بعد وفاة جديدة تحت التعذيب بمركز شرطة.. ذكريات خالد سعيد تعود لمصر

الأربعاء 2 أغسطس 2023 10:56 ص

علّق موقع "ميدل إيست مونيتور" على حادثة وفاة مواطن مصري تحت التعذيب داخل مركز شرطة "نبروه" بمحافظة البحرية، شمالي البلاد، حيث ألقى الضوء على تزايد الوفيات بين المعتقلين بالسجون ومراكز الاحتجاز بالبلاد هذا العام، ملمحا إلى احتجاجات سابقة صاحبت هذا النوع من الوفيات تحت التعذيب، كان أبرزها ثورة يناير/كانون الثاني 2011، التي كانت شرارة إشعالها وفاة الشاب خالد سعيد تحت اعتداءات الشرطة أواخر 2010.

ولفت الموقع، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إلى الواقعة التي كشفت عنها لجنة العدالة التابعة لمؤسسة "كوميتي فور جاستس CFJ "، والتي تتعلق بوفاة مواطن تحت التعذيب في قسم نبروه بمحافظ البحيرة (شمال)، والتي وقعت في 25 يوليو/تموز المنصرم.

اعتداء أمام المارة

وقالت اللجنة إن الشرطة ألقت القبض على المواطن، ويدعى محمود عبدالجواد، في 21 يوليو/تموز، في أثناء انتظاره زوجته وابنته المريضة لاصطحابها إلى المستشفى، حيث تعدّت عليه بالضرب أمامهما، كما تعدّت على زوجته بالصعق الكهربائي في مناطق مختلفة من جسدها بواسطة صاعق، وكلّ ذلك أمام المارة في مدينة نبروه.

وبحسب ما أوضحت اللجنة، فقد اصطحبت القوة الأمنية عبدالجواد (33 عاما) إلى قسم الشرطة، حيث تناوبوا على الاعتداء عليه بالضرب المبرح إلى جانب الصعق الكهربائي في أماكن مختلفة من جسده، على مدى ثلاثة أيام، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

وبوفاة عبدالجواد، ارتفع عدد حالات الموت في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر، منذ مطلع عام 2023، إلى 22 وفاة، نتيجة الإهمال الطبي وسوء أوضاع الاحتجاز، منهم 5 في يوليو/تموز المنصرم فقط، كما يقول "ميدل إيست مونيتور".

وفاة برلماني سابق

وتطرق التقرير كذلك إلى وفاة البرلماني المصري السابق، المسن رجب محمد أبو زيد زعير (80 عاما) بسجن القناطر الخيرية للرجال في مارس/آذار الماضي، بعد تدهور حالته الصحية، إثر إصابته بالتهاب الشعب الهوائية الحاد وضعف عضلة القلب، حيث طالبت عائلته السلطات بالإفراج الصحي عنه بسبب مرضه المزمن، لكن طلباتهم قوبلت بالرفض، حيث استمرت صحته بالتدهور داخل السجن حتى وفاته.

وفي فبراير/شباط الماضي، توفي سعد محمود عبدالغني خضر، في سجن برج العرب، بعد حرمانه من الرعاية الطبية.

ثم توفي في يونيو/حزيران صالح عبدالستار سعد رحيم (41 عاماً)، متأثراً بالتعذيب في مركز شرطة العدوة بمحافظة المنيا جنوبي مصر.

وعندما ذهبت أسرة رحيم لأخذ جثته، وجدوا أنها مغطاة بآثار التعذيب.

مفارقة ساخرة

وفي مفارقة ساخرة، شبهت رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان بالبلاد (حكومي)، مشيرة خطاب، مجمع سجون وادي النطرون، على أطراف القاهرة، بأنه "فندق 5 نجوم"؛ بسبب مجمعه الرياضي وحمام السباحة وورش العمل والمستشفى.

لكن في عام 2019 توفي هناك عادل عبدالوهاب أبو عيشة، بعد حرمانه من الرعاية الطبية لمرضه في الكبد والسكري.

ويقول التقرير إنه منذ أن تولى عبدالفتاح السيسي رئاسة مصر عام 2013، لقي عشرات المواطنين المصريين مصرعهم رهن الاحتجاز.

وفي عام 2021، سجلت منظمة العفو الدولية وفاة ما لا يقل عن 52 شخصًا في مراكز الاحتجاز بجميع أنحاء البلاد بسبب المضاعفات الطبية، وتوفي أربعة بعد ورود أنباء عن تعرضهم للتعذيب.

وبعد تلك الحالات، فشل المدعون المصريون في إجراء تحقيقات مستقلة وفعالة في أسباب وفاة السجناء وأسبابها.

وفي ربيع عام 2022، توفي الخبير الاقتصادي البارز أيمن هدهود تحت التعذيب، ووجدوا جثته داخل مستشفى نفسي بعد شهر من اختفائه قسريًا، لكن لم يتم إخبار أسرته بأنه توفي إلا بعد شهر من ذلك.

ووجد طبيب شرعي مستقل فحص جثة هدهود آثار حروق على ساعديه ووجهه؛ مما يشير إلى تعرضه لإصابات متكررة قبل وفاته.

وزُعم أن الصور التي تم تداولها على "تويتر" أثبتت إصابة هدهود بكسر في الجمجمة وكسر في الأنف قبل وفاته.

وقالت جماعات حقوقية إن السلطات المصرية تقاعست عن إجراء تحقيق مستقل وشفاف في وفاة أيمن بعد أن أغلقت التحقيق بعد ستة أيام من إعلانه.

"عفروتو" و "الأسترالي"

في عام 2018 ، أثار مقتل الشاب محمد عفروتو، البالغ من العمر 22 عامًا تحت التعذيب احتجاجات خارج قسم شرطة المقطم.

ثم بعد ذلك بعامين، خرجت مظاهرات في حي المنيب بالجيزة ضد تعذيب ضباط الشرطة لشاب يدعى "إسلام الأسترالي" البالغ من العمر 26 عامًا بعد أن رفض دفع رشوة.

وفي نفس العام، احتج العشرات داخل سجن "جمصة" بعد تعذيب اثنين، أحدهما توفي تحت التعذيب.

وألهم الضرب المميت الذي تعرض له خالد سعيد في عام 2010 بمدينة الإسكندرية، شمالي البلاد، ملايين المتظاهرين للنزول إلى الشوارع في الانتفاضة المصرية التي أطاحت لاحقا بالديكتاتور القديم حسني مبارك.

المصدر | ميدل إيست مونيتور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

وفيات تحت التعذيب التعذيب في مصر السجون المصرية القمع وفاة معتقلين

تقرير حقوقي: التعذيب في مصر يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية