كشفت بيانات عسكرية مصرية عن ضبط أوراق تنظيمية وكتب تنظر للأفكار التكفيرية في مواقع دهم البؤر الإرهابية، منذ إطلاق العملية العسكرية الشاملة «سيناء 2018»، ضمن مجمل المضبوطات من أجهزة لاسلكية وأسلحة وذخائر وملابس عسكرية.

وحسب خبراء، تمثل هذه المضبوطات أهمية قصوى في الحرب على الإرهاب، إذ تحمل خريطة الجماعات المتمركزة في منطقة ما، أهدافها، أفكارها، وأحيانا خططا مستقبلية، تحبط بمجرد القدرة على كشفها.

وقال الخبير العسكري اللواء «جمال مظلوم»، إن «القوات العسكرية تعي تماما خطورة الحرب على الإرهاب وتطورها، وكيف أنها حرب فكر ومعلومات وليست فقط مواجهات عسكرية، لذا تعنى عناية خاصة بالأوراق التنظيمية حتى وإن كانت مجرد كتب جهادية، إذ تتمكن من خلال فحص تلك الكتب من معرفة الجماعة التي ينتمي إليها الإرهابيون في بؤرة ما».

وأشار إلى أن كلا من التنظيمات الإرهابية لديه مفاهيم تميزه عن غيره وأهداف ومشايخ معينون تلقن كتبهم لأعضاء التنظيمات، حسب «الحياة».

وأضاف: «أحيانا تكون تلك الأوراق ذات تأثير مباشر في سير المعركة، إذ كشفت لقاءات تمت أو خططا أعدت ومن ثم تستطيع القوات الحذر واتخاذ التدابير اللازمة في المواجهة المضادة».

بدوره، كشف عضو رابطة خريجي الأزهر «حمدالله الصفتي» عن لجنة متخصصة من علماء الأزهر تحول إليها الكثير من الكتب والمذكرات (بخط يد الإرهابيين) التي تضبط في أوكار الإرهابيين لدراستها والوقوف على ما بها من انحراف فكري.

وحول الاستدلال على الانتماءات التنظيمية خلال فحصها قال «الصفتي»، إن «الأفكار الإرهابية تتشابه، بل وتتحد من حيث الأطر العامة والأفكار المحركة لها، لكن تختلف من حيث الأهداف وبعض التفصيلات النظرية والمحددات الفكرية، ومن هنا تفيد هذه الكتب والمذكرات خصوصا الأخيرة في تحديد انتماءات أصحابها بعد عرضها على فريق من المتخصصين في تاريخ تلك الجماعات وأفكارهم».

وأشار إلى ملاحظات استخلصها من تحليل بعض المذكرات أهمها أن معظم أصحابها من الطبقات المرفهة مجتمعيا، إضافة إلى أن بعض التعبيرات والقضايا فيها تنم عن خلل نفسي واضح لأصحابها، إضافة إلى السطحية التامة والسذاجة في التعامل مع نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية.