«رويترز»: طابور الخبز في «سيناء» يتفوق على رئاسيات مصر

الثلاثاء 27 مارس 2018 10:03 ص

مقارنة بلجان الاقتراع الخالية من الناخبين في محافظات مصر، التي تدلي بصوتها في انتخابات رئاسية محسومة سلفا للرئيس «عبدالفتاح السيسي»، اصطف سكان في منطقة شمال سيناء المضطربة لغرض آخر.

ووفق «رويترز» في تقرير لها، تحت عنوان «مصريون في سيناء يقفون في طابور الخبز.. لا الانتخابات»، فإن «الحصول على الخبز الذي يوزع عليهم» كان السبب وراء نزول الناس، بينما كان الإقبال في مناطق من شمال سيناء في اليوم الأول من أيام التصويت الثلاثة ضعيفا جدا، نظرا لخشية الناس من الخروج من منازلهم بسبب العمليات الأمنية.

وتنفذ قوات الجيش والشرطة غارات جوية وتنشر دوريات وتفرض حظرا على التجول مما أوجد طوقا مشددا أدى إلى نقص في الغذاء وغيره من الإمدادات، ما فاقم الأزمة الإنسانية في المحافظة.

وقال «سليم أحمد»، وهو معلم في مدينة الشيخ زويد، عبر الهاتف: «أنا نزلت علشان أقف فى طابور العيش، ولما آخذ عيش أبقى أروح أدلي بصوتي».

وأضاف: «الناس هنا واقفة على طوابير السلع –اللي مش موجودة- مش طوابير الانتخابات». 

وأكد المشرف على لجنة انتخاب في منطقة أخرى في الشيخ زويد القريبة من الحدود مع قطاع غزة، أن شخصا واحدا فقط أدلى بصوته في اللجنة التي يشرف عليها حتى منتصف نهار اليوم الأول.

وقال المستشار «أحمد رؤوف»: «حتى منتصف اليوم حضر مواطن واحد فقط هو من أدلى بصوته من بين ستة آلاف مواطن لهم الحق في التصويت».

وأضاف: «الناس خايفة تنزل هنا بسبب العمليات العسكرية وتهديدات المسلحين باستهداف اللجان».

نفس الرأي ذهب إليه أحد القضاة المشرفين على الانتخابات في المنطقة، مؤكدا لـ«رويترز»، أن توتر الوضع الأمني منع الكثيرين من الخروج من بيوتهم.

وكان تنظيم «الدولة الإسلامية» قد حذر المصريين قبل أسابيع من المشاركة في الانتخابات.

لكن الحملة العسكرية «سيناء 2018»، التي أطلقها الجيش منذ 9 فبراير/شباط الماضي، فاقمت من معاناة السكان المحليين، وراح ضحيتها أبرياء، واعتقل المئات خلالها.

ويعاني سكان شمال سيناء من شح في المواد الغذائية والسلع الأساسية جراء الحصار الأمني المفروض على مداخل ومخارج مدن المحافظة.

وقال «يوسف علي»، وهو من سكان العريش، في الأسبوع الماضي: «إحنا بنقف في طوابير لأكثر من خمس ساعات ننتظر وصول سيارة فيها أغذية. ومرة نحصل على مواد غذائية ومرة لا.. ويوم العربية تيجي ويوم لا».

وأضاف: «ياريت يسمحوا لينا نمشي من المدينة ونروح أي محافظة تانية، لكنهم يمنعون الدخول والخروج».

ويؤكد الجيش أنه يوزع كميات وفيرة من الطعام ويقدم تعويضات للأسر عن الأضرار المادية التي تلحق بمنازلها خلال الاشتباكات.

ويستمر الحصار الذي يفرضه الجيش المصري على مدينتي رفح والشيخ زويد والقرى المحيطة منذ بدء العملية العسكرية، من دون وجود بوادر لتخفيف الأزمة الإنسانية لآلاف المصريين، الذين ما زالوا يقطنون في تلك المناطق.

وينصب التركيز بشكل أساسي في هذه الانتخابات على حجم الإقبال على التصويت، ويأمل مؤيدو «السيسي» أن يتمكن في تحقيق الاستقرار وتحسين الاقتصاد الذي يعاني صعوبات شديدة.

ومن المنتظر أن تسفر الانتخابات، التي تستمر حتى يوم الأربعاء، عن فوز «السيسي» بولاية ثانية حيث يواجه منافسا لا يكاد يكون معروفا بعد انسحاب المرشحين المعارضين الذين يمكن أن يشكلوا تحديا حقيقيا تحت ضغوط.

ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للرئاسيات النتيجة النهائية للانتخابات في 2 أبريل/نيسان المقبل.

  كلمات مفتاحية

رئاسيات مصر شمال سيناء العريش الشيخ زويد عبدالفتاح السيسي الخبز سيناء 2018

«سيناء 2018».. عملية عسكرية ودعاية انتخابية وأهداف أخرى

نقص حاد بالسلع الغذائية في سيناء وارتفاع أسعارها 500%