يواصل جهاز الأمن تطوير منظومة الدفاع الجوي المضادة للصواريخ من طراز حيتس – ولكن ليس بلا مفاجآت ونقاط خلل: ففي وزارة الدفاع أعلنوا امس بشكل رسمي بان التجربة على اطلاق صاروخ حيتس 2 التي اجريت في ايلول الماضي، فشلت، وأن اطلاق صاروخ 3 الذي كان يفترض أن يتم في كانون الاول، الغي في اللحظة الاخيرة. ومع ذلك سجل مؤخرا تقدم في تطوير «العصا السحرية» ومنظومة القبة الحديدية سواء في المدى القصير أم في المدى الابعد.
بعد التجربة على حيتس 2 لم يعرف كبار رجالات جهاز الامن بيقين اذا كان الصاروخ المعترض قد اصاب الهدف. ولكن مع أن روسيا افادت بان الصاروخ سقط في البحر على مسافة 300كم عن شواطيء تل ابيب، وصف مصدر كبير في وزارة الدفاع هذا التقرير بأنه «غير دقيق». ويتبين من التحقيق الرسمي الان بان الصاروخ الاعتراضي مر بالفعل على مسافة قريبة جدا من الصاروخ الهدف – ولكن لم يصبه. وفي وزارة الدفاع يدعون بان عشرات العلماء فحصوا سبب الخلل وانه اصلح.
في أعقاب التجربة غير الناجحة على منظومة صاروخ «حيتس 3» التي اجريت بعد ثلاثة اشهر من ذلك، افادت محافل الامن لوكالة «رويترز» للانباء بان اطلاق الصاروخ لم يخرج على الاطلاق الى حيز التنفيذ بسبب فشل محاولة صاروخ الاعتراض «الاغلاق» على الصاروخ الهدف. وشرحت وزارة الدفاع في حينه معقبة بان ظروف اطلاق صاروخ الاعتراض لم تنضج، فلهذا فقد تقرر اجراء التجربة على الصاروخ الهدف فقط. وفي مديرية «حوما» (السور) في وزارة الدفاع، المسؤولة عن منظومات الدفاع الفاعلة ضد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية، يصفون الان تلك التجربة بانها لا تجربة «No Test»، والمعنى أن منظومة الرادارات اكتشفت صاروخ الهدف كما كان مخططا، نقلت المعطيات الى مركز ادارة اطلاق الصواريخ – ولكنه تقرر عدم اطلاق صاروخ الاعتراض بسبب «اعتبارات الامان».
وعلى الرغم من التأخيرات في تطوير منظومات حيتس هناك أنباء طيبة ايضا: ففي السنة الاخيرة سجل تقدم في تطوير منظومة الاعتراض «العصا السحرية» ضد الصواريخ والمقذوفات الصاروخية للمدى المتوسط – البعيد. ومع أنه يتعين على المنظومة أن تجتاز تجارب اخرى في الطريق الى تحولها الى عملياتية في الاشهر القريبة القادمة – فاذا نجحت فانها ستدخل الى الخدمة في اثناء العام 2016. وأهمية المنظومة في الدفاع عن الجبهة الداخلية في مواجهة محتملة مع حزب الله تعتبر حرجة. وفي مجال الدفاع الجوي ايضا سجل تحسن دراماتيكي: منظومة القبة الحديدية اجتازت تحسينات عديدة كيفتها مع التهديدات البعيدة والقصيرة أكثر مما كان مخططا في الاصل.
هذا وتعتبر منظومة حيتس عنصرا مركزيا في منظومة الدفاع متعددة الطبقات تقود تطويرها وزارة الدفاع من خلال «مديرية حوما». وتقوم المنظومة على أساس خمس شرائح دفاعية: القبة الحديدية، «العصا السحرية»، منظومة حيتس2 العملياتية، منظومة «بني ريشف» (ضد الصواريخ البالستية) ومنظومة «حيتس3».