«الدولة الإسلامية» يعزز تحالفا رباعيا بين الإمارات والأردن ومصر و(إسرائيل)

الأربعاء 11 فبراير 2015 01:02 ص

جاءت عمليات الدولة الإسلامية الأخيرة لتفتح الباب أمام تحالف رباعي «أردني مصري إسرائيلي إماراتي»، وذلك عقب قيام تنظيم «ولاية سيناء» الذي بايع تنظيم «الدولة الإسلامية» بقتل قرابة 22 من رجال الجيش والشرطة المصرية في سيناء في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، ومساعدة «إسرائيل» العلنية للجيش المصري في سيناء -ضمن التنسيق الأمني بحسب شهادات إسرائيلية، ثم قتل الطيار الأردني «معاذ الكساسبة»، على يد تنظيم «الدولة الإسلامية» بعدها بعدة أيام، وأخيرا تراجع الإمارات عن تعليق عملياتها ضد «الدولة الإسلامية» في سوريا، بإرسال سرب طائرات يرابط في الأردن لضرب «الدولة الإسلامية».

وبحسب مراقبون فإن تقاطع الأهداف بين الدول الأربع أدت إلى تنسيق مشترك غير معلن في توجيه ضربات أهداف للتنظيم على الحدود مع الأردن وفي سيناء وقرب حدود غزة، بعدما عملت الأردن ومصر على مطالبات بالانتقام من مسلحي «الدولة الإسلامية».

وذكر تقرير حديث أن هذا التنسيق انعكس على تنفيذ سلاح الجو الملكي الأردني عشرات الغارات الجوية ضد أهداف «الدولة الإسلامية» في سوريا، وقيام «إسرائيل» بدعم العمليات الأردنية عبر تنسيق استخباري، وتأكيد أن تل أبيب سوف تتدخل مباشرة في حالة الحاجة لدعم الأردن عسكريا ضد قوات «الدولة الإسلامية»، وأنها لن تسمح لهم بالهجوم على أراضي الأردن.

دعم «إسرائيلي» لطلبات التسليح الأردنية

وكشف تقرير لمجلة «فورين بولسي» أن «إسرائيل» الآن تحاول الضغط على أمريكا لتزويد الأردن بطائرات بدون طيار لقصف تجمعات «الدولة الإسلامية» قرب حدودها، بعدما رفضت الإدارة الأمريكية بقيادة «باراك أوباما طلب شركة سلاح أمريكية بتزويد الجيش الأردنيّ بطائرات دون طيّار من تصنيعها، حسبما قالت مجلة «فورين بوليسي»، الأمر الذي فعلته «إسرائيل» مسبقا من خلال الضغط على الإدارة والكونجرس الأمريكي للإفراج عن صفقة طائرات الأباتشي لمصر. 

وأفاد التقرير بأن «إسرائيل» تحدثت مع أمريكا حول الحاجة الملحّة للمملكة الهاشمية للمعدّات الأحدث في حربها ضدّ تنظيم «الدولة الإسلامية» والطائرات دون طيّار من طراز «فارديتور» التي تصنعها شركة «جنرال أتوميكس»، والتي تُستخدم بشكل أساس في المراقبة والتقارير الاستخباراتية، وأيضا من أجل إطلاق صواريخ «هيلفاير» التي تستخدمها الولايات المتحدة في الاغتيالات بباكستان، أفغانستان واليمن، وهو طلب قدمه الأردن في ربيع عام 2014، وقوبل بالرفض عندما كانت الحرب ضدّ «الدولة الإسلامية» في ذروتها؛ ولكن قبل سقوط «معاذ الكساسبة» في أسرها وقتله. 

