استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

زفرات مواطن عربي حزين

الأربعاء 11 مارس 2015 06:03 ص

لا أجد في الوطن العربي، الذي كان كبيراً، يتذكر في هذه الأيام، أن موعد القمة العربية، قد أزف، حسب مفكرة «نبيل العربي»، أمين عام جامعة الدول العربية، فالطريق لم تعد سالكة، بعد أن أصبح الوضع العربي في غاية الخطورة، وربما صار خارجاً عن نطاق التحكم أو إدارة الأزمة.

المواطن العربي البسيط، الذي تكسرت أحلامه وتحولت إلى كوابيس، ما الذي يدعوه لانتظار الترياق من قمة عربية، تأتي وتذهب، من غير أن تقنعه بأنه آمن على ذريته، وحريته، ولقمة عيشه، ورموزه وتراثه وذاكرته، وجيرانه ومسقط رأسه، وقبور أجداده، وتراب وطنه؟

ما الذي يستطيع جيلنا، أن يورثه لجيل ناشئ، وجيل يعقبه، من مؤسسات جهوية وقومية مشتركة، كالجامعة العربية، بعد أن أصابها شلل الإرادة والرؤية والفعل؟

المواطن العربي البسيط، أصبح يدرك، أن النظام الإقليمي العربي، فقد أهم خصائصه أو سماته وهو «الأمن القومي العربي»، وربما أدرك في وعيه، أن هذا النظام قد توفي، على الأقل، على مستوى التفاعلات التعاونية بين أعضائه، وعلى مستوى ساحات مخترقة، وبعضها يحترق، في نسيجه الوطني وفي سلمه الأهلي.

الجامعة العربية، المجسدة للنظام الإقليمي العربي، كان منوطاً بها، وفقاً لميثاقها، توثيق الصلات، وتنسيق السياسات، وصيانة استقلال الدولة الوطنية وسيادتها، فضلاً عن «تحرير فلسطين».. إلخ.

أين أصبحت «جامعتنا العربية» في هذا الزمن المرير؟

أين هي من التعاون والتوثيق والتنسيق والتكامل والاستقلال الوطني، (ولننسى الآن أطروحة «تحرير فلسطين»)، ولنتذكر، أن الجامعة العربية نفسها، في سنوات العقد الأخير، أدخلت إلى غرفة الانعاش، تهذي أحياناً بحفنة شعارات لا معنى ولا قيمة لها، غابت عنها البديهيات القومية، وتحولت إلى رافعة لتكريس «تدويل» القضايا العربية، واستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون العربية، أو على الأقل «غض الطرف» عنه، والصمت أمام ازدياد انكشاف معظم أعضاء الجامعة أمام الاختراق الإقليمي والدولي، و«المقاولات» السياسية.

يسأل المواطن العربي البسيط والحزين، أين كانت الجامعة العربية، والدول الأعضاء، حينما سقط العراق تحت الأقدام الأمريكية، وتحول في زمن الغزو، وفي حضوره إلى محمية إيرانية؟ أين كانت الجامعة العربية وكنا، حينما شاهدنا سوريا تحترق، وينمو فيها الوحش الداعشي، ليخرج من قمقمه بمساعدة من تحالف مصالح إقليمية ودولية، وتهاون دول، وغباء سياسات، وعوار فكر وتفكير، وعقل مغرور؟

أين كانت الجامعة العربية واعضاؤها، حينما كان الخطر يتوالد وينمو في مصر وليبيا واليمن وغيرها، وأموال تتدفق، ومقاتلون جوالون يعبرون الحدود، وشخصيات كرتونية هزيلة، تتصدر المشهد في الفضائيات، وفي شبكات التواصل الاجتماعي، وفي المؤتمرات المنعقدة في اسطنبول وطهران وعواصم غربية، تصب الزيت على نيران الطائفية والمذهبية والعرقية والتقسيم والتطرف العنيف، في الفكر وفي السلوك؟

أين كانت الجامعة العربية، وأعضاؤها، وخطر الإرهاب ينمو وينتشر، ويهدد الجميع، في الحاضر والمستقبل، بينما كانت الخلافات العربية العربية، تزداد تدهوراً، يوماً بعد يوم، وتشتد تعقيداً وخطورة، وأضحى العجز العربي واضحاً للعيان، حتى عن حماية الناس في أوطانها، (لتنسى الآن، مسألة وأد آمال وأحلام الأجيال الشابة بغدٍ أفضل). 

لا شيء الآن، يقنع المواطن العربي البسيط بجدوى قمة عربية، في ظل جامعة عربية معاقة ومشلولة، وفاقدة للشرعية المعنوية والأخلاقية، تتخبط، وتذوي إلى درجة غير مسبوقة.

ضَعُف الاهتمام، رغم خطورة المشهد، فأدار المواطن العربي البسيط، ظهره للنظام الإقليمي ومؤسساته بما فيها «مؤسسة القمة»، بعد أن لمس عجز هذا النظام، وسوء إدارته للشأن العربي، ولعلاقاته الخارجية، وفقدانه للكفاءة والاقتدار وعجزه عن مواجهة الإرهاب، وإدارة ظهره لفكرة العروبة الجامعة والموحدة، وفشله في حل المشاكل الإنسانية المترتبة عن هذا التطرف العنيف، ومواجهته فكرياً وعقائدياً وسياسياً وأمنياً.

المواطن العربي البسيط، لا ينظر إلى القمة العربية، بتفاؤل، ولا يرى أمامه سوى النيران العربية التي تزداد اشتعالاً، والصراعات الناشبة في أكثر من مكان عربي تستطيل وتتسع وتتعمق، وتعج ساحاتها بالمناورات السياسية، والحروب بالوكالة، والاختراقات الخارجية، وتتداخل مع بعضها البعض، بشكل معقد ودراماتيكي، سياسياً وعسكرياً.

المواطن العربي البسيط، حزين، أمام كل هذه الاحباطات المضادة للأمل وللحياة، والشكوك لديه طالت حتى أقل البديهيات الوطنية والقومية، جرب مراراً أن يكون متفائلاً، ظن أحياناً أن هناك حلفاء ينوبون عنه في نزاعاته مع آخرين، صدق يوماً أن هناك أصدقاء ينوبون عنه في حربه ضد الإرهاب و«الاحتلالات».. جرب وصدق مراراً وتكراراً، وعاد بخفي حنين.

نقول للحزانى في القمة والقاعدة الشعبية مصيرنا الجمعي.. على المحك.

  كلمات مفتاحية

المواطن العربي الجامعة العربية القمة العربية سوريا العراق الأمن القومي العربي

النظام العربي فقد مناعته وأسقط «إسرائيل» من حسابه أبرز افتتاحيات الصحف الإماراتية

الشاغل الأمني يسيطر على اجتماعات وزراء الخارجية العرب بالقاهرة

«ميدل إيست مونيتور»: «السيسي» قائد الثورات المضادة في دول الربيع العربي

العروبة تعطي المنطقة هويتها .. وإسرائيل دولة «الشرق الأوسط» الوحيدة!

هل يمكن التخلص من العروبة؟

مستقبل العرب بلا عروبتهم: إسرائيل و«داعش» تحت المظلة الأمريكية