تصريحات بايدن حول حكومة نتنياهو انعكاس آخر للشرخ المتعمق.. كيف؟

الاثنين 17 يوليو 2023 06:35 ص

تتعمق الخلافات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الأمريكي جو بايدن، على خلفية انتقادات وجهها الأخير للحكومة الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، على خلفية تعاملها مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ورفض الإدارة الأمريكية للمشروع الاستيطاني الضخم الذي تعتزم الدولة العبرية تنفيذه، بالإضافة إلى التعديل القضائي الذي يلقى معارضة داخلية وخارجية.

ومع مرور أكثر من 7 أشهر على تشكيل الحكومة الإسرائيلية في ديسمبر/كانون الأول 2022، لم يوجه بايدن دعوة لنتنياهو لزيارة البيت الأبيض، وهو تصرف غير مألوف في العلاقة بين الطرفين.

فعادة ما يسارع الرؤساء الأمريكيون لتوجيه الدعوة إلى رؤساء وزراء إسرائيل لزيارة البيت الأبيض حال تشكيل حكوماتهم؛ لكن بايدن لم يفعل ذلك، وباتت العلاقة بين بايدن ونتنياهو فاترة، وفي أحيان عديدة متوترة.

جاء ذلك، رغم تصاعد التعاون الاستخباري والعسكري بين الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية.

وبرزت الخلافات بين الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية مجدداً بعد مقابلة أجراها الرئيس الأمريكي، الأسبوع الماضي، مع شبكة الأخبار الأمريكية "سي إن إن"، حيث قال إن "وزراء (بحكومة إسرائيل) يريدون الاستيطان في كل مكان بالضفة الغربية هم جزء من المشكلة".

وأضاف بايدن أن "بعض وزراء الحكومة مثل (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش و(وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير هما أكثر من أتذكرهم تطرفاً".

كما أشار بايدن إلى أن نتنياهو لم تتم دعوته بعد إلى البيت الأبيض، لكنه قال فقط: "سيصل (الرئيس الإسرائيلي إسحق) هرتسوغ قريباً" إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وشدد على أن هناك حوارًا منتظمًا مع إسرائيل في محاولة "لتهدئة ما يجري.. ونأمل أن يواصل نتنياهو التحرك نحو الاعتدال والتغيير في المحكمة".

وأمام انتقادات بايدن، هاجم نتنياهو، سفير إسرائيل لدى الولايات المتحدة مايك هرتسوغ، في لقاء الأسبوع الماضي بسبب العلاقات المتوترة بين حكومته وإدارة بايدن، بحسب ما أفادت القناة "13" العبرية.

وحسب ما ورد قال نتنياهو للسفير: "يجب أن تبذل جهدًا أكبر للحصول على دعوة للبيت الأبيض".

وكما نقلت القناة الإسرائيلية عن مصادر دبلوماسية قولها، إن نتنياهو غير سعيد برحلة الرئيس إسحاق هرتسوغ هذا الأسبوع إلى نيويورك وواشنطن، والتي ستشمل لقاء بايدن في البيت الأبيض.

وقال نتنياهو للسفير، وهو شقيق الرئيس، إنه يعتقد أن الرحلة ستمنح البيت الأبيض الشرعية اللازمة لتجنب دعوة رئيس الوزراء في المستقبل القريب.

وتشير تقارير إعلامية إسرائيلية وأمريكية أيضاً، إلى أن العامل الرئيسي الذي شجع بايدن على انتقاد حكومة نتنياهو علناً الآن، هو موقف اللوبي الأمريكي اليهودي في واشنطن، والذي عبرت قياداته علناً عن رفض "الانقلاب القضائي" الذي تسعى حكومة نتنياهو لتمريره.

ويعتبر تحليل معهد "دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي، وترجمه "الخليج الجديد"، كلمات بايدن هي "استمرار للخط المتشدد الذي اتخذه، ردا على سؤال مماثل في مارس/آذار، بشأن زيارة محتملة لرئيس الوزراء، عندما رد ببساطة أن نتنياهو لن تتم دعوته على المدى القريب".

ويضيف التحليل: "يمكن رؤية تعبير واضح آخر عن عمق الاختلافات في مقابلة بايدن الأخيرة عندما أكد أنه واحد من أولئك الذين يعتقدون أن أمن إسرائيل النهائي يعتمد على حل الدولتين".

في محاولة لموازنة ملاحظاته إلى حد ما، قدر بايدن أن "نتنياهو يحاول العمل من خلال كيفية العمل من خلال مشاكل (الائتلاف) الحالية، ووضع بعض المسؤولية عن الوضع على عاتق السلطة الفلسطينية، التي فقدت مصداقيتها وخلقت فراغًا للتطرف بين الفلسطينيين".

ويشير التحليل إلى أن "العلاقات الخاصة" مع الولايات المتحدة تعد إحدى الركائز الأساسية للأمن القومي الإسرائيلي، وأن اعتماد إسرائيل على الولايات المتحدة واسع، بل ووجودي.

وأمام ذلك يدعو المعهد حكومة نتيناهو إلى "العمل على تضييق الفجوات في أسرع وقت ممكن، والعودة إلى مسار الحوار الجاد والمعمق".

يأتي ذلك في وقت نفت وزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء، وجود حديث رسمي عن إعادة تقييم علاقاتها مع إسرائيل، كما أكد مسؤول إسرائيلي أنه لا علم لتل أبيب بقرار الإدارة الأميركية إعادة تقييم علاقاتها مع حكومة نتنياهو.

وفي السياق ذاته، نقلت وكالة "سبوتنيك"، عن مسؤول في البيت الأبيض، قوله إنه "لا يوجد حديث داخل إدارة بايدن حول إعادة تقييم محتملة لعلاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل".

وأكد المصدر أنه حتى لو تم إجراء مثل هذا التقييم، فلن يكون ذلك غير مسبوق، موضحا "أعلنت إدارة فورد عن إعادة تقييم مع حكومة رابين، وفعلت إدارة ريغان ذلك مع حكومة بيغن، وفعلت إدارة بوش الأب ذلك مع حكومة شامير، وفعل بوش الابن ذلك مع حكومتي باراك وشارون".

والخلافات بين واشنطن وتل أبيب هذه المرة تبدو أكثر عمقاً من أي مرات سابقة.

وربما يكون الخلاف حول سياسات الحكومة اليمينية بشأن التعديلات القضائية هو الطافي على السطح بشدة، لكن المؤكد هو أنه ليس الخلاف الوحيد، فملف إيران النووي وكيفية التعامل معه يعتبر ملفاً آخر من ملفات الخلاف.

كما أن علاقات إسرائيل المتنامية مع الصين ملف آخر.

والأمر نفسه بالنسبة للعلاقات الإسرائيلية مع روسيا، إذ تسعى تل أبيب إلى عدم قطع العلاقات مع موسكو بشكل كامل لأسباب تتعلق بالهجرة اليهودية من روسيا لإسرائيل، وملفات ومصالح أخرى تجعل هناك اختلاف في الموقف الإسرائيلي عن الموقف الأمريكي، بشأن العقوبات على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا.

المصدر | معهد "دراسات الأمن القومي" الإسرائيلي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نتنياهو بايدن إسرائيل أمريكا حل الدولتين استيطان الإصلاج القضائي

بعد انتظار 7 أشهر.. بايدن يدعو نتنياهو لزيارة البيت الأبيض

كيف توازن إدارة بايدن بين دعمها اللامتناهي لإسرائيل وانتقاد حكومتها؟

رغم تنافرهما.. لماذا أغدق بايدن هدايا أمريكية على نتنياهو؟