ابتسم الرئيس السوري بشار الأسد، في حوار مع «بي.بي.سي» الأسبوع الماضي قائلا: «يالها من قصة طفولية تتكرر في الغرب»، رافضاً مزاعم مهاجمة نظامه للمدنيين السوريين ببراميل معبأة بوقود وشظايا، تحدث أضراراً وحشية دون تمييز. وأوضح الأسد: «لم أسمع عن جيش يستخدم البراميل، أو ربما أواني الطبخ». ثم كرر: «إننا نسميها قنابل.. ولدينا قنابل وصواريخ وذخائر، ولا توجد براميل متفجرة».
وعلى الأرجح بالغ الأسد في اعتراضه، فمنظمات حقوق الإنسان وشهادات الشهود تشير إلى استخدام الحكومة السورية بصورة متكررة للبراميل المتفجرة، ومن ذلك هجوم وقع الأسبوع الماضي على إحدى ضواحي دمشق المدمرة.
لكن نظام الأسد ليس وحده المتهم باستخدام البراميل المتفجرة، ففي الصيف الماضي، اتهمت منظمة «هيومان رايتس ووتش» حكومة العراق بإسقاط براميل متفجرة في مناطق مكتظة أثناء مواجهات مع مسلحي «داعش».
وإذا نظرنا قليلاً إلى الماضي، سنجد أن البراميل المتفجرة كانت من ملامح حملة عسكرية أميركية. فقد أوردت مدونة «الحرب مملة» تفاصيل إسقاط الولايات المتحدة براميل معبأة بالوقود في محاولة لإحراق أشجار غابات فيتنام واستهداف مغاوير «فيت كونج». فقد ألقت اسطوانات متفجرة من مروحيات «تشينوك» على معسكرات اشتبهت في أنها تابعة للعدو.
وقد أخذت القوات الجوية الأميركية الفكرة وطورتها وحاولت إضرام النيران في الغابات في مناطق قاعدة «فيت كونج»، واستخدمت براميل نيران إضافة إلى قنابل اللهب العادية. وفي إبريل 1968، نفّذت الولايات المتحدة عملية «الجحيم»،
التي أسقطت خلالها طائرات شحن من طراز 14 سي 130 عشرات البراميل الحارقة على غابة «يو منه» في جنوب فيتنام.
وبين عامي 1962 و1971، أطلقت القوات الأميركية نحو 18 مليون غالون من المبيدات على نحو 20٪ من غابات جنوب فيتنام، وأكثر من ثلث غابات المنجروف الاستوائية هناك. وفي حملتها العسكرية السرية على لاوس، التي كانت ممراً لمقاتلي «فيت كونج»، أسقطت الطائرات الأميركية 2.5 مليون طن من القنابل، بما فيها القنابل العنقودية.
وأظهر استطلاع للرأي نُشرت نتائجه عام 2009 أن نحو 20 ألفاً من سكان لاوس المدنيين لقوا حتفهم بعد انتهاء حرب فيتنام، بسبب قنابل غير منفجرة أسقطتها القوات الأميركية.
* إيثان ثارور محلل سياسي أميركي