رئيس الأركان الكردي لـ«الإندبندنت»: خزائن الخليج تمول رواتب مسلحي «الدولة الإسلامية»

الأربعاء 25 فبراير 2015 10:02 ص

ذكرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق والشام المعروف اختصارا بـ«داعش» لا يزال يتلقى دعمًأ ماليا من دول عربية خليجية بعينها خارج العراق وسوريا، وأن هذه المنح المالية التي تدعم قرابة 100 ألف مقاتل من «الدولة الإسلامية»، تساعد التنظيم علي تعزيز قدراته العسكرية وتوسيع رقعة انتشاره في كلتا الدولتين.

وقالت الصحيفة في تقرير نشرته الأحد 22 فبراير/شباط بعنوان: «جهات مانحة خاصة من دول الخليج النفطية تساعد في تمويل رواتب 100 ألف مقاتل من داعش»، أن مسئولا كرديا رفيع المستوى أبلغها «إن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى جاهدة إلى إيقاف الدول الخليجية الغنية بالنفط عن إرسال الأموال لداعش ومساعدتها في دفع رواتب مقاتليها الذين قد يتجاوز عدد الـ100.000 شخص».

ونقلت «الإندبندنت» زعم «فؤاد حسين» رئيس الأركان لحكومة إقليم كردستان العراق أن: «ثمة تعاطف مع داعش في عديد من البلدان العربية وهذا التعاطف يُترجم إلى منحهم أموال، وهو ما يمثل كارثة بالطبع».

وقوله أن: «البلدان الخليجية كانت، حتى وقت قريب، تمنح المساعدات المالية وبصورة علنية تقريبا إلى المعارضة المسلحة في سوريا، لكن معظم تلك الجماعات المسلحة انضم الآن إلى داعش وجبهة النصرة، التابعين لتنظيم القاعدة، ما يعني أن داعش وجبهة النصرة هما من يحصلان علي هذا المال والسلاح في الوقت الحالي».

ورفض «حسين» تحديد أسماء الدول الخليجية التي يزعم أنها تمول «داعش»، غير أنه أشار ضمنيا إلى أنها نفس الدول التي أسهمت في تمويل «الجماعات المسلحة السنية» في كل من العراق وسوريا في الماضي، في إشارة خاصة إلى السعودية.

كذلك نقلت الصحيفة البريطانية عن «محمود عثمان» العضو البارز في المحكمة الكردية والذي أُحيل مؤخرا إلى التقاعد من البرلمان العراقي إن: «ثمة سوء فهم بخصوص السبب الذي تدفع فيه دول خليجية الأموال إلى مسلحي تنظيم الدولة».

حيث ادعى «عثمان» أن هؤلاء المانحين لا يدعمون «الدولة الإسلامية» فقط بالأموال من منطلق إيمانهم بأفكار المسلحين، ولكن الدول العربية الخليجية تمدهم بالمال خوفا منهم، مضيفا: «الدول الخليجية تمد داعش بالمال حتى لا يفكر الأخير في شن عمليات عدائية على أراضيهم»، بحسب قوله.

داعش مستعدة لحرب طويلة الأمد

وتقول «الإندبندنت» أنه وفقا لحوارات هاتفية أجرتها مع أناس يعيشون في مدينة الموصل العراقية، وكذلك مقابلات شخصية مع لاجئين من المدينة نفسها، يمتلك تنظيم «الدولة الإسلامية» من الموارد المالية والبشرية ما يكفيه لخوض حرب طويلة الأمد، وأن «الدولة الإسلامية» تفرض التجنيد الإجباري على شاب على الأقل من كل أسرة في الموصل التي يصل عدد سكانها إلى 1.5 مليون شخص.

وتضيف أن مسؤولي التنظيم يفرضون حزمة من العقوبات الصارمة على الأشخاص المتخلفين عن المشاركة في القتال، والتي تبدأ بـ80 جلدة وتنتهي بالإعدام.

وأنه بالمقابل، يحصل المقاتلون الجدد على ما إجمالي قيمته 500 دولار ( 324 جنيهًا إسترليني) شهريا، لكن قد تم خفض تلك القيمة إلى حوالي 350 دولارًا، في حين يحصل الضباط والقادة في التنظيم على دخل أعلى، بينما المقاتلون الأجانب في «داعش» والذين يقدر عددهم بـ20.000 شخص، يحصلون على رواتب أعلى بكثير تبدأ من 800 دولار شهريا.

