رفعت جمعية يمنية في فرنسا، دعوى قضائية ضد ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، بالتزامن مع زيارة رسمية يقوم بها إلى باريس.
وتتهم الجمعية وزير الدفاع السعودي «بالتواطؤ في عمليات تعذيب والمسؤولية عن قتل مدنيين في اليمن»، وفق ما نقلت وسائل إعلام فرنسية، الثلاثاء.
وتمّ رفع الدعوى في باريس بالنيابة عن مدير المركز القانوني للحقوق والتنمية في صنعاء «طه حسين محمد».
ويمثل الجمعية اليمنية التي رفعت القضية، المحامي الفرنسي «جوزيف بريهام»، فيما تتضمن الشكوى المكونة من خمس عشرة صفحة، أن ولي العهد السعودي متهم باستهداف السكان المدنيين اليمنيين عن قصد وبشن هجمات على مخيمات النازحين، وأسواق ومباني سكنية ومستشفيات.
ورفع «بريهام» الدعوى من مبدأ مصادقة فرنسا على اتفاقية مناهضة التعذيب الدولية، ما يمنحها الحق في التحقيق مع أي طرف يشتبه في ارتكابه جرائم، وإن كان أجنبيا، من اللحظة التي تطأ فيها قدمه التراب الفرنسي.
لكن المحامي أقر، من جهة أخرى، بأن السلطات الفرنسية لا تستطيع اعتقال «بن سلمان»، نظرا للحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها.
ونشرت السعودية، منذ بداية النزاع باليمن عام 2015، نحو 150 ألف جندي وأكثر من 100 طائرة مقاتلة في البلاد، فيما أدى تدخل التحالف العسكري بقيادة الرياض إلى سقوط أكثر من 10 آلاف قتيل و50 ألف جريح.
وتشير الشكوى أيضا إلى استخدام السعودية للقنابل العنقودية، وهي فئة من الأسلحة المحظورة بموجب اتفاقية دولية أقرتها 108 دول، السعودية ليست عضوا فيها، إضافة إلى «الاختفاء القسري».
ويشغل ولي العهد السعودي منصب وزير الدفاع أيضا، ويشرف بطبيعة المنصب على عمليات التحالف في اليمن.
وتقود السعودية منذ 26 آذار/مارس 2015 تحالفا عسكريا لدعم الرئيس المعترف به دوليا «عبدربه منصور هادي» في مواجهة جماعة أنصار الله (الحوثيين).
وأدى النزاع إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص وإصابة نحو 53 ألفا آخرين في ظل أزمة إنسانية تعتبرها الأمم المتحدة الأسوأ في العالم حاليا.
ووفق الأمم المتحدة فإن 22 مليون يمني، أي 80% من الشعب، بحاجة إلى مساعدات إنسانية، فيما يعيش 19 مليون شخص في حالة انعدام الأمن الغذائي، أي 60% من مجموع الشعب اليمني، فيما يعاني 3 ملايين امرأة وطفل من سوء تغذية حاد، إضافة لظهور وباء الكوليرا مؤخرا.
وتعتبر الجمعية اليمنية، أن عدم قدرة اليمنيين للوصول للحاجيات والأغذية الأساسية هو نتيجة للهجمات الجوية والحصار البحري الذي ينفذه التحالف بقيادة السعودية.
