هيئة علماء المسلمين العراقية تطلق مبادرة جديدة لـ«إنقاذ البلاد والمنطقة»

الأحد 16 أغسطس 2015 10:08 ص

أطلقت هيئة علماء المسلمين في العراق، مساء أمس السبت، مبادرة «العراق الجامع» مؤكدة أنها الحل المناسب لإنقاذ العراق والمنطقة.

وجاء إطلاق تلك المبادرة في مؤتمر صحفي عقد في العاصمة الأردنية  عمّان، بحضور عدد من شيوخ العشائر العراقية المقيمين في الأردن وآخرين قدموا من الخارج، بحسب مراسل الأناضول.

وأعلن «مثنى حارث الضاري» الأمين العام الجديد للهيئة تفاصيل المبادرة التي تأتي كما قال «نتيجة ما يمر به العراق من منعطفات مفصلية في تاريخه المعاصر، ولما يشهده من وضع بالغ الخطورة ويحتاج إلى وعي تام بمجريات الأمور، وأثرها الكبير على حاضر العراق والعراقيين ومستقبلهم القريب والبعيد».

وتقوم المبادرة وفق «الضاري» على أربعة محددات، «الأول: الدعوة إلى لقاءات تشاورية موسعة بين القوى العراقية المناهضة للمشروع السياسي القائم في العراق، لغرض الاتفاق والتنسيق على مبادئ وثوابت مشروع العراق الجامع وتفعيلها».

وثانيها: «الدعوة إلى عقد سلسلة من الندوات الموسعة بين كفاءات ونخب المجتمع وقواه المدنية الفاعلة، وقادة الرأي والواجهات الاجتماعية، لتقريب وجهات النظر والوصول إلى رؤى متقاربة».

وثالثها «الدعوة إلى اجتماع شرائح وفئات مجتمعية مهمة في كيانات وعناوين، تمهيداً لمشاركتها في أي جهد عراقي جمعي قادم، ودعم رأي عام عراقي وتوسعته نحو حركة جماهيرية ناشطة».

ورابعها «الدعوة إلى عقد مؤتمر عام؛ لتأسيس إطار عراقي جامع، يكون عنواناً واحداً ينظم أفكار ومنطلقات القوى العراقية من خلال ميثاق للعمل المشترك، يقوم على أسس الوحدة».

«الضاري» أضاف أن «دواعي المبادرة تأتي بعد معاناة طويلة من تغول الحكومات المتعاقبة وأجهزتها القمعية، ومصادرتها لحق الشعب في المطالبة بحقوقه، واحتجاجه على السياسات الفاسدة والظالمة، وما تبعها اليوم من الثورة الشعبية، التي بدأت في محافظات العراق الجنوبية وانتقالها إلى العاصمة بغداد، بعد بروز حالة الإفلاس التي كان يحذر منها المتخصصون بسبب الفساد المستشري، وتداعياتها التي أتت على ما تبقى من جسد البلاد المتعب، الذي أنهكته السرقات، وتهريب الأموال، وتحكم أمراء الحرب فيه بمصائر الناس، ومستقبلهم».

وأشار «الضاري» إلى أن «مشروع العراق الجامع الذي تدعو له الهيئة؛ كفيل بالقضاء على الصراع في العراق ومبرراته، وكف يد كل القوى والجهات التي لا تريد للمنطقة أن تهدأ».

كما أوضح أن ذلك «سيكون بواسطة برامج حقيقية تمنح الجميع فرصا متساوية، وتقضي على الفوضى، وتبسط الأمن، وإرساء قواعد هذا المشروع، وتتضمن إزالة المخاوف التي تراود بعض أطياف وتنوعات المجتمع العراقي من الآثار التي قد تنتج عن التغيير، وتوسيع رقعة المشاركة الجماهيرية في مقاومة التدخل والنفوذ الخارجي الضار بالعراق ومواطنيه، وإقناعها بإمكانية توفير البديل، والتمسك باستقلال العراق التام ووحدة أراضيه والمحافظة على هويته، والالتزام بالنهج التعددي وحرية الرأي، واستبعاد آليات الانتقام السياسي وفسح المجال للعدالة».

وأكد أمين عام الهيئة أن «استلهام روح المقاومة، والانتفاضات والاعتصامات والثورات الشعبية؛ مهم وضروري في تحديد مسار الطريق نحو التغيير والخلاص».

«أصبح من المسلمات أن النظام السياسي القائم في بغداد لا يمثل العراقيين جميعاً، وأنه مصمم لخدمة مصالح أحزاب وجهات محددة، بعيداً عن مصالح الشعب، وأن تجربة مداها أكثر من ثلاث عشرة سنة فشلت فيها وجوه العملية السياسية المختلفة في إدارة شؤون العراق، وجلب الاستقرار له، والمحافظة على عناصر القوة فيه»، بحسب «الضاري».

واختتم «الضاري» تصريحاته بالقول إن «دول العالم ولاسيما الإقليمية منها؛ أمامها فرصة تاريخية لتكون طرفاً عادلاً وفاعلاً في إقناع المجتمع الدولي ورعاة العملية السياسية، بتصحيح المسار الخاطئ في العراق، وعدم الإصرار عليه، واعتماد سياسة جديدة تكون من أولوياتها عدم الوقوف في طريق القوى العراقية، التي تم تجاهلها من قبل عن عمد وعزلها، والإيحاء للعالم أنها غير موجودة، وهي القادرة على إنقاذ بلدها وبنائه بشكل صحيح».

وتأسست هيئة علماء المسلمين في خضم الغزو الأمريكي والغربي للعراق، وبعد أيام من سقوط النظام العراقي وتحديدا في الرابع عشر من أبريل/نيسان العام 2003، وإلى جانب نشاطها الديني من إفتاء ودعوة، بقي الهم السياسي جزءا أساسيا من اهتمام الهيئة وبياناتها بما يخص التطورات والصراعات السياسية على الساحة العراقية.

وتعرف الهيئة نفسها بأنها «كيان يضم مجموعة من العلماء المتخصصين بالشريعة يحملون مجموعة من المفاهيم والمقاييس والقناعات الإسلامية يعاونهم في ذلك المسلمون من أهل الاختصاص في العلوم الأخرى».

ومن أبرز من أسسوا هيئة علماء المسلمين: الشيخ «حارث الضاري» «توفي ودفن في الأردن في 12 آذار/مارس الماضي» وخلفه في رئاسة الهيئة نجله «مثنى» في مايو/أيار الماضي، كما تضم عدد من العلماء العراقيين ومنهم، الدكتور «بشار الفيضي»، والدكتور «محمد عبيد الكبيسي»، والشيخ «عدنان العاني».

وتشهد عدة مدن عراقية منذ الأول من أغسطس/آب الجاري سلسلة مظاهرات انطلقت من محافظات الجنوب ووصلت العاصمة بغداد، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وسوء الخدمات.

  كلمات مفتاحية

العراق الضاري هيئة علماء المسلمين الفساد إنقاذ

«ولايتي»: تطور مهم في علاقات سوريا والعراق وإيران خلال الأسبوع المقبل

الآلاف في عمّان يشيعون «الضاري» ”الأب الروحي لمقاومة الاحتلال الأمريكي للعراق“

وفاة الشيخ «حارث الضاري» أمين عام هيئة علماء المسلمين بالعراق

"مناطق القتل" في العراق .. تطهير طائفي وإحراق منازل وإعدامات ميدانية

مركز بحثي: احتجاجات العراق الفئوية تحولت إلى صراع في بيت السلطة