ووفقا للتقرير، فقد أرسل عضو في مجلس النوّاب الجمهوري اسمه «دنكن هانتر» من كاليفورنيا، والذي تعمل شركة «جنرال أتوميكس» في دائرته الانتخابية، رسالة حادّة إلى الرئيس «أوباما» وحثّه على إلغاء القرار الذي يحظر على الشركة بيع الطائرة دون طيّار للأردن، وشدّد على أنّ الأردن هو أحد الحلفاء الأهم في التحالف لمحاربة تنظيم «الدولة الإسلامية»، وتبين أنه تحرك بضغط إسرائيلي.

وفي زيارة الملك الأردنيّ «عبدالله» إلى واشنطن الأسبوع الماضي، التزمت الإدارة الأمريكية بزيادة المساعدات العسكرية للأردن إلى مليار دولار، واشتكى الملك نفسه أمام أعضاء من الكونجرس الأمريكي بأنّ شحنة السلاح للأردن لا تتمّ بالوتيرة المطلوبة، وأرسل هؤلاء رسالة تضغط على وزير الخارجية «جون كيري» ووزير الدفاع «تشاك هيجل» من أجل التعجيل بالمساعدات.

أيضا، أرسلت «إسرائيل»، وفقا لتقرير نشرته وكالة الأنباء الأمريكية «سي. إن. إن» الأسبوع الماضي، طائرات دون طيار إلى الحدود الأردنية السورية، لمساعدة عمان بجمع معلومات تهدف إلى وقف هجمات متوقعة من قبل «الدولة الإسلامية» من ناحية الحدود الشمالية.

وجاء إرسال الإمارات سربا من الطائرات لدعم الأردن بعد حرق «الكساسبة»، لتدخل الإمارات في هذا التحالف الأردني الإسرائيلي ضمنا، وقد نفذت طائرات إماراتية بالفعل عدة ضربات جوية ضد مواقع لتنظيم «الدولة الإسلامية».

وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة بدولة الإمارات أن طائرات من سرب F16 المقاتلة، التابعة للقوات الجوية الإماراتية والمتمركزة بإحدى القواعد الجوية في الأردن ضربت، الثلاثاء، مواقع ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، محققة أهدافها وعادت سالمة إلى قواعدها.

مخاطر التصعيد على الأردن

من جانبه قال المحلل الإسرائيلي «عاموس هرئيل» في تقرير نشره في صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس الثلاثاء، إن هناك مخاوف من أن الحرب التي أعلنها الملك «عبدالله» ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» من المتوقع أن تُفاقم الانقسام الداخلي في المملكة. 

إذ إن هناك مخاطر من أن يزيد هذا التحدي الأردني من توجيه «الدولة الإسلامية» أنظاره أكثر على الأردن عبر الحدود مع سوريا، خاصة أن التنظيم له أعوان في محافظات جنوبية بالأردن، وسبق للتنظيم أن نشر تقارير بأسماء طيارين أردنيين طالب باستهدافهم.

أما الخطورة الحقيقية على «إسرائيل»، فترجع لمخاطر انقلاب داخلي في الأردن، وفي ظل وضع اقتصادي صعب، والرغبة في إجراء إصلاحات اقتصادية حديثة يزعج الفقراء، فضلا عن اقتراب «الدولة الإسلامية» من حدود الأردن.

وفي مقابلة مع الصحفي الأمريكي «تشارلي روز» مايو/أيار 2014 حول ضغوط العمل والمسؤولية الكبيرة الملقاة على أكتافه كملك لدولة صغيرة تواجه موجة من التحدّيات والمشاكل الداخلية، تحدث الملك «عبدالله» عن: «مواجهة تهديدات الدولة الإسلامية، ومواجهة أكثر من مليوني لاجئ سوري وعراقي يقيمون على حدود بلاده الصغيرة ويخنقون الاقتصاد المحلّي، والمواجهة الداخلية ومحاولة الحفاظ على الوضع القائم بين القبائل الأردنية والسكان الفلسطينيين، الانتقادات تجاه علاقاته مع الغرب، مسألة الحرم القدسي الشريف، مسألة علاقة السلام مع إسرائيل، وفوق كلّ شيء محاولة معالجة الصعوبات الاقتصادية الهائلة والملحّة في المملكة الصحراوية».

