جرائم إبستين الجنسية.. من هم أبرز الشخصيات المتورطة؟

الخميس 4 يناير 2024 09:54 م

يعد الأمير البريطاني أندرو، والرئيسان الأمريكيان السابقان بيل كلينتون ودونالد ترامب، من بين الشخصيات البارزة المذكورة في أوراق المحكمة الأمريكية التي تتضمن تفاصيل علاقات مرتكب الجرائم الجنسية الراحل جيفري إبستين.

وبدأت قاضية في نيويورك الأربعاء، كشف أسماء أشخاص على صلة بقضية شبكة الملياردير إبستين الذي انتحر في سجنه عام 2019، قبل محاكمته بـ"جرائم جنسية"، بينهم نساء يُعتقد أنهن من ضحاياه، وآخرون يُشتبه في أنهم تواطأوا معه.

ومن بين هؤلاء الأشخاص الذين يتراوح عددهم بين 150 و180 والذين وردت أسماؤهم على آلاف الصفحات من الوثائق القضائية نشرها القضاء الفيدرالي في مانهاتن، هناك الأمير أندرو، دوق يورك، الذي زعمت امرأة من ضحايا إبستين أنه تحرش بها.

كما ذكرت لائحة الأسماء الرئيسين الأميركيين السابقين الديمقراطي بيل كلينتون (1993-2001) والجمهوري دونالد ترامب (2017-2021).

وفي حالة ترامب، ذُكر الملياردير النيويوركي في الوثائق على أنه كان يعرف إبستين، لكن لم يُذكر أي سلوك ضار أو إجرامي محتمل.

لكن ترامب تحدث عنه عام 2002 قائلا: "أعرفه منذ 15 سنة، إنه شخص هائل، صُحبته مليئة بالمتع ويقال إنه يحب النساء الجميلات مثلي تماما، وهو يميل إلى النساء صغيرات السن، جيفري يستمتع بحياته الاجتماعية دون شك".

في إفادتها، تذكرت شاهدة تدعى جوانا سيوبيرغ، الوقت الذي كانت فيه مع إبستين على متن إحدى طائراته وأبلغهم الطيار أنهم بحاجة إلى الهبوط في أتلانتيك سيتي، ثم اقترح إبستين عليه الاتصال بترامب.

قالت سيوبيرغ: "قال جيفري: عظيم، سنتصل بترامب وسنذهب إلى ..(لا أتذكر اسم الكازينو)، ولكن – سنذهب إلى الكازينو".

وأشارت سيوبيرغ في وقت لاحق في شهادتها أنها لم تقم بتدليك ترامب مطلقًا، ولم يتم اتهام ترامب بارتكاب مخالفات تتعلق بإبستين في الوثائق.

لكن في العام 2020، انتشر مقطع فيديو قديم لترامب يطلب فيه من أحد المراسلين أن يسأل الأمير البريطاني أندرو عن بعض التفاصيل الخاصة بجزيرة ليتل سانت جيمس، المملوكة لإبستين.

ويعود الفيديو إلى عام 2015، أي قبل دخول ترامب السباق الرئاسي لعام 2016، وذلك خلال أحد المؤتمرات التي أجراها الحزب الجمهوري، حيث سأل أحد مراسلي شبكة "فوكس نيوز" ترامب عن رأيه في كلينتون، ليرد قائلاً "رجل لطيف، سيواجه الكثير من المشاكل المتعلقة بالجزيرة الشهيرة المملوكة لجيفري إبستين في الفترة المقبلة في رأيي".

وفي وقت لاحق، سأل مراسل وكالة "بلومبرج" ترامب عن "طبيعة تلك المشاكل" التي يعتقد أن كلينتون سيواجهها، ليرد: "لا أعلم، لكن تلك الجزيرة كانت بالفعل بالوعة، ليس هناك شك في ذلك، فقط اسأل الأمير أندرو، وسيخبرك أن الجزيرة عبارة عن بالوعة".

أما كلينتون، الذي كان أكثر قرباً من إبستين، وكان يسافر معه في بعض الأحيان، فإن اسمه ورد عشرات المرات، لكن دون أي إشارة واضحة إلى ارتكابه وقائع غير قانونية.

