القاعدة التركية بالصومال.. مركز تدريب لإعادة تشكيل جيش مقديشو

الأحد 8 أبريل 2018 09:04 ص

بدأ نخبة من قوات المهام الخاصة في الجيش التركي، بتدريب وتأهيل الجنود والمرشحين لنيل رتب ضابط وصف ضباط في الجيش الصومالي.

يأتي هذا بهدف تأسيس جيش صومالي قوي، قادر على صون حدود البلاد وتوفير الأمن للمواطنين، وذلك في إطار نتائج مؤتمر قادة البلاد ورؤساء الأقاليم الصومالية، الذي عقد في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لدحر الإرهاب في البلاد.

وتجري التدريبات في أكبر مركز عسكري تركي خارج حدود البلاد، والذي افتتح في العاصمة الصومالية مقديشو في سبتمبر/أيلول الماضي، بمشاركة رئيس الوزراء الصومالي «حسن علي خيري»، ورئيس الأركان التركي «خلوصي أكار».

ويهدف المركز التدريبي لإعادة بناء ودعم الجيش الصومالي، وتحسين بنيته التحتية، وأنظمته اللوجستية، والمساهمة في مكافحة الإرهاب، وإحلال السلام والاستقرار في البلاد.

وتعد القاعدة التركية، هي الأكبر لأنقرة في الخارج، وتعمل كأكاديمية عسكرية، وتضم حوالي 200 جندي تركي يساهمون في تشكيل الجيش الصومالي بشكل فعال، من أجل تعزيز قدرات الدفاع والقتال.

مركز التدريب

ويضم المركز التدريبي، المطل على المحيط الهندي، مدارس عسكرية مثل الكلية الحربية ومدرسة ضباط صف، فضلا عن منشآت أخرى، حسب وكالة «الأناضول».

وفي داخل المركز الذي يعد الأفضل في مقديشو، من الناحية المعمارية، توجد صالة للسينما ومكتبة ومعهد لغات، وقاعة للمؤتمرات، وحديقة، ومسجد، ومستوصف، إلى جانب ملاعب صغيرة لكرة القدم والسلة.

وفي المركز، يتعلّم الجنود والضباط الصوماليون الموجودون في الكلية الحربية، اللغة التركية قراءة وكتابة بشكل جيد، حيث يردّدون في الاجتماع الصباحي إلى جانب النشيد الوطني الصومالي، نشيد القوات الحربية، ومعزوفة إزمير العسكرية التركية.

وبالنسبة للعلوم العسكرية والفنون القتالية، يقوم المركز بتدريب الجنود الصوماليين على استخدام السلاح، والقنابل اليدوية، والألغام، والمبادئ الأساسية في الملاحة البحرية، وأساليب الرمي بالأسلحة الثقيلة، والميكانيكية، وتكتيكات القنص، وأخذ الوضعيات القتالية، وتغيير الأماكن أثناء المعركة وكيفيات القفز.

وإلى جانب أساليب استخدام الأسلحة، يتلقى الجنود تدريبات رياضية عسكرية، كالجري واجتياز الحواجز ومختلف الرياضات التي تساعد على تقوية الجسم، وزيادة لياقته ومرونته واتزانه.

وخلال التمارين الرياضية، يقوم الجنود بتنظيم مباريات لكرة القدم والسلة، مع الضباط والمدربين الأتراك.

ويحتوي المركز التدريبي أيضا على مطبخ تركي، يقدم للجنود الصوماليين احتياجاتهم من الطعام والشراب، حيث يشرف على طهي الطعام، أمهر الطباخين الأتراك.

ويقدّم المطبخ يوميا، أنواعا متعددة من المأكولات التركية والحساء، إلى جانب الفواكه الطازجة.

أسلحة تركية

ويُستخدم في التدريبات بنادق (MPT-76) التركية المحلية، التي صُممت وفق معايير حلف شمال الأطلسي «ناتو»، واجتازت جميع الاختبارات بنجاح تام، والتي يصل مداها الفعال 200 متر.

