على مدار 3 أيام هي مدة النسخة السادسة من معرض ومؤتمر الدوحة الدولي للدفاع البحري (ديمدكس 2018) وقعت القوات المسلحة القطرية بفروعها المختلفة 35 اتفاقية هامة مع شركاء دوليين.

وشمل ذلك اتفاقيات لشراء مئات المدرعات والسفن والزوارق الحربية والطائرات بدون طيار، فضلا عن إنشاء قاعدة عسكرية بحرية شمالي البلاد.

وانطلقت فعاليات «ديمدكس 2018»، الإثنين، وتواصلت حتى مساء الأربعاء.

وشهد المعرض عروضا ضخمة للشركات العالمية، التي وصل عددها إلى 180 عارضاً من أكثر من 60 بلداً في مجال الصناعات البحرية والعسكرية.

واستضاف المعرض مؤتمر قادة دفاع بحريين بارزين وخبراء من مختلف أنحاء العالم، في «مؤتمر قادة البحريات في الشرق الأوسط»، تحت عنوان «بناء القدرات في بيئة من التحديات من خلال نظرة مستقبلية للتعاون والاتصال الدولي العسكري».

35 اتفاقية

المعرض شهد توقيع 35 اتفاقية بين قطر وشركاء دوليين، واستحوذت شركة «برزان» القابضة، التابعة لوزارة الدفاع القطرية، على نصيب الأسد من تلك الاتفاقيات بعدد 24 اتفاقية.

ومن أبرز تلك الاتفاقيات اتفاقية مع شركة «ليوناردو» الإيطالية لشراء 28 مروحية من طراز «NH90».

وتقدر قيمة الصفقة الإجمالية للطائرات، ثلاثة مليارات يورو (3.72 مليارات دولار أمريكي)، حسب بيان للشركة الإيطالية.

من المتوقع أن تبدأ عمليات التسليم قبل يونيو/حزيران 2022، وتستمر حتى 2025، حسب البيان ذاته.

كما وقعت «برزان» اتفاقية شراكة مع شركة «بيريتا» الإيطالية تحت اسم «البندقية»، وتعتبر الشراكة الأولى من نوعها للشركة الإيطالية في منطقة الشرق الأوسط. وستقوم شراكة «البندقية» بتصنيع المسدسات والبنادق، لاستخدامها من القوات المسلحة القطرية وغيرها من الجهات الأمنية والحكومية. وستكون البداية عبر استقدام تلك الأسلحة، ثم تصنيعها لاحقا في قطر، وفق الاتفاق.

كما وقعت «برزان» اتفاقية مع شركة «ريثيون» للمقاولات الدفاعية الأمريكية؛ لتعزيز «أكاديمية قطر الإلكترونية». وبموجب الاتفاقية، ستقوم الأكاديمية بتدريب القطريين الذين يخضعون لخدمتهم الوطنية، وفتح باب تقديم خدماتها للقطاع العام لفهم الأمن الإلكتروني بشكل أفضل وحماية أنفسهم من تهديداته المحتملة.

كذلك، وقعت الشركة القطرية اتفاقا مع شركة «ويلكوس» الأمريكية، المتخصصة في تصنيع الأسلحة، إضافة إلى تكنولوجيا تقنية السلاح البصري الكهربائي.

ومن ضمن اتفاقيات «برزان»، أيضاً، اتفاقية مع شركة «كونغسبرغ» النرويجية، لإنشاء مشروع مشترك باسم «BK Systems» يتخصص في إدارة أنظمة الاتصالات العسكرية وأنظمة الملاحة وتصنيع الأسلحة.

وعززت الشركة القطرية اتفاقية سابقة مع شركة «كنيتيك» البريطانية، لإنشاء شركة «BQ Solutions» التي اتفقت مع القوات البحرية الأميرية القطرية، على تقديم المشورة حول أفضل الاستراتيجيات والممارسات في المحيطات والأنشطة التحويلية.

ومع ألمانيا، وقعت «برزان» 4 اتفاقيات شراكة مع شركة الدفاع الألمانية «RBAT»؛ لإنشاء مشروع دفاعي مشترك سيعمل على بناء قاعدة لتصنيع الذخيرة في قطر، بدءا من نوعية العيار المتوسط إلى قنابل الطائرات، وتوفير الأمن للأماكن الاستراتيجية والبنية التحتية الحيوية في الدولة، وتطوير الأبحاث وتكنولوجيا الليزر عالي الطاقة، وإنشاء نوعية خاصة من التدريبات باستخدام الليزر من شأنها محاكاة سيناريوهات واقعية خلال التدريب.

