ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن تصريحات الرئيس «دونالد ترامب»، حول عدم صمود بعض دول الخليج أسبوعا واحدا بدون الوجود الأمريكي أثارت غضبا لدى الحلفاء بالمنطقة، خاصة السعودية والإمارات.
وأكدت الصحيفة الأمريكية أن «ترامب»، وإن لم يشر إلى دولة أو دول بعينها، إلا أن تصريحاته تعتبر «استخفاف بشكل خاص بحليفي واشنطن في المنطقة السعودية والإمارات، اللذين هم في نزاع مع إيران».
وأشارت الصحيفة إلى أن «ترامب طلب من الملك سلمان في ديسمبر/كانون الأول الماضي دفع 4 مليارات دولار مقابل ما تقوم به أمريكا في سوريا. كما شدد ترامب مرة أخرى خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مارس/آذار الماضي على أن تتحمل الرياض مسؤولية أكبر في الشرق الأوسط».
وقالت الصحيفة إن «ترامب أظهر لوحة بها عدد من صفقات الأسلحة الأمريكية للسعودية وهو يقول لبن سلمان إن تكلفتها لا تساوي شيئا بالنسبة للمملكة».
وذكرت أن «قناة (سي أن أن) الأمريكية كانت قد أوردت أن ترامب انتقد أوائل أبريل/نيسان زعيما خليجيا (لم يسمه) في محادثات خاصة نقلها الرئيس الأمريكي لاحقا إلى أصدقائه قال فيها: من دوننا لن تستمروا في الحكم أسبوعين، وعليكم أن تستغلوا الطيران التجاري بدلا من طائراتكم الخاصة».
ونقلت الصحيفة عن الخبير بشؤون الشرق الأوسط بمعهد «أميريكان إنتربرايز» الأمريكي «أندرو باوين» قوله إن «تصريح ترامب يوم الثلاثاء الماضي يتسق مع تصريحات خاصة وعلنية سابقة له ولا تمثل أي مفاجأة، وقد أصبحت من قبيل الحقائق التي يجب على حكام الخليج التعايش معها»، مضيفا: «هذا لا يعني أن الجميع راضون عما يقوله ترامب».
ونقلت عن الخبيرة في شؤون الشرق الأوسط بمعهد «بيكر» لدراسة السياسات العامة «كريستيان أولريتشسين» قولها: «يبدو أن تصريحات ترامب تسببت في انفجار غضب وحنق مكتومين، خاصة في الإمارات حيث إن هناك إحساسا بضياع فرصة بعد كل ما بذلوه للتأثير في تفكير الإدارة الأمريكية الحالية».
وأشارت الصحيفة إلى الاستياء الواسع الذي عبر عنه بعض المعلقين ورجال الأعمال بالإمارات وبينهم «عبدالخالق عبدالله» الذي غرد ردا على «ترامب» قائلا إن «بلاده وبلدانا أخرى ستبقى بعد أن يغادر ترامب السلطة».
كما استغرب رجل الأعمال الإماراتي «خلف أحمد الحبتور» تصريحات «ترامب»، واعتبرها «غير مقبولة».
وقالت الصحيفة إن «المسؤولين السياسيين بالسعودية والإمارات التزموا الصمت باستثناء وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي لم ينتقد أمريكا، بل دولة قطر، مطالبا إياها بدفع تكاليف القوات الأمريكية في سوريا وإرسال قواتها إلى هناك وأنه بدون دعم أمريكا فإن النظام في قطر سيسقط في أسبوع».
ولاحقا، اعتبر وزير الخارجية القطري، الشيخ «محمد بن عبدالرحمن» تصريحات «الجبير»، بأنها محاولة لـ«استغباء» الرأي العام العربي، مضيفا أن «هذا التصريح لا يستحق الرد».
وأردف: «الكل يعي لمن كان موجه هذا الكلام»، في إشارة إلى مطالبة «ترامب» للسعودية في وقت سابق بدفع فاتورة بقاء القوات الأمريكية بسوريا.
وأعلن «ترامب»، خلال خطاب ألقاه في 29 مارس/آذار الماضي، أن بلاده ستنسحب قريبا من سوريا «وتترك الآخرين يهتمون بالأمر»، قبل أن يتراجع عن هذا الأمر ويمهل القوات 6 أشهر إضافية.
وأمام إصرار «ترامب» الانسحاب من سوريا، بات أمام الدول العربية أقل من 6 أشهر، لتشكيل القوة البديلة، سواء من جيوشها النظامية أو مرتزقة «بلاك ووتر»، وهي المدة التي وافق عليها «ترامب» لإبقاء قواته في سوريا؛ حيث يصر الأخير على سحب قوات بلاده قبل الانتخابات الفرعية للكونغرس المزمعة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
