شككت صحيفة «الفايننشيال تايمز»، البريطانية، في جدوى الانتخابات الرئاسية في مصر، المحسومة لصالح الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي».

وقال الكاتب بالصحيفة، «دعون راتشمان»، إن «الانتخابات الرئاسية الصورية في مصر مشهد محبط يبرز كيف تلاشت مطالب الديمقراطية التي نادت بها الانتفاضات العربية في عام 2011».

وتعرضت مصر لانقلاب عسكري منتصف العام 2013، أطاح بالرئيس المنتخب «محمد مرسي»، فضلا عن إلغاء نتائج المجالس المنتخبة (الشعب والشورى)، وتعديل دستور البلاد، وما صاحب ذلك من إجراءت قمعية بحق المعارضين.

وأضاف أن الديمقراطية تلاشت، خاصة في الدول التي هبت فيها رياح الربيع العربي، (مصر، تونس، ليبيا، سوريا)، وإن هذه البلدان تعاني من الإحباط، والحرب الأهلية، وضعف اقتصادياتها.

وتتخبط ليبيا حالياً في حالة من الفوضى العنيفة، ما جعل بعض المواطنين يشعرون بالحنين للاستقرار النسبي الذي ساد خلال حكم الزعيم الراحل «معمر القذافي».

وتعد سوريا الأكثر مأساوية على الإطلاق كونها تخوض حربا أهلية راح ضحيتها ملايين القتلى والجرحى والنازحين، على يد نظام «بشار الأسد».

ووفق الصحيفة، فإن تونس لديها بعض مزايا السياسة الطبيعية مقارنة مع جيرانها إذ إنها خالية إلى حد كبير من الانقسامات القبلية والدينية التي ظهرت بسرعة إلى حد كبير في ليبيا وسوريا.

وشدد «راتشمان»، على أن تونس تعد الاستثناء الوحيد الحالي الذي يثبت بأن الديمقراطية والتعددية واحترام حقوق الإنسان يمكن أن يتواجد في الشرق الأوسط، مؤكدا أن تونس شهدت بداية الربيع العربي واليوم يحتاج للصمود أمام «الشتاء العربي»، حسب تعبيره.

واعتبر الكاتب، أن «الانهيار العنيف للربيع العربي أضر بالليبرالية ليس في الشرق الأوسط فحسب بل في جميع أنحاء العالم».

ومن المنتظر أن تسفر الانتخابات، التي تستمر حتى يوم الأربعاء، عن فوز «السيسي» بولاية ثانية حيث يواجه منافسا لا يكاد يكون معروفا «موسى مصطفى»، بعد انسحاب المرشحين المعارضين الذين يمكن أن يشكلوا تحديا حقيقيا تحت ضغوط.

ويشكو إعلاميون مقربون من النظام الحاكم من خلو اللجان لليوم الثاني على التوالي، وتدني نسب المشاركة بشكل كبير.

ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للرئاسيات النتيجة النهائية للانتخابات في 2 أبريل/نيسان المقبل.