«هآرتس»: «سلمان» أجبر «السيسي» على التراجع تجاه «حماس» ومخاوف مصر تتصاعد من تغير المملكة

الثلاثاء 3 مارس 2015 11:03 ص

نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية تحليلا حول احتمالية تأثر العلاقات المصرية السعودية بعد مجئ الملك «سلمان»، مشيرة أن زيارة «السيسي» الخاطفة للسعودية جاءت لاستطلاع رأي الملك «سلمان» فيما إن كان ينوي إعادة العلاقات مع «الإخوان المسلمين» وتركيا، وهل سيستمر تدفق الأموال السعودية على نظام «السيسي» أم لا؟.

وقال «تسفي برئيل» محلل الشؤون العربية بصحيفة «هآرتس»، في تقرير بعنوان: (في غزة والقاهرة يشعرون بروح جديدة من الرياض)، إن الملك «سلمان» لقن «السيسي» درسا في الزعامة وأنه أجبره على التراجع تجاه «حماس»، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وقال إن «الخطوات السعودية الأخيرة تشير إلى تحول في السياسة الخارجية للمملكة، اﻷمر الذي من شأنه أن يجبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تغيير مواقفه المتعنتة تجاه حركة حماس»، بعدما اعتبرت محكمة مصرية «حماس» إرهابية وتصاعدت لغة التهديد بضرب غزة و«حماس» عسكريا.

واعتبرت الصحيفة في تحليلها أن مخاوف «السيسي» من تحول السياسة السعودية لصالح «حماس» و«الإخوان» له مبرراته، وأن زيارته الخاطفة للسعودية جاءت لاستطلاع رأي الملك «سلمان» فيما إن كان ينوي إعادة العلاقات مع «الإخوان المسلمين» وتركيا، وإمكانية استمرار تدفق الأموال السعودية على نظام «السيسي».

وقال أن «تتبع مقالات عدد من كبار الكتاب السعوديين أكدت هذا التغير، وذهبت إلى أن السعودية يجب أن تفتش عن مصالحها، وتنظر لجماعة الإخوان على أنها مشكلة مصرية داخلية، وتعيد العلاقات مع تركيا التي تقف ضد الاستيطان الإسرائيلي، وكذلك التمدد الإيراني بالمنطقة».

«حماس» اشتكت للسعودية

«هآرتس» قالت إنه: «بعد يوم من قرار محكمة في مصر باعتبار حماس كلها وليس فقط جناحها العسكري تنظيما إرهابيا، توجهت حماس للسعودية للضغط على الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، لإلغاء القرار، هذا التوجه يثير الاهتمام، لأن حماس تعتقد أن الملك السعودي الجديد سلمان سوف يمنح أذنا صاغية للتنظيم التابع للإخوان المسلمين، المصنفين في السعودية نفسها كجماعة إرهابية».

وقالت إن: «زيارة السيسي الخاطفة بالسعودية لم تهدف لتهنئة سلمان، وإنما للوقوف على رأيه فيما إذا كانت السعودية تنوي تغيير سياساتها: أن تعيد علاقاتها مجددا بالإخوان المسلمين، وإعادة بناء العلاقات مع تركيا، خصم مصر، وتحديدا - ما إن بإمكان السيسي الاستمرار في الاعتماد على المساعدات المالية الحيوية التي تقدمها المملكة»، مشيرة لأن «هناك أساس لمخاوف السيسي على ما يبدو».

لا شيك سعودي علي بياض

ونقلت عن الكاتب السعودي المعروف «خالد الدخيل» قوله بصحيفة «الحياة» السعودية، أن «البعض في مصر يعتقد أن على السعودية أن تمنح شيكا على بياض للقاهرة، وألا تتقارب من تركيا أو تستأنف علاقتها بالإخوان المسلمين، هذه رؤية عاطفية وليست سياسية، يجب أن تنظر السعودية للإخوان المسلمين على أنهم مشكلة مصرية داخلية.. بالنسبة لتركيا يجب أن نذكر أنها تعارض سياسة الاستيطان الإسرائيلية، وهي ضد التمدد الإيراني بالمنطقة، والمثلث المصري - التركي - السعودي ضرورة إستراتيجية».

واعتبر المحلل «برائيل» أن «هذه الكلمات تعكس التوجه الجديد في القصر الملكي بالرياض، وبحسب محللين سعوديين فإن هذه نتيجة لتصور مفاده أن السياسة الخارجية للملك عبد الله الراحل قد فشلت، فلم تنجح في حل الأزمة في سوريا أو سيطرة الحوثيين على اليمن، وتحديدا لم توقف التأثير الإيراني في أنحاء الشرق الأوسط».

كما اعتمدت «هآرتس» في هذا التحليل علي قول محلل سعودي آخر هو «جمال خاشقجي»، أن «حزب الإصلاح في اليمن، الذي يعتمد على الإخوان المسلمين، هو القوة الوحيدة التي بإمكانها الوقوف ضد سيطرة الحوثيين على اليمن»، معتبره أن «هذا توجه جديد، كون الملك عبد الله كان قد قطع علاقته بحزب الإصلاح».

