يومًا بعد آخر تزداد الأزمات التي تسببت بها المسلسلات الرمضانية المصرية لهذا العام.

ورغم مرور أيام قليلة من الشهر، إلا أن عدد الأزمات التي تثيرها الدراما المصرية تزداد بصورة تكاد تكون غير مسبوقة، وآخر تلك الأزمات خلفها مسلسل «كلبش 2» للمخرج «بيتر ميمي».

وهذه المرة جاءت الأزمة من أسر معتقلي سجن العقرب المصري السيء السمعة.

إذ نشرت «رابطة معتقلي سجن العقرب»، جنوب القاهرة، بيانا عبر «فيسبوك» تدعو لمقاطعة المسلسل وفضائية «الحياة» (خاصة) التي تذيعه؛ مع توجيه الرابطة نقدًا شديدًا لبطل المسلسل الفنان «أمير كرارة» لمحاولته تحسين صورة ضابط مباحث «العقرب».

وأوضحت الرابطة أن سبب دعوتها لمقاطعة المسلسل هو «المحتوى المضلل» الذي يقدمه؛ حيث يسعى لتجميل الصورة الذهنية عن المعتقل سيء السمعة، والشهير بسجن أبرز السياسيين المعارضين للأنظمة المصرية المتعاقبة.

وأضافت الرابطة أن المسلسل ينقل «صورة مغلوطة ومدلسة وكاذبة عن طبيعة السجن وظروفه غير الآدمية وغير الإنسانية وخلفية المعتقلين فيه».

ومنذ أيام قليلة، أعلنت مؤسسة «راغب» القانونية في محافظة الفيوم (وسط مصر) إقامة 3 دعاوى قضائية ضد المسلسل نفسه لإظهاره المحافظة كمأوى لـ«الإرهابيين»؛ ما استدعى اعتذار بطل المسلسل «أمير كرارة»، محاولًا استيعاب الأزمة.

ويقوم «كرارة» في المسلسل بدور ضابط شرطة مشرف على سجن العقرب يتعامل بصورة إنسانية مع المعتقلين بالمخالفة الشديدة للواقع.

وكانت الأزمات حاصرت الأعمال الدرامية التلفزيونية المصرية في رمضان بعد بث حلقاتها الأولى فحسب، بداية من إعلان نادي قضاة مصر ونقابة المحامين عزمهما اتخاذ إجراءات قانونية ضد مسلسل «ربع رومي»؛ بسبب ما اعتبراه نيلاً من صورة القاضي والمحامي.

أما مسلسل «لعنة كارما» فاستدعى شكاوى إلى المجلس الأعلى للإعلام تتعلق بارتداء الفنانة «هيفاء وهبي» ملابس خارجة.

كما أثار مسلسل «أبو عمر المصري» أزمة سياسية مع السودان، الذي قام باستدعاء السفير المصري، «أسامة شلتوت»، وتسليمه احتجاجا رسميا.

ويعتبر السودان أن المسلسل، وهو من بطولة الممثل المصري «أحمد عز»، يعكس «إصرار البعض على اختلاق وتكريس صورة نمطية سالبة تلصق تهمة الإرهاب ببعض المواطنين المصريين المقيمين أو الزائرين للسودان». 

وتدور أحداث المسلسل حول محامٍ مصري، يدعى «فخر الدين» (أحمد عز)، ينجو من محاولة اغتيال يُقتل فيها ابن خالته، ليقرر الهرب إلى فرنسا، ومنها إلى السودان. 

وفي السودان، يتحول «فخر الدين» إلى كادر مهم من كوادر «الجماعات الإسلامية المسلحة»، وعينه على العودة إلى مصر، والثأر من قاتل ابن خالته. 

ولتجنب تصاعد الأزمة مع الخرطوم، أعلن رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام (رسمي) في مصر، «مكرم محمد أحمد»، الأحد، حذف مشاهد من المسلسل، التي يعتبرها السودان «مسيئة» له.