والتقطت صورة لكلينتون مع إبستين، لكن ممثلو الرئيس الأسبق أشاروا إلى أن التواصل بينهما انقطع منذ عام 2005، قبل ظهور تلك الاتهامات الجنائية.

وأشارت الدعوى التي رفعتها الضحية فيرجينيا جيوفري عام 2015، إلى مزاعم بأنها التقت كلينتون في جزيرة ليتل سانت جيمس المملوكة لإبستين.

كما أوضحت سجلات الرحلات الجوية التي احتفظ بها أحد طياري إبستين، أن كلينتون استخدم طائرة إبستين عدة مرات بين عامي 2002 و2003، كجزء من مشروعات إنسانية في أفريقيا وباريس وبانكوك وبروناي.

وقال كلينتون في تقارير سابقة نقلتها شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، إن إبستين كان "ممولا ناجحا" وشخصا ملتزما بالأعمال الخيرية، وإنه "يقدّر كرمه ورؤيته خلال... رحلة إلى أفريقيا للعمل على إرساء الديمقراطية وتمكين الفقراء وخدمة المواطنين ومكافحة فيروس نقص المناعة المكتسبة".

وقال متحدث باسم كلينتون عام 2019، إنه "لم يذهب أبدا إلى جزيرة ليتل سانت جيمس، أو مزرعة إبستين في نيومكسيكو أو مقر إقامته في فلوريدا".

لكن أشارت الوثائق إلى أن ماكسويل، قالت إن كلينتون سافر عدة مرات على طائرة إبستين الخاصة، دون تحديد عدد تلك المرات.

كما قالت ضحية أخرى، تدعى جوانا سيوبيرغ، إن حوارا دار بينها وبين إبستين خلال عام 2016، لفت فيه الأخير إلى أن إعجاب كلينتون بـ"الشابات الصغار".

وعند سؤالها عما إذا كان كلينتون صديقا لإبستين، قالت إن لديها علم بأن هناك "أعمالا" تربطهما سويًا.

وفي تصريح لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، أكد متحدث باسم كلينتون، أنه مر نحو "20 عاما على آخر تواصل بين كلينتون وإبستين".

أما الأمير البريطاني أندرو، فهو متهم من قبل الأمريكية فيرجينيا جوفري، البالغة حالياً 40 عاماً، بالاعتداء جنسياً عليها 3 مرات سنة 2001، حين كانت في الـ17 من عمره، في لندن ونيويورك وجزر فيرجن البريطانية.

وأكدت أنها التقته عن طريق إبستين.

غير أن الأمير البالغ 62 عاماً، الذي بات منبوذاً بعد هذه القضية، لطالما نفى الاتهامات الموجهة إليه.

وقد توصل إلى اتفاق بالتراضي مع جوفري في 15 فبراير/شباط 2022، قضى بأن يدفع لها 13 مليون دولار بحسب صحيفة "ديلي تلغراف"، ما جنّبه محاكمة أمام القضاء المدني في نيويورك كانت لتشكّل إحراجاً كبيراً للعائلة الملكية البريطانية.

من بين الأسماء الشهيرة أيضًا التي كشفتها الوثائق، نجم الغناء الراحل مايكل جاكسون، حيث قالت إحدى الشهود في القضية، بحسب الوثائق، أنها التقت المغني في منزل إبستين.

ونقل موقع "أكسيوس"، أن المغني "طلب منها أن تمنحه جلسة تدليك"، لكنها رفضت القيام بذلك.

كما زعمت جوفري في شهادتها أن ماكسويل وجهتها إلى ممارسة اتصال جنسي مع أشخاص من بينهم حاكم ولاية نيو مكسيكو السابق بيل ريتشاردسون، وخبير التكنولوجيا مارفن مينسكي، ووكيل عارضات الأزياء الفرنسي الشهير جون لوك برونيل، والمستثمر الأمريكي غلين دوبين.

قال متحدث باسم دوبين في بيان في 2019، عندما تم الإعلان عن ادعاءات جوفري سابقًا، أن "غلين وإيفا دوبين غاضبان من المزاعم الموجهة إليهما في سجلات المحكمة ويرفضانها بشكل قاطع".

وقد تم نشر البيان على نطاق واسع في ذلك الوقت، بما في ذلك في "واشنطن بوست"، و"هيل"، و"فانيتي فير".

