«معهد واشنطن» : لماذا يؤيد السعوديون قصف (إسرائيل) لإيران؟

الخميس 19 فبراير 2015 02:02 ص

تساءل الباحث «مارك سيفرز» في دراسة لـ«معهد واشنطن لشئون الشرق الأدنى» عن سر تأييد كتاب سعوديين لقصف إسرائيلي محتمل لأهداف إيرانية، وسعادتهم بالقصف الإسرائيلي الأخير لقادة «حزب الله» وجنرال إيراني في هضبة الجولان والذي أسفر عن مقتل 12 منهم، مشيرا لكون تورط حزب الله وايران في حرب سوريا وراء ذلك، بيد أنه اعتبر مجرد هذا الاصطفاف  «العربي – الاسرائيلي» ضد إيران بمنطق «عدو عدوي صديقي»، هو تحول استراتيجي، ويمثل أحد تحولات مهمة في التحالفات الإقليمية.

«مارك سيفرز» ركز في تقريره الذي نشر 18 فبراير/شباط الجاري بعنوان: «كاتب سعودي بارز يشير للدعم العربي للضربة الإسرائيلية على حزب الله»، مشيرًا إلى  المقال الذي كتبه في 20 يناير/كانون الثاني الماضي الإعلامي السعودي «عبد الرحمن الراشد» كمثال علي هذا الدعم السعودي والخليجي لإسرائيل في مواجهة حزب الله وإيران، مشيرا لما قاله «الراشد»، كمثال، «أنّ تدخّل هذه الجماعة (حزب الله) المدعومة من إيران في الحرب الأهلية الدائرة في سوريا قد حوّل ضدّها العديد من الأطراف، وأدّى إلى تقدير جديد للعمليات العسكرية الإسرائيلية الموجّهة ضدّ الحزب والعناصر الإيرانية».

وقال «الراشد» في مقاله الأصلي الذي جاء بعنوان «كيف صرنا نصفق لإسرائيل؟» في صحيفة الشرق الأوسط: «هللت العديد من الأصوات للضربة الإسرائيلية المفاجئة التي قضت أول من أمس على 6 من رجال حزب الله، وقتلت جنرالا في الحرس الثوري الإيراني، كانوا موجودين سرا، لأمر ما، في القنيطرة السورية، تهليلاً يعبر عن الغضب والنقمة والتشفي، قيل صراحة على ألسنة وعلى حسابات التواصل الاجتماعي، لمسناه حتى من متعاطفي الجماعات الإسلامية».

وأضاف أن: «هذا التحول الكبير سببه بشاعة أفعال حزب الله، باستهدافها خصومها في لبنان، وولوغها في دماء آلاف السوريين.التحول من الإعجاب بحزب الله إلى كراهيته حدث في أقل من عقد واحد. فقد كان هؤلاء أنفسهم من يناصر الحزب في لبنان سابقا، ويتبنى مشروعه السياسي والعسكري. وقد بدأ الغضب بعد أن احتلت ميليشيات الحزب بيروت الغربية، في أحداث مايو/أيار، بعد 3 سنوات من تورط الحزب في اغتيال الزعيم السني رفيق الحريري».

وكان أبرز ما لفت نظر الباحث هو تصريح «الراشد» حول السبب الذي دفع بالعرب إلى الترحيب بالضربة الجوية  على موكب «حزب الله» في الجانب السوري من مرتفعات الجولان: «ولا شك أنه إن وقعت مجدداً مواجهة بين إسرائيل وحزب الله، أو مع إيران، فإن الكثيرين من العرب سيبتهلون داعين بهزيمة ميليشيات الحزب وجنرالات حليفه الإيراني».

وركز «معهد واشنطن» علي تحليل قول «الراشد» أنّ هذا الموقف الجديد لا يعني حباً طارئاً لإسرائيل من العرب، بل يدل على تغير نظرتهم تجاه المنطقة استناداً إلى المفهوم القديم القائل «عدوّ عدوي هو صديقي»، و«أنّ القبول العربي الأعمق لإسرائيل بحاجة إلى انتظار التوصل الى اتفاق سلام مع الفلسطينيين، ولكن في الوقت نفسه، يستطيع العرب تقبّل تحالف ضمني مع إسرائيل في حال نشوب حرب إقليمية مع إيران».

ويقول «مارك سيفرز» في تقريره عن هذا التحول السعودي والعربي إلى التحالف مع إسرائيل ضد إيران أن: «هذا المقال جدير بالملاحظة لأنه يشير إلى أنّ التعاون الأمني الراسخ بين الحكومات السنية المسلمة وإسرائيل - والذي تطوّر بشكل مطرد منذ الربيع العربي على الرغم من سريّته إلى حدّ كبير - بدأ ينتقل الآن إلى ساحة الخطاب العام في العالم العربي».

وأضاف أنه: «في حين قد يكون الراشد محقاً في قوله إنّ الفشل في التوصّل إلى اتفاق سلام إسرائيلي فلسطيني لا يزال يشكّل عائقاً أمام القبول الشعبي العربي، إلا أن وجهة نظره بشأن الاستحسان الحديث النشأة للجبروت العسكري الإسرائيلي في وجه إيران تؤكّد تحولات مهمة في التحالفات الإقليمية».

