حذرت الأمم المتحدة، الثلاثاء، من "موجات حر أكثر شدة" في العالم، بالتزامن مع موجة حرّ قياسية يعاني منها سكان النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

وقال جون نيرن مستشار شؤون الحرارة الشديدة بالمنظمة العالمية للأرصاد الجوية (تابعة للأمم المتحدة) إن "شدة هذه الظواهر ستستمر في الازدياد، وعلى العالم أن يستعد لموجات حرّ أكثر شدة"، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وتابع نيرن، خلال تصريح لصحفيين في جنيف، أن "إحدى الظواهر التي لاحظناها هي أن عدد موجات الحرّ المتزامنة في نصف الكرة الأرضية الشمالي زاد ستة أضعاف منذ الثمانينيات (من القرن الماضي)، وليس هناك أي مؤشر على أن هذا المنحى سيتراجع".

وخلال الأسبوع الجاري، من المتوقع أن تتجاوز الحرارة الـ40 درجة مئوية في كل من أمريكا الشمالية وآسيا وشمال أفريقيا وحوض البحر الأبيض المتوسط؛ جراء اشتداد موجة الحرّ في النصف الشمالي من الكوكب.

ومحذرا، أردف نيرن: "لذلك أخشى أننا لم نصل إلى نهاية مشاكلنا، وهذه الموجات سيكون لها تأثير خطر على صحة الإنسان وسبل عيشه".

درجة قياسية

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، في بيان الثلاثاء، إن موجة الحرّ التي يشهدها نصف الكرة الأرضية الشمالي ستتصاعد الأسبوع الجاري، مما قد يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة ليلا، وزيادة مخاطر النوبات القلبية والوفيات.

والإثنين، قالت وكالة الفضاء الأوروبية إن أوروبا قد تسجل الأسبوع الجاري أعلى درجة حرارة فيها على الإطلاق، تحديدا في جزيرتي صقلية وسردينيا الإيطاليتين، حيث من المتوقع أن تتجاوز الحرارة 48 درجة مئوية.

ولفتت الأمم المتحدة، الإثنين، إلى أن درجة 48,8 مئوية التي سُجلت في صقلية عام 2021 هي الأعلى على الإطلاق التي تم التحقق منها في أوروبا.

وشدد مدير وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ بيتيري تالاس، الثلاثاء، على أن "أحوال الطقس القصوى تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان والنظم البيئية والاقتصادية والزراعية والطاقوية والموارد المائية".

وأضاف أن "هذا الأمر يسلط الضوء على الضرورة الملحّة بشكل متزايد لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بأسرع وقت وبأقصى قدر ممكن".

ودقّت السلطات الصحية في دول عدة بأوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية وشمال أفريقيا ناقوس الخطر وحثت السكان على شرب المياه والسوائل والاحتماء من الشمس، في توجيهات تشكل تذكيرا جديدا بمخاطر الاحترار العالمي.