وفاة الشيخ «حارث الضاري» أمين عام هيئة علماء المسلمين بالعراق

الخميس 12 مارس 2015 12:03 ص

نعت هيئة علماء المسلمين في العراق في بيان على موقعها الإلكتروني، أمينها العام، الشيخ «حارث الضاري»، الذي توفي صباح اليوم الخميس في مدينة إسطنبول التركية عن عمر يناهز 74 عاما، بعد معاناة مع المرض.

وجاء في البيان «تنعى هيئة علماء المسلمين إلى أبناء الشعب العراقي، والأمتين العربية والإسلامية، وفاة أمينها العام الشيخ المجاهد والعالم الرباني «حارث سليمان الضاري» - رحمه الله - وأسكنه فسيح جناته».

وقالت الهيئة إن أمينها العام الذي توفي عن 74 عاما إثر مرض عضال ألم به، كان قد عاش «حياةً حافلة بالعطاء، ابتدأها بتحصيل العلم الشرعي، وتربية الأجيال وتخريج العلماء، والدعوة إلى الله، وأنهاها بالجهاد في سبيل الله، والوقوف بحزم أمام مخططات الأعداء الذين كانوا ومازالوا يتربصون بأمتنا الدوائر، ويسعون للنيل منها، وقاد في هذه السبيل مؤسسة كبيرة أوقفت جهدها وجهادها لتحرير العراق من الاحتلال وهيمنة الظلم، وعدوان الظالمين».

واختتمت الهيئة بيانها قائلة: «نحن إذ نتقبل قضاء الله وقدره في هذه المصيبة الجليلة بالرضى والتسليم، فإننا نقدم التعازي والمواساة إلى الأمة الإسلامية عامة والعراقيين خاصة وإلى أسرة العلم والدعوة، وأسرة الفقيد وأقاربه وقبيلته في هذا المصاب الجلل، سائلين المولى عز وجل أن يخلفنا في مصيبتنا، ويعوض الأمة خيراً، ويلهمنا جميعاً الصبر الجميل».

وكان الشيخ «الضاري» من المعارضين الأشداء للاحتلال الأمريكي للعراق، كما عارض مشروع الحكومة المركزية بتقسم العراق إلى أقاليم، إذ رأى فيه «بأنه حل قاصر لن ينهي المشكلة الحقيقية التي يعاني منها أهل السنة، ولن يضع حدا لظلم ما تسمى الحكومة المركزية لاتي يظن البعض الن الأقاليم سيخلصهم من شرها». وذلك في حوار مع مجلة «المجتمع» الكويتية.

مولده

وُلد «الضاري» في قضاء أبو غريب التابع لمحافظة بغداد عام 1941، وهو أحد كبار علماء السنة في العراق، وكان يقيم في العاصمة الأردنية عمّان منذ عام 2007.

يحمل الشيخ «الضاري» شهادة الدكتوراه في الحديث النبوي، وكان من أكبر المناهضين للغزو الأميركي عام 2003 ولطريقة الحكم الحالية في العراق، خاصة رئيس الحكومة السابقة «نوري المالكي».

مواقفه السياسية

ودعا «الضاري» في أبريل/ نيسان 2012 الشعب العراقي إلى القيام بثورة شعبية سلمية ضد حكومة «نوري المالكي»، ووصف حينها رئيسَ الوزراء بـ«الاستبدادي والمغرور»، متهما إياه بالسعي إلى إنشاء دولة الحزب الواحد والشخص الواحد والمذهب الواحد مثلما هو الشأن في إيران، على حد تعبيره.

واعتبر حينها أن العراق محكوم لجهتين أجنبيتين هما الولايات المتحدة وإيران، وحذر من عواقب استمرار الهيمنة الأميركية والإيرانية على بلاده، كما انتقد سياسات «المالكي»، مشيرا إلى الفساد المالي وارتفاع نسبة البطالة في صفوف العراقيين وتدني مستوى عيشهم، واكتظاظ السجون بالنزلاء لا سيما أهل السنة، إضافة إلى الاعتقالات العشوائية والإعدامات والتهجير.

وخلال توليه أمانتها العامة، أصبحت هيئة علماء المسلمين -التي أسسها «الضاري» عقب الغزو الأمريكي للعراق- من بين أهم القوى العراقية المناهضة للاحتلال وللعملية السياسية وكذلك للطائفية ومشاريع الأقاليم الذي دعت إليه أطراف سنية، واعتبرت أنها مشاريع تفضي إلى تقسيم البلاد.

  كلمات مفتاحية

العراق حارث الضاري المالكي هيئة علماء المسلمين

الآلاف في عمّان يشيعون «الضاري» ”الأب الروحي لمقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق“

أمير قطر يوفد أخاه لتقديم واجب العزاء في وفاة الشيخ «حارث الضاري»

«حارث الضاري» في رحاب الله

هيئة علماء المسلمين العراقية تطلق مبادرة جديدة لـ«إنقاذ البلاد والمنطقة»