وتابع: «يبدو أنّ الفكرة التي كانت يوماً ما ضمنية والقائلة إنّ الدول السنية تشترك في مصلحة حيوية في معارضة إسرائيل للهيمنة الإيرانية الشيعية بدأت تنتقل من مجال الخدمات العسكرية والأمنية إلى ضوء النقاش العربي العام، وإنّ الخوف من العنف والفوضى المنتشر من سوريا وليبيا واليمن والعراق يندمج مع الخوف من سياسات إيران العدائية ليظهر إسرائيل تحت ضوءٍ جديد».

الجماهير العربية تخالف الأنظمة

ولكن تقرير «معهد واشنطن» شدد علي استمرار اتساع الفجوة بين موقف الجماهير في مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، عن مواقف الأنظمة التي قد تتعاون مع اسرائيل أو توافقها سياستها، قائلا أن مواقف هذه الجماهير العربية «متأخرة كثيراً عن قادتها السياسيين والأمنيين عندما يتعلق الأمر بالاعتراف بإسرائيل واستكشاف آفاق المصالح الأمنية المشتركة معها».

وشدد علي أن «عدم الثقة بإسرائيل والخوف منها متفشّيان عميقاً في هذه المجتمعات، ويبقى الدعم لتطلعات الفلسطينيين قاسماً مشتركاً مهماً في خطابها، ولكنّ تحليل الراشد وحقيقة أنه نشره علناً في إحدى الصحف العربية الرائدة قد يوفّر فرصاً جديدة للسياسة الأمريكية».

ويقول «معهد واشنطن»: «انتقد كثيرون من العرب السنة واشنطن لِلَهفتها الزائدة على ما يبدو في تطبيع العلاقات مع إيران على حسابهم، وكذلك لعدم رغبتها في التدخل في سوريا لوقف القتل الجماعي هناك، ومع ذلك، فإنّ القبول السنيّ الأوسع لإسرائيل كقوة إقليمية - ولو كان قبولاً مشروطاً وعلى مضض - يشير إلى إمكانية تحقيق هدف الولايات المتحدة منذ فترة طويلة وهو: تقبّل العرب لجارتهم الإسرائيلية في إطار تسوية سلام إقليمية».

دعم سعودي لهجوم إسرائيلي علي إيران

وسبق لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن تحدثت في 2013، عن تعاون إسرائيل والسعودية معاً في التخطيط لهجوم محتمل على إيران، وقالت إن الرياض أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل لاستخدام مجالها الجوي ضد إيران وهو ما نفته السعودية.

حيث زعمت «صنداي تايمز» البريطانية في نوفمبر 2013 «أن الموساد الإسرائيلي يعمل بالتعاون مع مسئولين سعوديين في التخطيط لهجوم محتمل على إيران في حال لم يتم كبح جماح برنامجها النووي بشكل ملحوظ في الاتفاق الذي قد يتم التوصل اليه هذا الأسبوع في جنيف» على حد تعبيرها.

وبحسب الصحيفة فإن «إسرائيل والسعودية مقتنعتان بأن المحادثات الدولية بشأن وضع حدّ لبرنامج إيران النووي العسكري ستصل إلى التهدئة وستفعل ما يكاد لا يذكر لإبطاء تقدّم إيران باتجاه الحصول على رأس نووي».

وتابعت «صنداي تايمز» أنه في إطار التعاون المتزايد بينهما، فإن الرياض أعطت بالفعل الضوء الأخضر للطائرات الإسرائيلية من أجل استخدام مجالها الجوي في حال الهجوم على إيران، مضيفة أن «كلا الجانبين مستعدان اليوم للذهاب أبعد من ذلك بكثير».

ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي حينئذ أنه «بمجرد التوقيع على اتفاق جنيف سيعود الخيار العسكري الى الطاولة، والسعوديون غاضبون وهم بصدد تقديم كل المساعدة التي تحتاجها إسرائيل»، مضيفاً «أن تعاون السعودية في مجال طائرات الإنقاذ والطائرات بدون طيار سيساعد إلى حد كبير أي غارة إسرائيلية».

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» قد قال في مقابلة صحفية إن «إسرائيل وبعض دول الخليج تتحدث بصوت واحد بشأن إيران».

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو» في مستهل الاجتماع الذي عقده مع السيناتور الأميركي «ديفيد بيردو» في القدس أول أمس الأربعاء، إن: «الاقتراح الحالي الذي طرحته الدول الست الكبرى [مجموعة الدول 5+1] على إيران لن يوقف سعيها المحموم لامتلاك أسلحة نووية، وأشار إلى أن هدفها المعلن هو القضاء على دولة إسرائيل».

  كلمات مفتاحية

السعودية إيران إسرائبل

لكم تاريخكم ولنا تاريخ: ما لا يُروى عن عهد الملك عبدالله !

«الدولة الإسلامية» يعزز تحالفا رباعيا بين الإمارات والأردن ومصر و(إسرائيل)

«جيروزالم بوست»: ”علاقات الخفاء“ بين السعودية وإسرائيل من المرجح أن تستمر بعد رحيل الملك

السعودية تبحث عن التحالف مع إسرائيل

"إسرائيل" ستقبل المبادرة العربية لتتحالف مع السعودية ودول الخليج

استطلاع أوروبي لـ«مخاوف» السعوديين: إيران تحاصرنا