وقال القيادي في «حماس»، «عاطف عدوان» في حديث صحفي، إن «هناك دلائل مشجعة على تغيير النظرة السعودية لحماس»، وبحسب تقرير آخر فإن شخصيات سعودية بارزة التقت مندوبين مصريين مقربين من «الإخوان المسلمين»، كذلك سارع الملك السعودي في عزل رئيس الديوان الملكي «خالد التويجري»، الذي ساهم في السياسة السعودية المتعنتة ضد «الإخوان المسلمين»، وبناء على كل هذا، فمن الممكن بالطبع توقع تحول في سياسة «سلمان»، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

وقالت «هآرتس» أن: «هذا القرار يعني سحق التصور الذي روج له نتنياهو الذي يقضي أن دولا عربية كالسعودية ومصر تشاطر إسرائيل وجهة نظرها حول ضرورة كبح زمام إيران ومكافحة إرهاب حماس».

وأضافت: «الروح السعودية الجديدة تشهد أنه ليس هناك بالضرورة علاقة بين الطموح لكبح تأثير إيران وبين الصراع ضد حماس، فالعكس هو الصحيح، فالعلاقة مع تنظيمات إسلامية سنية معتدلة، كالإخوان المسلمين، يمكن تحديدا أن يساعد ضد إيران من ناحية، وضد داعش من الناحية الأخرى، وستكون المشكلة السعودية في كيفية التوفيق بين موقف مصر وبين خطوط السياسة السعودية الجديدة، وهو أيضا ما يريد السيسي أن يعرفه».

درس «سلمان» لـ«السيسي»

وسبق لصحيفة «هآرتس» أن نشرت تحليلا في 25 يناير/كانون الثاني الماضي حول تأثير «صراعات توريث الحكم» في السعودية على نظام الرئيس «السيسي»، خلصت «هآرتس»، إلى أن مصر قد تشتعل حال حدوث تغيرات في سياسة الملك الجديد «سلمان بن عبدالعزيز» المتعلقة بتقديم المساعدات للقاهرة.

وقال «تسفي برئيل» محلل الشؤون العربية: «إن النظام المصري يعتمد بشكل شبه كامل على المساعدات السعودية، ومن ثم يتعين على السيسي ضمان عدم تضرر تدفق الأموال لمصر بعد رحيل الملك عبدالله، في ظل تزايد طوابير المصريين على أسطوانات الغاز، والميزانية المثقلة بالديون، والعمليات التخريبية التي تضرب البلاد هنا وهناك».

واعتبرت «هآرتس» أن: «المخاوف من توقف المساعدات السعودية ليست الوحيدة التي تواجه السيسي بل أيضا إمكانية أن تصطدم طموحاته في إعادة مصر للقيادة في المنطقة بسياسة الملك السعودي الجديد، فمن غير المعروف إذا ما كان الملك الجديد سيوافق سياساته مع مصر، مثلما اعتاد سلفه، أم أنه سيعلم السيسي درسا في الزعامة؟».

  كلمات مفتاحية

السعودية مصر الملك سلمان السيسي حماس الملك عبدالله اليمن إيران

رياح التغيير في السياسة السعودية

«ميدل إيست بريفينج»: دور جديد «غير مرغوب» للسيسي في نظام الشرق الأوسط الأمريكي الجديد

لهذه الأسباب .. لن يرعى الملك «سلمان» مصالحة بين «السيسي» و«أردوغان»

«السيسي» يغادر الرياض عقب قمة مغلقة مع الملك «سلمان»

إيران تنتقد اعتبار مصر «حماس» منظمة «إرهابية» والحركة تطالب السعودية بالتدخل

«أردوغان» يتوجه إلى السعودية نهاية الشهر الجاري لتوحيد الأجندة الإقليمية

«بن زايد»: الملك سلمان يحمل رؤية واعية .. وعلاقتنا بالسعودية تمثل العمود الفقري للتعاون الخليجي

«الغنوشي» يدعو «الملك سلمان» لرعاية مصالحة «تحقن الدماء» في مصر

«حماس»: مصر باتت معزولة عن التدخل في ملفات فلسطين .. ولا تصلح لأن تكون وسيطا

ثلاث حروب على غزة في ظل ثلاثة رؤساء مصريين

رويترز: «الملك سلمان» يتطلع لتكوين كتلة سنية جديدة لمواجهة إيران و«الدولة الإسلامية»

«حماس» تسابق الزمن لمنع المواجهة مع مصر

حماس بين حدّين: الرياض وطهران

مصادر: المخابرات المصرية برأت «حماس» من أحداث سيناء وطلبت التواصل مع «مشعل»

العلاقات المصرية السعودية: غيوم لا قطيعة

«ديفيد هيرست»: الملك «سلمان» يعتبر «السيسي» أحد أخطاء حقبة أخيه الراحل

«حماس» بين فكي التجاذب السعودي الإيراني