أيضا، وقّعت «برزان» اتفاقيتين مع «واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا». وتنص الاتفاقية الأولى على تطوير الأبحاث المتعلقة بالدفاع والأمن بدعم من مرافق واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، أما الثانية فتنص على أن تستأجر «برزان» مساحة مخصصة للبحث والتطوير تبلغ 40 ألف متر مربع في المبنى «Tech 4» في «واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا» لاستخدامه حصرياً في مشاريعها المشتركة.

كما، وقعت «برزان» مذكرة تفاهم مع مستشارية الصناعات الدفاعية التركية (SSM) للعمل على مشاريع البحث والتطوير المشتركة بين قطر وتركيا لتبادل المعرفة، واتفاقية مع شركة «سور العالمية» التركية والحرس الأميري القطري لإنشاء مشروع مشترك تحت مسمى «QSur»، الذي سيقوم بتصنيع الزي العسكري المتطور وملحقاته.

وأيضا، اتفاقية مع شركتي «اسيلسان» و«سي سي تيش» التركيتين لإنشاء مشروع مشترك باسم «برق»؛ بهدف تطوير وإنتاج أنظمة التحكم عن بعد بالأسلحة المثبتة وكذلك الأنظمة البصرية للمراقبة والاستكشاف طبقا لاحتياجات القوات المسلحة القطرية، واتفاقية مع شركة «بي أم سي» التركية المتخصصة في صناعة السيارات العسكرية.

في 8 مارس/آذار الجاري، أعلنت وزارة الدفاع القطرية، عن تأسيس شركة «برزان القابضة»، المعنية بتعزيز القدرات العسكرية والاستثمار في الصناعات الدفاعية، والتطوير في مجال التكنولوجيا العسكرية بقطر.

حصة كبيرة لتركيا

وكان لتركيا نصيب كبير من التعاقدات مع قطر؛ حيث شاركت أنقرة في المعرض بنحو 33 شركة عاملة في مجال الصناعات الدفاعية.

وإضافة إلى الاتفاقيات الأربعة المذكورة التي أبرمتها شركات وجهات تركية مع «برزان»، وقعت القوات المسلحة القطرية اتفاقية مع  شركة «بيكار» التركية لصناعة الطائرات لشراء طائرات بدون طيار من طراز «بيراقدار».

وتشمل الصفقة شراء 6 طائرات بدون طيار من طراز «بيرقدارTB2»، وستكون المرة الأولى التي تصدر فيها شركة «بيكار» منتجاتها إلى الخارج.

ومن المقرر أن تقوم الشركة التركية بتسليم الطائرات الست خلال عام واحد، وتشمل الصفقة محطات التحكم والأدوات الخاصة بهذه الطائرات.

كما ستقوم «بيكار» بتقديم الدعم التقني واللوجستي لمدة عامين للجانب القطري بخصوص نظام عمل الطائرات على يد مهندسين أتراك. ولم يتم الإعلان عن قيمة الصفقة.

كذلك، وقعت القوات الخاصة المشتركة (التابعة للقوات المسلحة القطرية) اتفاقية مع شركة «الأناضول» التركية للصناعات الدفاعية لشراء 556 آلية مدرعة، وصفها مسؤول عسكري قطري بأنها «من أفضل الآليات العسكرية في العالم على مستوى التدريع والتجهيز».

وهذه المدرعات (التي لم يتم الإعلان عن طرازها) مجهزة بأسلحة 12.7 وأسلحة 7.62، إضافة إلى صواريخ مضادة للدروع يصل مداها إلى 10 كيلومترات وصواريخ مضادة للطيران يصل مداها إلى 5 كيلومترات.

وسيتم تسليم هذه المدرعات خلال عام.

أيضا، وقعت القوات المسلحة القطرية  عقدا مع شركة «بي إم سي» التركية للصناعات العسكرية تشتري بموجبه الأخيرة 85 سيارة مدرعة.

وبمقتضى الاتفاقية الموقّعة، تشتري القوات المسلحة القطرية 85 سيارة مدرعة؛ منها 50 من طراز «كيربي»، و35 من طراز «أمازون».

كما وقعت القوات الخاصة المشتركة اتفاقية مع شركة «إم دي إس» التركية لإنشاء قاعدة «بروج» للعمليات الخاصة البحرية شمالي البلاد.

وستشمل قاعدة «بروج» مركزا للتدريب والتجهيز، وستكون على أفضل مستوى عملياتي، وستتواجد بها كتيبة بحرية بصورة دائمة للقيام بالدوريات والعمليات البحرية التدريبية.

