مصر.. «منصورة سورس» يكشف التاريخ المفقود للديناصورات الأفريقية

الثلاثاء 30 يناير 2018 05:01 ص

اكتشف نوعٌ جديد من الديناصورات في الصحراء المصرية، التي يبدو أنها عاشت في مصر قبل ملايين السنين؛ ما قد يساعد على فهم أعمق لتاريخ أفريقيا المفقود من عالم الديناصورات.

ويعود تاريخ الحفريات التي اكتشفتها مجموعة من علماء الحفريات من جامعة المنصورة المصرية، إلى آخر أيام الديناصورات في القارة الأفريقية، وهو ما بين 66 إلى 100 مليون سنة مضت.

وأطلق على الديناصور العملاق المكتشف والمنتمي للعصر الطباشيري، «منصورة سوروس شاهينا»، ويبلغ ارتفاعه ارتفاع حافلة مدرسية، أما وزنه فجاء تقريباً في نفس وزن الفيل، كما كان له عنقٌ طويلة، وألواحٌ عظمية مغروسة في جلده.

وينتمي «منصورة سورس» للتيتانوصورات، وهي مجموعةٌ من ديناصورات سوروبود، أو الديناصورات آكلة العشب طويلة العنق، التي كانت شائعة خلال العصر الطباشيري.

وتشتهر التيتانوصورات بكونها من أضخم الحيوانات البرّية التي عاشت على ظهر الأرض. ورغم ذلك، كان «منصورة سورس» ضئيلاً نسبياً بالنسبة لكونه تيتانوصور، وفي وزن فيل إفريقي.

حل اللغز

وحين يتعلق الأمر بالسنوات الأخيرة من حياة الديناصورات فإن القارة الأفريقية تُعدُّ صفحة فارغة؛ فالحفريات التي عُثِرَ عليها فى القارة السمراء تنتمي للفترة الزمنية بين 90 و100 مليون سنة فقط، وهي حفريات قليلة العدد، وتبعد عن زمن الانقراض بفترة كبيرة تتجاوز 25 مليون سنة، وهذا يعنى أن مسار تطور الديناصورات في أفريقيا ظلَّ إلى حد كبير لغزاً.

لكن الآن، سيساعد اكتشاف الفريق البحثى -من جامعة المنصورة، بالتعاون مع جامعة أوهايو ومؤسسة ليكى للعلوم والجمعية الوطنية الجغرافية والمؤسسة الأمريكية للعلوم- للديناصور الجديد على سَدِّ ثغرة من الثغرات؛ ما قد يُسْهِم في حل أُحْجِية اندثار الديناصورات.

وعن ذلك، يقول أستاذ الحفريات بجامعة المنصورة الذي قاد البحث، «هشام سلام»: «كان أمراً مثيراً لطلابي أن يقوموا باستخراج عظمة وراء الأخرى؛ إذ ساعد كل عنصر جديد كنَّا نجده عن نوع هذا الديناصور العملاق».

وحسب تقرير نشرته «هيئة الإذاعة البريطانية» (بي بي سي)، أكد «سلام» أن الديناصور المكتشف هو سادس ديناصور يتم اكتشافه في مصر، لكنه الأول في مصر وأفريقيا، الذي يوثِّق حقبة نهاية العصر الطباشيري.

وقد عمل الفريق المصري على هذا في الصحراء الغربية منذ العام 2008، حسب ما نقلته وكالة «سبوتنيك»، عن طالبة الماجستير في قسم الجيولوجيا بكلية العلوم في جامعة المنصورة، «إيمان الداودي».

وأضافت «إيمان»، التي شاركت في الاكتشاف: «في نهاية 2013، اكتشفنا أول عظمة من الديناصور، بعدها عام 2014 قعدنا (بقينا) 3 أسابيع في الواحة الداخلة، بدأنا نستخرج الديناصور؛ لأن الحفر احتاج إلى معدات لم تكن معنا، كما أن الحفريات دقيقة جعلتنا نعمل ببطء».

واستطردت: «حمل الديناصور والصعود على رمال ناعمة لم يكن سهلًا على علماء يحاولون الدقة».

«منصورة سورس» يجيب على التساؤلات

ويعد العثور على حفريات الديناصورات في أفريقيا أمراً نادراً؛ لأن غالبية الأرض مكسوة الآن بالنباتات.

وفي هذا الصدد، قال الباحث في متحف «Carnegie» للتاريخ الطبيعي، «مات لامانا»، إنه ذُهِلَ فور رؤيته لصور الحفريات؛ وذلك لمحاولة علماء الحفريات طوال فترة طويلة البحث عنه.

وأضاف: «كان ذلك هو الأمر العصي على الاكتشاف؛ ديناصور محفوظ بعناية يعود لنهاية حقبة الديناصورات في أفريقيا، هو ما كنَّا نبحث عنه لفترة طويلة للغاية».

بينما قال الباحث في المتحف ذاته، «إريك غورساك»، الذي عمل على دراسةٍ بحثية نُشِرَت في قسم علوم البيئة والتطور بمجلة «Nature»العلمية: «لا تزال أفريقيا تُشكِّل علامةَ استفهامٍ كبيرة فيما يخص الحيوانات التي كانت تعيش على اليابسة في نهاية عصر الديناصورات، يساعدنا منصورة سورس على إجابة أسئلة طويلة الأمد بشأن كلٍّ من السجل الأحفوري وعلم الأحياء المائية في إفريقيا؛ أسئلة من نوع: ما الحيوانات التي كانت تعيش هناك؟ ولأي أنواع أخرى كانت تلك الحيوانات أوثق صلةً؟».

بينما اعتبر الأستاذ بجامعة أديلفي في نيويورك، «مايكل دميك»، أن  «منصورة سوروس» «اكتشاف لا يصدق، وما يجعله مميزاً هو موقع اكتشافه».

ومع تحليل الخصائص التشريحية لعظام الديناصور المكتشف، أكد الباحثون أن «منصورة سورس» كان أوثق صلةً بديناصورات أوروبا وآسيا، من صلته بالديناصورات التي وُجِدَت بالجنوب في أفريقيا أو في أمريكا الجنوبية».

وهذا بدوره يُبيِّن أن بعض الديناصورات على الأقل، كان بإمكانها التحرُّك بين أفريقيا وأوروبا قرب نهاية فترة سيادتها الأرض.

الاكتشاف الأهم

ويعد الهيكل العظمي للديناصور هاماً؛ نظراً لكونه العينة المكتشفة الأكمل حتى الآن من نهاية فترة العصر الطباشيري في أفريقيا.

إذ حُفظت بقايا الديناصور المُتحجِّرة، واستخرجت من باطن الأرض أجزاء من الجمجمة، والفك السفلي، والرقبة، وفقرات الظهر، ومعظم الكتف، والطرف الأمامي، وجزء من القدم الخلفية، وقطع من رقائق الجلد.

المصدر | الخليج الجديد + مواقع ووكالات

  كلمات مفتاحية

مصر منصورة سورس ديناصورات

ديناصور هابيل القاتل... وحش مرعب عاش في مصر قبل 98 مليون سنة

سيدة تعثر على عائلتها بعد 80 عاما من البحث.. وأزمة في ميراثها