شرعت شركة "رويال جروب" الإماراتية التي يترأسها الشيخ طحنون بن زايد، مستشار الأمن القومي للبلاد وشقيق الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، في عملية بيع ضخمة "على المكشوف" بمليارات الدولارات مقابل الأسهم الأمريكية، في رهان منها على أن المخاوف المتزايدة من الركود، ستضغط على أسواق الأسهم، وذلك وفق ما نقلته وكالة "بلومبرج" الأمريكية عن مصادر مطلعة.

واقتصاديا، تعني هذه العملية الاستثمار في الأصول بشكل يحقق أرباحا في حال انخفضت قيمة تلك الأصول، وهي عكس عملية الاستثمار طويل الأمد التقليدية التي تقوم على شراء الأصول ثم بيعها بسعر أعلى بعد ارتفاع قيمتها.

وتوصف هذه العملية بأنها "رهان ضد السوق" من أجل الربح حينما تنخفض الأسعار.

وتتوقع "بلومبرج إيكونوميكس" أن تنزلق الولايات المتحدة إلى الركود في يوليو/تموز المقبل، قبل شهرين مما كان متوقعا في السابق.

وقالت "بلومبرج" إنه في بداية العام، تحوّلت نظرة مجموعة "رويال جروب" للأسهم الأمريكية إلى سلبية، واستبدلت جزءاً كبيراً من محفظتها بسندات خزانة أمريكية قصيرة الأجل، بحسب الأشخاص الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لأن المعلومات خاصة.

وأضافوا أن الشركة الإماراتية تستثمر أيضاً في السلع والعملات المشفرة.

وتخطط المجموعة، التي تساعد في إدارة واحدة من أكبر ثروات العائلات في العالم من خلال شبكة واسعة من الشركات التابعة، لضخ ما يصل إلى 10 مليارات دولار في الأسهم الأمريكية والأوروبية وغيرها من الأصول التي تضررت من المخاوف من التباطؤ العالمي، حسبما ذكرت "بلومبرج" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وقال المطلعون لـ"بلومبرج" إن الشركة جنت أرباحا من بعض استثماراتها في الأسواق الأمريكية في أواخر العام الماضي وراجعت قائمة شراء الأسهم هناك.

وقالوا إن المجموعة ستتطلع إلى تعزيز وجودها في الولايات المتحدة بمجرد تحسن التقييمات وإشارة مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى أنه يستعد لخفض أسعار الفائدة.

ولم يتضح على الفور الأسهم أو القطاعات التي تراهن عليها "رويال جروب".

وتقول "بلومبرج" إن الشركة "تأمل في الاستفادة من معنويات السوق المتقلبة بعد انهيار 4 مقرضين أمريكيين، ومع تزايد توقعات التباطؤ الاقتصادي في جميع أنحاء العالم".

وتأمل مجموعة "رويال جروب" الإماراتية في الاستفادة من تقلب المعنويات في السوق في أعقاب انهيار 4 بنوك أمريكية، ومع تزايد التوقعات بحدوث تباطؤ اقتصادي عالمي.

وسجلت الأسهم أداء محايداً منذ بداية أبريل/نيسان الماضي، بعدما عوّضت أرباح الشركات التي جاءت أفضل من التوقعات، الأثر السلبي للمخاوف بشأن ركود محتمل وبشأن استقرار البنوك الإقليمية.

ومع ذلك، يظل مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" مرتفعاً بنحو 7% منذ بداية العام.

وعملت أبوظبي على دمج المزيد من الأصول تحت مظلة "رويال جروب"، ما عزز مكانة الشيخ طحنون كأكبر رجل أعمال في العائلة المالكة في ظل حكم أخيه الأكبر، الشيخ محمد بن زايد، رئيس الإمارات.

في وقت سابق من العام الجاري، أصبح الشيخ طحنون بن زايد رئيساً لمجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار البالغة قيمته 790 مليار دولار، ما عزز سلطته بما يتجاوز الأدوار التي تشمل مستشار الأمن القومي لدولة الإمارات ورئيس أكبر مؤسسة مصرفية في الدولة، "بنك أبوظبي الأول".