800 مليون دولار سنويا 

وكانت التقديرات الصادرة عن  أي إتش إس IHS، وهي شركة أبحاث الطاقة، في شهر أكتوبر الماضي قد أظهرت أن «الدولة الإسلامية» يتحصل على 800 مليون دولار سنويا، أو ما يعادل 2 مليون دولار يوميا من العائدات النفطية، وأنه يقوم ببيع النفط الذي يحصل عليه بصورة غير شرعية في السوق السوداء.

وبخلاف النفط، يجني تنظيم «الدولة الإسلامية» أرباحا كبيرة من عمليات الخطف التي يقوم بها وطلب الفدية على الرهائن، بالإضافة إلى التبرعات التي يطلبها عبر الإنترنت، بحسب الصحيفة البريطانية، ولكن لا تزال تجارة النفط هي مصدر التمويل الرئيسي لمسلحي التنظيم.

وزعمت الصحيفة أن التنظيم يقوم أيضا بعمليات بيع واسعة للنساء والأطفال الذين يقوم باختطافهم، وتمثل عمليات تجارة البشر واحدة من أهم مصادر التمويل للتنظيم، فضلاً عن أنه يتمكن بفضل هذه التجارة من إغراء واستقطاب مزيد من المقاتلين من مختلف أنحاء العالم ممن يتم تأمين نساء لهم كــ«سبايا وعبيد» فور وصولهم إلى الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم، وهو ما ينفيه أعضاء التنظيم ومناصرون لهم ويعتبرونه بروباجندا إعلامية من أعداءهم لتشويه صورتهم.

وتشير الصحيفة إلي الخطة الأمريكية العراقية الكردية التي تسعي للهجوم علي الموصل وتحريرها من تنظيم «الدولة الإسلامية»، التي أعلن عنها وزير الدفاع الأمريكي.

وكان مسؤولا كبيرًا في القيادة المركزية الأمريكية قد قال للصحفيين إن الأمر سيستغرق حوالي 26 ألفا من المقاتلين العراقيين لطرد ما يصل إلى ألفين من مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» من الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق.

وتعتزم الولايات المتحدة تشكيل قوة الهجوم الرئيسية من خمسة ألوية عراقية تتدرب حاليا في مواقع عسكرية تحت إشراف القوات الأمريكية، بجانب القوات الكردية التي تحتاج إلي العتاد، وقال المسئول إن الأمر يمكن القيام به في أقل من ثلاثة إلى أربعة أسابيع .

وأكد المسئول في القيادة المركزية الأمريكية أنه من المرجح أن يبدأ الهجوم في إبريل أو مايو، مضيفا أن القوات العراقية ستنتهي من التدريبات وستحصل على المعدات التي تحتاجها لتكون جاهزة للقيام بالمهمة.

ولكن الصحيفة البريطانية قالت إن هناك تطورات لا تزال تصب في صالح «الدولة الإسلامية»، أبرزها الاختلافات والانقسامات بين القادة في بغداد وأربيل، فعندما سقطت الموصل العام الماضي، ادعت حكومة رئيس الوزراء «نوري المالكي» أن الجيش العراقي كان قد طعن في الظهر من مؤامرة بين الأكراد و«داعش».

ولذلك لا يزال الجانبان يتشككان في بعضهما البعض، وفي بداية الأسبوع الماضي، فشل وفد بقيادة رئيس الوزراء الكردي «نيجيرفان بارزاني» في التوصل إلى اتفاق في بغداد حول كم من عائدات النفط العراقي يجب أن تذهب إلى الأكراد مقابل من الكمية المتفق عليها سابقا من النفط من حقول النفط الكردية في الشمال.

  كلمات مفتاحية

الدولة الإسلامية السعودية

مجلس الأمن يتجه لإصدار قرار لتجفيف منابع تمويل «الدولة الإسلامية»

13 دولة عربية وأجنبية ترفض استلام 100 جثة لرعاياها في «الدولة الإسلامية»

تويتر يدفع الداخلية السعودية للتحذير من تمويل الدولة الإسلامية

"الدولة الاسلامية" وأخواتها .. وأسباب مفاجأتها الكبرى في الموصل