ويوم 20 يونيو/حزيران عام 2014، جرت في معان، جنوب الأردن، مظاهرة رُفعت فيها أعلام «الدولة الإسلامية» السوداء، وكانت العناوين التي تحملها اللافتات ليس فيها لبس: «جمعة دعم الدولة الإسلامية في العراق والشام/معان هي جند الأردن/مؤيدة للدولة الإسلامية».

وقد صدرت في المظاهرة صيحات مثل: «الله أكبر»، «الجهاد» و«بالروح بالدم نفديك يا إسلام»، وبعضها الآخر أكثر تميّزا، ويظهر الطابع الذي لا لبس فيه للمتظاهرين: «لا إله إلا الله والشيعي عدوّ الله» و«السنة أحباب الله»، وكلها تثير قلق الملك حتي بعد الحشد الشعبي ردا على مقتل الطيار الأردني.

وبحسب التقرير فإنه لم يخف تنظيم «الدولة الإسلامية» نواياه تجاه الأردن أبدا، ومن أجل توضيح نواياه تجاه الأردن؛ وسّع التنظيم مساحات سيطرته في العراق باتجاه الغرب، حتى الحدود العراقية الأردنية، وتثير نجاحاته في العراق وسوريا «الأدرينالين الجهادي» لدى السكان المهمّشين في الأردن، والمظاهرة في معان تعبّر عن نجاح «الدولة الإسلامية» في جذب الجماهير.

وعندما شارك ملك الأردن في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة وتنفيذ الهجمات ضدّ أهداف «الدولة الإسلامية» في مثلث الحدود الأردنية – العراقية والسورية، كان يبحث مع شركائه من الزعماء العرب في السعودية ومصر عن حلول إبداعية من أجل منع انتشار «المرض»، الذي يُسمى «الدولة الإسلامية».

«السيسي» يضغط على «حماس» لا علي «الدولة الإسلامية»

وأفاد التقرير بأن ما يقلق الإسرائيليين أن جارتا الدولة العبرية، على جانبي الحدود الأردنية والمصرية، اللتين تقيمان علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل، ويواجهان تحديات كبيرة تتمثل بالمواجهة مع تنظيم «الدولة الإسلامية» وأذرعها المحلية، تواجهان المشاكل من تنظيم «الدولة الإسلامية» بما قد يعود على «إسرائيل» بالضرر. 

فبدلا من تكثيف الضغط فقط من قبل الجيش المصري على تنظيم «ولاية سيناء» في سيناء، زاد ضغط «السيسي على «حماس» أيضا عبر الحدود وفي صورة اتهامات من المحاكم المصرية وتصنيف «كتائب القسام» كحركة إرهابية، وهو ما تعتبره «إسرائيل» يزيد من خطر تجدد وانفجار المقاومة الفلسطينية ضد «إسرائيل»، خصوصا أن مصر تشارك في فرض حصار خانق على غزة.

إذ إن العداء المصري لحكومة «حماس» في غزة واتهام القاهرة «حماس» بشدة بتوفير دعم لوجستي وعسكري للتنظيمات التي تعمل ضدها في سيناء، زاد من خطر التهديدات أن تضطر المقاومة لإشعال المقاومة ضد الاحتلال مرة أخرى لفرض واقع جديد وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني بقوة السلاح.

وتُعزز الخطوات المصرية الأردنية، ومعها الدعم الإماراتي والإسرائيلي، بشكل غير مُعلن، هذا التحالف الرباعي، وربما لهذا أعادت الأردن مؤخرا سفيرها إلى تل أبيب، بعد رحيله قبل ثلاثة أشهر احتجاجا على سياسة حكومة «نتنياهو» في القدس، وعادت العلاقات بين الأردن و«إسرائيل» إلى سابق عهدها، كما عادت العلاقات الدبلوماسية بصورة جيدة مع مصر وتم تعيين سفير «إسرائيلي» جديد، فيما تعزز التقارب الإماراتي الأردني.