ولا يزال نفس الجزء من هذا الإيداع يحتوي على 3 أشخاص لم يتم الكشف عن أسمائهم، تزعم جوفري أن ماكسويل وجهتها إلى إقامة علاقات جنسية مع أمير (لم يذكر اسمه)، وصاحب سلسلة فنادق كبيرة، واسم محجوب بالكامل.

وكان كشف هذه اللائحة منتظراً، منذ أن أمرت به القاضية في المحكمة الفيدرالية في مانهاتن لوريتا بريسكا في 18 ديسمبر/كانون الأول.

ويأتي هذا التحرك القضائي في إطار دعوى تشهير أقامتها الأمريكية فرجينيا جوفري، على إبستين وعشيقته وشريكته السابقة غيلاين ماكسويل، التي حُكِم عليها عام 2022 بالسجن 20 عاماً.

وأوردت القاضية في ديسمبر/كانون الأول في وثيقة من 50 صفحة، حالات نحو 180 شخصاً تحت أرقام وأسماء مستعارة، وأمرت بكشف هوياتهم الكاملة خلال 14 يوماً على الأكثر من تاريخ هذه الوثيقة القضائية، أي في 2 أو3 يناير/كانون الثاني.

وكان إبستين وماكسويل مرتبطين عاطفياً مطلع تسعينات القرن العشرين، قبل أن ينشأ بينهما تعاون مهني وتواطؤ في جرائمهما الجنسية طوال نحو 30 عاماً.

وكانت ماكسويل (61 عاماً) التي تحمل الجنسيات البريطانية والفرنسية والأمريكية، وتُعدّ من الوجوه البارزة لمجتمع المشاهير، أدينت في نيويورك خلال ديسمبر/كانون الأول 2021 بتهمة الاتجار الجنسي بقاصرات لحساب إبستين، وحُكم عليها في يونيو/حزيران 2022 بالسجن 20 عاماً.

أما إبستين الذي كان رجل أعمال في القطاع المالي وصاحب نفوذ واسع تمتد شبكة علاقاته الاقتصادية والسياسية في الولايات المتحدة وخارجها، فاتُّهم بالاعتداء جنسياً على قاصرات واغتصابهن، وانتحر في سجنه في نيويورك في 10 أغسطس/آب 2019، مما أدى إلى سقوط دعوى الحق العام عليه.

والنفوذ الواسع الذي كانت تحظى به شبكة إبستين كان مصدر "نظريات مؤامرة"، أشارت إلى تعرضه للقتل في السجن تحت غطاء انتحار.

لكن الطبيبة الشرعية في نيويورك ومكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي"، خلصا إلى أنه انتحر، وأن وفاته "لم تكن ناجمة عن عمل إجرامي".

وفي يونيو/حزيران الماضي، أكدت وزارة العدل "نتائج مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن عدم وجود عناصر إجرامية في قضية وفاة إبستين".

وهناك 187 فردا مختلفا معروفين باسم جون أو جين دو في أوراق المحكمة، وسيتم تباعا الإعلان عن أسمائهم الحقيقية.

وأشارت القاضية لوريتا بريسكا، إلى أن العديد من الأفراد المذكورين في الدعوى القضائية قد كُشفت هوياتهم من قبل وسائل الإعلام أو في محاكمة ماكسويل الجنائية.

وأضافت أن كثيرين آخرين "لم يثيروا اعتراضا" على الإفراج عن الوثائق.

وقالت القاضية في حكمها إن بعض الأسماء المدرجة في القائمة ستبقى سرية، بما في ذلك أسماء الضحايا من الأطفال.

وربما ظهر بعض الأفراد أكثر من مرة تحت أرقام مختلفة للاسم "دو"، لذا فإن العدد الدقيق للأسماء التي سيكشف النقاب عنها غير معروف.

وتشير التقارير إلى أن "حقيقة ظهور أسماء لأشخاص في الملفات لا تعني بالضرورة أنهم متورطون في مخالفات"، إذ لم يتم توجيه تهم جنائية إلا إلى إبستين وماكسويل بالإساءة للفتيات والشابات في مساكن في نيويورك وفي جزر وأماكن أخرى.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

إبستين جرائم جنسية ترامب كلينتون مايكل جاكسون الأمير أندرو جنس اغتصاب