وستكون بمثابة قاعدة للعمليات الخاصة البحرية، ومركز للتدريب مما يسهم في تأمين المنطقة الشمالية.

أيضا، وقعت القوات البحرية القطرية اتفاقية مع شركة «الأناضول» تقوم بموجبها الأخيرة ببناء 4 سفن تدريب لطلاب الكلية البحرية.

ويبلغ طول السفينة الواحدة  يبلغ 84 مترا ويتسع لـ80 طالبا، وفي الوقت ذاته تستقبل طائرات هليكوبتر.

وستتسلم القوات البحرية ستتسلم هذه السفن خلال 24 شهرا؛ حيث ستكون الكلية جاهزة للعمل واستقبال الطلاب بنهاية يونيو/حزيران 2019.

كذلك، وقعت القوات البحرية القطرية اتفاقية مع جامعة «بيريريز» التركية لتشغيل وإدارة الكلية البحرية المذكورة.

وتعاقدت قيادة خفر السواحل القطرية مع شركة «أريس» التركية تقوم بموجبها الأخيرة بتصنيع 9 زوارق؛ منها 6 زوارق هجومية للقوات الخاصة؛ وثلاثة أخرى للعمليات الدورية في البحر.

كما وقعت القوات المسلحة القطرية عقدين مع شركة «يونجا- أونوك» التركية لشراء 8 زوارق من طرازين مختلفين.

اتفاقيات مع دول أخرى

جهات قطرية أمنية وعسكرية أخرى وقعت اتفاقيات أخرى.

ومن بين تلك الاتفاقيات اتفاقية شراكة وقّعها سلاح الإشارة وتقنية المعلومات بالقوات المسلّحة القطريّة اتّفاقية مع شركة «تيبستري» إحدى فروع شركة بوينج الأمريكيّة، يقضي بقيام الشركة بتوفير نظام لإدارة الموارد وإدارة منظومات الإمداد والصيانة.

كما وقعت القوات الجوية الأميرية القطرية اتفاقية إمع شركة «MBA»، وهي من الشركات الأفضل في العالم لتسليح المروحيات بصواريخ بعيدة المدى، وتتضمن تسليح الطائرات المقاتلة والأباتشي والهليكوبتر بصواريخ بعيدة المدى.

أيضا، وقعت القوات الجوية الأميرية القطرية اتفاقية مع شركة «لوكهيد مارتن» الأمريكية لتزويد المقاتلات القطرية بأجهزة استطلاع وتهديف متطورة.

ووقعت القوات البحرية القطرية اتفاقية مع شركة «الظاهرة» العمانية لبناء مركز مشبهات بحرية.

ومن المزمع بناء هذا المركز  خلال عامين على الأكثر، وسيكون له دور قوي في تدريب المرشحين من الضباط عند الخروج للبحر في التدريبات العملية.

وتشكل هذه الاتفاقيات بداية جديدة في مجال الدفاع والأمن في قطر كما تعزز مستقبل قطر من خلال تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع والأمن وبناء رأس مال بشري وتكنولوجي، وتطوير قدرات البحث والتطوير.

أفضل النسخ

وحول حصيلة «ديمدكس 2018»، اعتبر رئيس اللجنة المنظمة، العميد ركن بحري «عبد الباقي صالح الأنصاري»،  النسخة السادسة للمعرض من أفضل النسخ التي تمّ تنظيمها منذ انطلاق المعرض في 2008.

وبين، في تصريحات صحفية في ختام النسخة السادسة من «ديمدكس 2018»، أن المعرض استقطب ما يقارب 13 ألف زائر على مدى الأيام الثلاثة للمعرض.

 كما شارك بالمعرض أكثر من 180 عارضاً عالمياً، وما يقارب 90 وفداً رسمياً من 60 دولة في قطاعات الدفاع والبحار والأمن، حسب المصدر ذاته.

وأشار «الأنصاري» إلى أنه نتيجة النجاحات التي حقّقها المعرض هذا العام فإن اللجنة تلقت تأكيدات من عددٍ كبيرٍ من العارضين والوفود للاشتراك في النسخة القادمة؛ نظرا لأن «ديمدكس» أصبح حدثاً عالمياً له مكانة مميزة كواحد من أرقى المعارض الدفاعية البحرية في المنطقة.

ويعد «ديمدكس» منصة رئيسية للتواصل المباشر بين الشركات وصناع القرار خلال النسخ الخمس السابقة. وساهم المعرض في توقيع اتفاقيات وصفقات بلغت قيمتها مليارات الدولارات منذ النسخة الأولى عام 2008.