وبناء على تعليمات الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، بخصوص استخدام الجيش التركي للبنادق المحلية الصنع، بدأ إنتاج بنادق (MPT-76)، ووُزّعت أولا على القوات الخاصة.

وإلى جانب التدريبات العسكرية والأسلحة والمعدات القتالية، يقدم الجيش التركي للجنود الصوماليين، سترات هجومية خاصة، وألبسة عسكرية ذات ألوان تتناسب مع الطبيعة الجغرافية للصومال.

جيش قوي

من جانبه، دعا أحد الضباط الصوماليين العاملين في المركز التركي العميد «عبد الإله تكار»، الشعب الصومالي لإرسال أبنائهم إلى الكلية الحربية في المركز التركي، كي يساهموا في بناء مستقبل البلاد.

وأوضح «تكار» أن التدريبات التي يتلقاها الجنود الصوماليون، ستساهم في خلق جيش أكثر انضباطا.

وشكر الجنرال الصومالي، تركيا على الخدمات التي تقدّمها للصومال، مبيناً أن المركز التدريبي سيبني الأرضية الصلبة والبنية التحتية المتينة للجيش الصومالي.

وأكّد أن «شعب بلاده يكنّ المحبة لتركيا، ويشكر حكومتها على مواقفها المساندة والداعمة للشعب الصومالي».

بدوره، قال أحد المدربين الصوماليين الملازم أول «إبراهيم محمد أحمد»، إن مستوى الانضباط والاحترافية العالية، سيساهمان في تأسيس البنية التحتية الجيدة للجيش الصومالي.

وأكد أن الجيش الصومالي سيتصدى بقوة للتحديات الداخلية والخارجية التي تهدد أمن البلاد، وأن الجنود الذين يخضعون لتدريبات المركز التركي، سيساهمون في الحفاظ على وحدة أراضي الصومال واستقراره ومصالحه الوطنية.

وتابع قائلا: «بفضل الثقافة المشتركة والإرث الحضاري والتاريخي، نتعاون مع الضباط الأتراك وسط أجواء تسودها المحبة والوئام، لتدريب الجنود الصوماليين، ونواصل تدريباتنا انطلاقا من إيماننا بأن الجيش القوي سيولّد صومالا قويا».

يشار إلى أن القوات التركية المرابطة في العاصمة الصومالية مقديشو، بدأت مهامها ضمن القوات الدولية، في 22 أغسطس/آب 2017، بهدف مكافحة القرصنة البحرية وأعمال السطو المسلح.

وتعمل عناصر من القوات البحرية التركية في خليج عدن وسواحل الصومال ومناطق مجاورة أخرى.

ويؤدي عناصر البحرية التركية مهامهم، بهدف ضمان سلامة السفن التي ترفع العلم التركي والسفن التجارية المرتبطة بالبلاد، والتي تمر من المناطق المذكورة.

كما تشارك قوات البحرية التركية بشكل فعّال في العمليات الدولية الرامية لمكافحة القرصنة وعمليات السطو المسلح، والمساهمة في مكافحة الإرهاب البحري، ضمن إطار قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وتعرضت مقديشو، أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لهجوم إرهابي وصف بأنه «أسوأ حادث أمني» في تاريخ العاصمة، بعد أن قدرت أعداد الضحايا ما بين 200 إلى 230 قتيلا، فضلا عن نحو 275 مصابا، وفق نواب بالبرلمان وناشطين.

  كلمات مفتاحية

الصومال تركيا الجيش الصومالي قاعدة عسكرية التدريب تدريب عسكري تعاون عسكري

البحرين تدعي: الصومال ردت على دعم الإمارات بـ«الإساءة والنكران»

قواعد تركيا العسكرية.. حماية لمصالحها ومواجهة للتحديات