«الكواري»: دول الحصار فقدت البوصلة.. والإمارات رأس الحربة

الاثنين 28 مايو 2018 12:05 م

قال وزير الدولة القطري ومرشحها السابق لرzاسة «اليونسكو»، «حمد بن عبدالعزيز الكواري»، إن دول الحصار فقدت بوصلتها، وسارت خلف الإمارات التي تعد رأس الحربة في المؤامرات ضد قطر.

وخلال حديثه، في برنامج «نحن بخير» بـ«إذاعة قطر»، لتوثيق أيام الحصار، قال: «في كافة المشاكل التي يشهدها العالم، لا أحد يقول إنه لا أريد الحوار، ولكن هذه مشكلة دول الحصار لأنهم لا يريدون فعلا الحوار، ويفتقدون لنية الحوار، بل أنهم لا يرضون بالحوار؛ لعلمهم بحجم ما أقدموا عليه».

وأضاف: «دول الحصار لم تعرف ماذا تريد وكيف تريد، فاخترقوا وكالة الأنباء، ثم اعتقدوا أنهم في خلال أسبوعين أو ثلاثة تصبح قطر معزولة، ولكنهم فشلوا، فطلب العالم منهم أسباب الحصار فأتوا بقائمة مطالب هزيلة، وهذا يدل على غياب البوصلة».

واتهم «الكواري»، الإمارات بأنها «رأس الحربة في المؤامرات ضد قطر»، وأن «مساعيها للتضييق على قطر سبقت بداية الحصار».

ولفت إلى أن الحصار المفروض على قطر منذ 5 يونيو/حزيران الماضي، ترك جرحا عميقا سيظل أثره طويلا، وقال: «قطر تريد أن تتخطى الحصار وتطوي صفحة الماضي وتنطلق من جديد، وما حدث هو جزء من الماضي، لكننا لا نستطيع أن نتجاوزه».

جرح إنساني

وعن فرص نجاح جهود الوساطة الكويتية في طي الأزمة بكل تأثيراتها السلبية، قال وزير الدولة القطري: «لا نشك في إرادة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح وهو يسعى جاهدا، وهي الإرادة نفسها التي توجد لدى قطر، لكن هناك جرح إنساني عميق».

وأضاف: «لم يحدث قط في التاريخ أن يمنع شعب بالتواصل مع أخيه، ولم نسمع بقانون التعاطف».

وتابع: «كنا نتوقع أن السعودية والإمارات والبحرين، لن يتخلوا عنا، أما الآن فماذا الذي نراه!.. كنا نتمنى ألا يحدث ذلك، ولا نتمنى أيضا إطالة الأزمة، لكنا الحمد لله نحن أيضا بخير من دونهم».

واستطرد «الكواري»: «الجرح العميق في الجسم الخليجي أثر على الجميع بما فيهم الأطفال، فانتهكت قدسية العلاقات الأسرية، وكان الحصار في قدسية الشهر الكريم في رمضان، ومنع القطريون من زيارة البيت الحرام».

وتأسف من الدور السلبي لمجلس التعاون، في الأزمة الخليجية، قائلا:«نحن لا زلنا متمسكين بمجلس التعاون رغم هذه السلبية، ونحن نعتقد أن عودة الأمور إلى طبيعتها سيأخذ وقتا طويلا، نحن بفضل الله وجدنا البدائل، والذين تضرروا هم الشعوب، وهذا يؤلمنا».

معركة «اليونسكو»

وعلى خلاف الكثيرين ممن تفاجؤوا بقرار الحصار، قال «الكواري» إن «الأمور لم تبدأ في 5 يونيو/حزيران العام الماضي، بل بدأت منذ فترة طويلة».

وأضاف: «فمثلا دولة الإمارات سعت لعرقلة ترشيحي لمنصب اليونسكو، وما ذهبت إلى اجتماع دولي، إلا وغابت عنه الإمارات، أما السعودية فقد تغير موقفها قبل بدء الحصار».

وتابع: «ما حدث من مضايقات من قبل الإمارات تحدثت بشأنه مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني قبل بداية الحصار بعام ونصف، وحينها قال لي: لا عليك منهم.. لن يستطيعوا فعل شيء، وهذا ما حدث فعلا، حيث تصدرت نتائج التصويت في الانتخابات في العديد من المراحل».

وسرد «الكواري» محاولات أبوظبي عرقلته في انتخابات «اليونسكو»: «الإمارات حاولت بكل ما تستطيع إفشال ترشحي في البداية.. وخلال تلك الجولات، كانت الإمارات تنسج المؤامرات لترشيح أشخاص آخرين تدعمهم بالمال، حتى بلغ بها الأمر أن دعمت إيطاليا لا يحمل شهادة جامعية لنيل رئاسة اليونسكو نكاية في قطر».

ولفت إلى أن «الرئيس الفرنسي أبدى دعمه لمرشح قطر، ولكن بعدما زار الإمارات أعلن عن مرشحة فرنسية».

وأضاف: «كما أن مصر بعد الحصار خصصت طائرة للمرشحة المصرية لتخوض جولة على الدول كي لا تعطي صوتها لمرشح قطر، ولكن هذه الدول رفضت وأعلنت أنها ترى أن لمرشح قطر رؤية وبرنامجا يمكن تطوير اليونسكو من خلالهما».

استطرد قائلا: «كان هناك اعتقاد قاطع بأن مرشح قطر هو الفائز، لدرجة أن مدير المراسم سألني قبل إعلان النتيجة عن إعداد خطاب المراسم، ولكن تغيرت النتيجة، فاتصل بي بعد دقيقتين، وقال نحن انتصرنا وسعداء بما قدمنا وأعد لك التكريم.. عد بلدك في حاجة إليك، وكان هذا بلسما للجرح».

«الجزيرة»

وعن مطالب دول الحصار بإغلاق قناة «الجزيرة»، قال «الكواري»: «الجزيرة مفخرة من مفاخر العرب، وكل من أتى بعدها حول مواجهتها أو تقليدها، وأتذكر أني كنت في طريقي إلى موزمبيق، وقابلت مسؤولا كبيرا، وقال الآن فهمت لماذا يطلب منكم إغلاق الجزيرة، هل هناك أحد يطلب إغلاق البي بي سي».

وأضاف: «الجزيرة ناطقة باسم الشعوب، ومطلبهم بإغلاق القناة جعل الجزيرة أكثر شهرة، وباتت الجزيرة مطلبا عالميا يعبر عن الرأي والرأي الآخر».

وكشف «الكواري» عن قرب انتهائه من تأليف كتاب يؤرخ فيها لقصة الحصار، يتضمن تصويرا دقيقا لما حدث.

وأضاف: «لن يكون مجرد كتاب لسرد للأحداث، وإنما تسجيل للأحداث بأسلوب علمي أكاديمي ليكون مرجعا تاريخيا».

وتعصف بالخليج، أزمة توشك أن تكمل عامها الأول، إثر قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر في 5 يونيو/حزيران 2017، علاقاتها مع قطر بدعوى «دعمها للإرهاب»، وهو ما تنفيه الدوحة.

وعقب اندلاع الأزمة، بدأت الكويت وساطة مدعومة من قوى إقليمية وغربية لحلها، غير أنها لم تحرز تقدما حتى اليوم.

  كلمات مفتاحية

الأزمة الخليجية الحصار حمد الكواري قطر وساطة الكويت اليونسكو الإمارات

«فوربس»: قطر تنتصر بعد عام من الأزمة الخليجية

«النقد الدولي» يتوقع آفاقا إيجابية للنمو الاقتصادي في قطر