فمن وجهة النظر الإسرائيلية، ليست كل التطورات الأخيرة، إيجابية بالضرورة، فقد تكون لزيادة التوتر بين الأردن و«الدولة الإسلامية» لاحقًا تداعيات على الوضع الأمني الداخلي في المملكة، أو تُعارض الجماعات المنضوية تحت جناح «جبهة العمل الإسلامي» في الأردن الهجمات ضد «الدولة الإسلامية»، ومن شأن الحرب الصريحة التي أعلنها الملك «عبدالله» ضد التنظيم أن تزيد من حجم الخلافات الداخلية وأن تؤدي إلى عمليات انتقامية ضد «الدولة الإسلامية»، أيضًا من ناحية الحدود مع العراق.

أيضا، قد يزيد تجدد الضغط المصري على «حماس»، وكذلك تأخر عمليات إعادة الإعمار في غزة، من خطر اندلاع حرب فلسطينية ضد «إسرائيل» من قطاع غزة مرة أخرى لا تريدها «إسرائيل» حاليا في ظل الانشغال بالتطورات المزعجة حولها في سوريا والأردن ومفاوضات النووي الإيراني.

وقد يعود تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي كان مسلحوه قد قاموا بعمليات ضد «إسرائيل» في 2011 حينما قُتلوا 8 إسرائيليين في المنطقة الحدودية، وشنوا هجمات صاروخية على مطار إيلات، إلى شن هجمات ضد أهداف إسرائيلية، كأداة لجذب الانتباه عن حرب الاستنزاف التي يقوم بها في سيناء ضد قوات الأمن والجيش المصري.

المصدر | الخليج الجديد + التقرير

  كلمات مفتاحية

مصر الأدرن الإمارات إسرائيل نتنياهو معاذ الكساسبة الدولة الإسلامية حماس سيناء غزة ولاية سيناء أنصار بيت المقدس

الأردن يثأر لـ«الكساسبة» وينفذ حكم الإعدام بحق «الريشاوي» و«الكربولي» فجرا

«فاينانشال تايمز»: هجمات سيناء أظهرت تنامي قوة المسلحين في مصر

«الدولة الإسلامية» أصبح أكثر تنظيما وفتكا في سيناء و«السيسي» يتحدث عن عملية كبرى للجيش

«الدولة الإسلامية» يحرض «ولاية سيناء» على تنفيذ عمليات ”جهادية“ في مصر

فرنسا ترسل 3 مقاتلات «ميراج» إضافية إلى الأردن

«المونيتور»: مصر في خطر بعد مبايعة جهاديى سيناء لـ«الدولة الإسلامية»

الأردن والعراق يبحثان سبل التعاون ضد «الدولة الإسلامية»

البحرين ترسل مقاتلات جوية إلى الأردن للمساعدة في جهود مكافحة «الإرهاب»

«معهد واشنطن» : لماذا يؤيد السعوديون قصف (إسرائيل) لإيران؟

وزير الدفاع العراقي يزور الإمارات لبحث محاربة «الدولة الإسلامية»

خطة تحديث الجيش الإسرائيلي: تقاعد مبكر ورفع رواتب صغار الضباط

أنبوب لتقاسم المياه مع إسرائيل .. الأردن: تطبيع في خضم الحرب

عندما تسير مصر عكس مصالحها الاستراتيجية

سعوديون يصطفون إلي جانب «نتنياهو»: ”لك العتبى حتى ترضى“ .. موقفك سيخدم مصالحنا كخليجيين

وزير الخارجية الأردني يدعو إلى حوار بين العرب وإيران خلال زيارته لطهران

انتقادات داخلية بعد اعتراف الأردن بـ(إسرائيل) في المناهج وترحيب صهيوني واسع

توقيف داعية أردني بارز 15 يوما لانتقاده مشاركة بلاده في التحالف الدولي