انتقد الرئيس السوداني «عمر البشير» شن مصر ضربات جوية هذا الشهر داخل ليبيا، واصفا الخطوة بالـ«خطأ».

وجاء انتقاد «البشير» بعد زيارة قام بها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأسبوع الجاري، وأكدت مصادر أن «البشير» ناقش  خلالها مع مسؤولين إماراتيين تشكيل قوات عسكرية مشتركة مع مصر لضرب تنظيم «الدولة الإسلامية» في ليبيا، بتمويل إماراتي.

وقال «البشير» في مقابلة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية أمس الخميس أن «المصريين اختاروا مؤخرا التدخل العسكري، الذي أدينه وأعتقد أنه كان «خطأ» من قبل الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي» لأنها ستفاقم الوضع. بحسب قوله.

وأكد «البشير» للصحيفة الفرنسية أنه يعمل مع دول في المنطقة تشاركه الرأي حول الحاجة لبدء الحوار بين الأطراف المتحاربة في ليبيا من أجل التوصل إلى حل سلمي، واعترف بأن حكومته أوقفت جهودها للوساطة في ليبيا لصالح الأمم المتحدة رغم استهلالها لاتصالات مع العديد من الأطراف لليبية، كما نفى بشدة مزاعم بدعم الخرطوم للميليشيات الإسلامية التي تسيطر على طرابلس حاليا.

وشنت مصر هذه الضربات انتقاما لذبح جماعي لـ21 من مواطنيها المسيحيين من قبل مسلحين ينضون تحت لواء «الدولة الإسلامية»، وأظهر تسجيل مصور نشره تنظيم «الدولة الإسلامية» هذا الشهر رجال ملثمين يرتدون ملابس سوداء وهم يقودون 21 أسيرا مصريا، يرتدون ملابس برتقالية على شاطئ قال التنظيم أنه بالقرب من طرابلس، وتم إعدامهم بشكل جماعي ومتزامن بقطع رؤوسهم».

وحذر «السيسي» في خطاب تلفزيوني بعد نشر التسجيل أن بلاده «تحتفظ بحق الرد وبالأسلوب والتوقيت المناسب للقصاص»، ثم أعلن الجيش المصري فجر اليوم التالي أن طائراته قصفت أهدافا تابعة لتنظيم «الدولة الإسلامية» داخل ليبيا منها مواقع للتدريب ومناطق لتخزين الأسلحة.

للمفارقة، قال بيان صادر عن تنظيم «الدولة الإسلامية»، إن ضربات الجيش المصري، لم تسفر عن أي إصابات في صفوفه، وقال البيان المنشور على حساب ولاية «برقة» على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «لا إصابات بين جند الخلافة ولله الحمد»، مضيفًا أن «غارات الطيران تسببت في قتل أطفال في درنة»، متوعدًا «بقتل المصريين في ليبيا».

وﺃﻛﺪﺕ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ، ﺃﻥ ﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ، ﻭﺣﻠﻴﻔﺘﻬﺎ ﺍﻹﻣﺎﺭﺍﺕ، ﻳﺤﺎﻭﻻﻥ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﻠﻒ ﻣﺼﺮﻱ ﻟﻴﺒﻴﻲ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﺪﻋﻢ ﺃﻭﺭﻭﺑﻲ، ﺧﺎﺻﺔ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ، ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﺑﺰﻋﻢ ﺍﻟﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﻤﺪﺩ ﺗﻨﻈﻴﻢ «الدولة الإسلامية»، ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻗﺘﻞ 21 ﻣﺼﺮﻳﺎ قبطياً ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ ﻣﺆﺧﺮﺍ 

وﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﻤﺼﺎﺩﺭ ﺃﻥ الملف ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ لمباحثات البشير في الإمارات هو ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺗﻨﻈﻴﻢ «الدولة الإسلامية» ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ، ﻭﺍﻟﺘﺨﻮّﻓﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺗﻤﺪﺩ ﺍﻟﺘﻨﻈﻴﻢ ﻧﺤﻮﻫﺎ، ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ ﻓﺸﻞ الﺳﻠﻄﺎﺕ ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺇﻗﻨﺎﻉ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺩﺍﺋﻤﺔ ﺍﻟﻌﻀﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺑﺎﺳﺘﺼﺪﺍﺭ ﻗﺮﺍﺭ ﺩﻭﻟﻲ ﻟﻠﺘﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻟﻴﺒﻴﺎ.

وأكدت ﺍﻟﻤﺼاﺪﺭ ﺃﻥ السلطات ﺍﻟﻤﺼﺮﻳﺔ ﺗﺴﻌﻰ ﻟﻜﺴﺐ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻛﺤﻠﻴﻒ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺘﻬﺎ ﺿﺪ «الدولة الإسلامية»، ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻗﻨﺎعها ﺑﺘﻜﻮﻳﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻣﺼﺮﻳﺔ ﻟﻴﺒﻴﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻋﻠﻰ ﻣﺜﻠﺚ ﺟﺒﻞ ﺍﻟﻌﻮﻳﻨﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﺗﺴﻌﻰ ﺍلإﻣﺎﺭﺍﺕ ﺇﻟﻰ إﺑﺮﺍﻡ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺠﻨﺐ ﻓﻴﻪ ﻫﻲ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺣﺎﻟﻴﺎً.

وينضم السودان لقطر، حليفه العربي الرئيسي، التي أعربت عن تحفظات بشأن الغارات في اجتماع عقد مؤخرا للجامعة العربية.

ونقلت وسائل الإعلام المصرية عن السفير «طارق عادل» مندوب مصر الدائم لدى الجامعة العربية انتقاده لقطر لتحفظها على الضربات الجوية المصرية في ليبيا واتهامه الدوحة بدعم الإرهاب والخروج على التوافق العربي. وردا على ذلك استدعت قطر سفيرها في مصر للتشاور.

ويتهم رئيس وزراء طبرق المعترف به دوليا «عبد الله الثني» السودان وقطر بتسليح الفصائل الإسلامية التي تسيطر على طربلس.

ووجه اللواء المنشق «خليفة حفتر» الشريك العسكري الرئيسي لـ«الثني» الاتهام مرارا لسودانيين بالانضمام إلى جماعة أنصار الشريعة وغيرها من الجماعات الإسلامية التي تقاتل القوات الموالية للحكومة في مدينة بنغازي في شرق البلاد. وفي المقابل تتهم حكومة طرابلس مصر والإمارات بمساعدة جيش «حفتر».