تعاني مدن شمال سيناء (شمال شرقي مصر)، نقصا حادا في السلع الغذائية الضرورية، التي ارتفعت أسعارها 500%، مع دخول العملية العسكرية التي تشنها القوات المسلحلة المصرية ضد المسلحين بالمنطقة، شهرها الثاني.

وقال نقيب أطباء شمال سيناء «صلاح سلام»، إن هناك نقصا حادا في السلع الغذائية داخل المحافظة، مضيفا سعر «كرتونة البيض بلغ 100 جنيه (5.7 دولارات)» (ارتفع 300%)، وأن أسعار الخضر ارتفعت لتتراوح ما بين 20 و30 جنيها للكيلو (1.1 و1.7 دولارات) (أكثر من 500%).

وأشار «سلام»، في مداخلة مع برنامج «هنا العاصمة»، على فضائية «سي بي سي» (خاصة)، إلى نفاد المعروض من الدقيق، في الوقت الذي يحصل فيه أصحاب البطاقات التموينية، دون سواهم، على الخبز المدعم.

وانتقد تغطية الإعلام وتصويره للأوضاع في مناطق العمليات، وقال إن أحد المراسلين التقى عددا من «المواطنين الشرفاء» وقالوا إن «جميع السلع متوفرة».

ورفض «سلام» الذي يشغل أيضا منصب عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان (حكومي)، إرجاع ارتفاع الأسعار إلى «جشع التجار»، مضيفا إن هناك تراجعا كبيرا في حركة التجارة داخل المحافظة.

والأسبوع الماضي، أصيب ما لا يقل عن 50 مواطنا، بجروح وكدمات جراء التدافع والاختناق للحصول على مساعدات مقدمة من الجيش المصري، إثر الحصار المفروض على المدينة منذ بدء عملية «سيناء 2018».

ويستمر الحصار الذي يفرضه الجيش المصري على مدينتي رفح والشيخ زويد والقرى المحيطة منذ بدء العملية العسكرية، من دون وجود بوادر لتخفيف الأزمة الإنسانية لآلاف المصريين، الذين ما زالوا يقطنون في تلك المناطق.

وأكد شيخ قبلي من مدينة رفح المحاذية للحدود مع قطاع غزة، أن أسعار المواد الغذائية التي كانت متوفرة في المدينة قبل بدء العملية العسكرية بلغت أرقاما كبيرة بالمقارنة مع ما كانت عليه سابقا.

ودعا ناشطون على مواقع التواصل السلطات المصرية إلى ضرورة فك الحصار بشكل عاجل عن المدينة، قبل حصول كارثة إنسانية.

وتثير العملية الواسعة منذ 9 فبراير/شباط الماضي، المدعومة بقصف جوي مخاوف من استهداف المدنيين، واعتقال الأبرياء، بدعوى علاقتهم بتنظيمات مسلحة، فيما ينتقد سياسيون وناشطون مصريون توقيت العملية باعتبارها دعاية انتخابية للرئيس «عبدالفتاح السيسي»، جاءت قبيل الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها الشهر الجاري.