقارير مسربة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، عثور مفتشيها على جزيئات يورانيوم مخصبة بنسبة 83.7%، وهي أعلى نسبة تصل إليها إيران على الإطلاق.

لكن إيران قالت إنها لا تنوي تخصيب اليورانيوم بأكثر من 60%، واتفقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية على إجراء تحقيق بشأن منشأ اليورانيوم بنسبة 83.7%.

المصدر | الخليج الجديد + نيويورك تايمز

  كلمات مفتاحية

علي رضا أكبري بريطانيا إيران علي شمخاني الحرس الثوري فوردو نطنز

إيران تنفذ حكم الإعدام بحق معارض إيراني سويدي