استطاع الميزان التجاري السعودي غير البترولي أن يحقق فائضا مع دول مجلس التعاون الخليجي خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك بفضل زيادة الصادرات السعودية لدول المجلس مع تراجع للواردات، حيث استطاعت المملكة تسجيل فائض في معاملاتها التجارية غير البترولية مع 3 دول خليجية.

وبحسب ما ورد عن الوحدة الاقتصادية لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية، فقد حققت السعودية فائضًا في ميزانها التجاري السلعي غير البترولي مع دول الخليج تم تقديره بـ186 مليون ريال سعودي، بما يعادل 49.6 مليون دولار، في يناير/كانون الثاني الماضي، وذلك مقارنة مع عجز قدره 245 مليون ريال في الفترة نفسها من العام السابق.

ويرجع هذا الفائض إلى زيادة الصادرات عن الواردات خلال شهر يناير/كانون الثاني، حيث ارتفعت الصادرات السلعية غير البترولية لدول مجلس التعاون 11%، لتصل إلى 4.08 مليار ريال، مقارنة مع 3.67 مليار ريال في الفترة نفسها من العام السابق، وعلى الجانب الآخر تراجعت الواردات من دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 1% لتصل إلى 3.894 مليار ريال الشهر نفسه، مقارنة مع 3.915 مليار ريال في الفترة نفسها من العام السابق.

وكان الفائض المحقق من دولة الكويت هو الأكبر بين الدول الخليجية التي حققت معها المملكة فائضا في المعاملات قدره 343 مليون ريال في يناير/كانون الثاني، مقارنة مع 384 مليون ريال في الفترة نفسها من العام السابق، كما حققت فائضا مع دولة قطر قدره 337 مليون ريال، مقارنة مع 497 مليون ريال في الفترة نفسها من العام السابق، و15 مليون ريال مع دولة البحرين مقارنة مع عجز قدره 107 ملايين ريال.

وعلى صعيد إجمالي صادرات السعودية السلعية غير البترولية للعالم، فقد تباطأت وتيرة تراجعها خلال يناير/كانون الثاني الماضي، وبلغت أدنى مستوياتها في 17 شهرا، وكانت أكثر الدول التي أثرت على تراجع الصادرات السعودية هي الدول الأوروبية التي انخفضت صادرات المملكة إليها. وتبادلت دولة الإمارات المراكز مع الصين كأكبر الدول التي صدرت إليها المملكة خلال يناير/كانون الثاني، حيث احتلت المركز الأول، وتلتها الصين في المركز الثاني والتي حافظت على مركزها الأول كأكبر الدول التي تستورد منها المملكة.

وبحسب الصحيفة، فقد ارتفعت نسبة إجمالي الصادرات السعودية غير السلعية إلى الواردات مقارنة بشهر ديسمبر/كانون الأول، لتصل إلى 32.91%، مقارنة مع 31.94% خلال ديسمبر/كانون الأول.

كما انخفضت وتيرة تراجع الصادرات السعودية غير السلعية لتصل إلى 9% على أساس سنوي في يناير/كانون الثاني مقارنة مع 17% خلال ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، والتي كانت أكبر وتيرة تراجع في العام الماضي، بينما وصلت قيمة الصادرات إلى 15.635 مليار ريال وهو أدنى مستوى لها في 17 شهر، وتحديدا منذ أغسطس/آب من عام 2013 عندما بلغت 15.172 مليار ريال، ومقارنة مع 17.199 مليار ريال في يناير/كانون الثاني 2014.

وكانت السلع الأكثر تأثيرا في تراجع الصادرات هي اللدائن والمطاط ومصنوعاتهما، والتي تبلغ حصتها 32% من إجمالي الصادرات السلعية غير البترولية، حيث انخفضت بنسبة 17% لتصل إلى 4.956 مليار ريال في يناير/كانون الثاني، مقارنة مع 5.941 مليار ريال في الفترة نفسها من العام السابق.

كما تراجعت أيضا منتجات الصناعات الكيماوية وما يتصل بها، والتي تمثل 31% من إجمالي الصادرات السلعية غير البترولية، بنسبة 13% لتصل إلى 4.865 مليار ريال في يناير، مقارنة مع 5.563 مليار ريال في الفترة نفسها من العام السابق.

وتراجعت صادرات المملكة لغالبية مجموعات الدول حول العالم عدا دول مجلس التعاون الخليجي وبقية المجموعات غير المصنفة طبقا لبيانات لمصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات السعودية، حيث كانت أكثر الدول تراجعا هي دول الاتحاد الأوروبي والتي انخفضت صادرات المملكة إليها بنسبة 30%، لتصل إلى 1.759 مليار ريال، تليها الدول الآسيوية غير العربية والإسلامية بنسبة 19% لتصل إلى 4.713 مليار ريال، ثم الدول الإسلامية غير العربية بنسبة 14% لتصل إلى 1.450 مليار ريال، وآخر مجموعات الدول المتراجعة كانت دول الجامعة العربية الأخرى بنسبة 11% لتصل إلى 1.996 مليار ريال.

وعلى الجانب الآخر كانت بقية مجموعة الدول غير المصنفة قد ارتفعت صادرات المملكة إليها بنسبة 30% لتصل إلى 1.637 مليار ريال، ودول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 11% لتصل إلى 4.080 ريال.

وقد جاءت الإمارات كأهم الدول المصدر إليها خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي، حيث ارتفعت الصادرات إليها بنسبة 33% لتصل إلى 2.336 مليار ريال، وتبلغ بذلك حصتها من إجمالي الصادرات السلعية غير البترولية 15%، مقارنة مع حصة قدرها 10% خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

وجاءت الصين في المركز الثاني على غير العادة كأهم الدول المصدر إليها، حيث بلغت حصتها من إجمالي الصادرات 11%، بينما تراجعت الصادرات إليها بنسبة 23%، لتصل إلى 1.736 مليار ريال. أما عن الواردات السلعية غير البترولية فقد زادت وتيرة تراجعها على أساس سنوي لتصل إلى 4.7% خلال يناير الماضي، مقارنة مع 0.02% في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وبلغت قيمة الواردات 47.513 مليون ريال، في يناير/كانون الثاني، مقارنة مع 49.867 مليار ريال في يناير/كانون الثاني 2014، و52.43 مليار ريال في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.

وكانت الآلات والمعدات والأجهزة الكهربائية الأكثر تأثيرا في تراجع الواردات، حيث بلغت حصتها من إجمالي الواردات السعودية 28%، لتصل إلى 13.202 مليار ريال في يناير/كانون الثاني متراجعة بنسبة 4% عن الفترة نفسها من العام الماضي، والتي بلغت فيها 13.73 مليار ريال.

وكانت المنتجات النباتية هي أكثر المنتجات التي تراجع استيرادها، حيث بلغت نسبة التراجع 24%، لتصل إلى 2.001 مليار ريال في يناير/كانون الثاني مقارنة مع 2.649 مليار ريال في الفترة نفسها من العام السابق.

وكانت الدول الآسيوية غير العربية والإسلامية هي أهم الدول المصدرة للمملكة، حيث بلغت حصتها 36% من إجمالي واردات المملكة في يناير، وارتفعت بنسبة 5% عن الفترة نفسها من العام السابق، لتصل إلى 17.314 مليار ريال.