مستشار «ترامب» سرب لسفير الإمارات «معلومات حساسة»

الجمعة 29 يونيو 2018 02:06 ص

كشفت رسائل مسربة حديثا من البريد الإلكتروني للسفير الإماراتي بواشنطن «يوسف العتيبة» أن مستشارين مقربين من الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» كانوا على استعداد لتشارك معلومات داخلية حساسة حول تعيينات بالحكومة الأمريكية مع «العتيبة»، كما تعهدوا بأنهم سيبقون مصالح حكومته في قلب سياسة الإدارة الجديدة في الشرق الأوسط.

وبحسب موقع «ميدل إيست آي» الذي نشر الرسائل، فإن تلك المعلومات ستكون مفيدة للغاية للمحقق الخاص الأمريكي «روبرت مولر»، في تحقيقاته حول التدخل الأجنبي في الانتخابات الرئاسية الأمريكية والسياسات العليا للبلاد، حيث يحقق «مولر» حاليا في مدى وتأثير مساهمة السعودية والإمارات ماديا في حملة «ترامب» الرئاسية.

الرسائل الجديدة المسربة بين «العتيبة» و«توم براك»، أحد أبرز جامعي التبرعات لحملة «ترامب» الرئاسية، تشير إلى أن سفير الإمارات حاول الحصول على معلومات من «براك» حول تعيينات المناصب العليا التي كان ينوي ترامب القيام بها، خلال الفترة التي كان لا يزال فيها رئيساً منتخباً، مضيفة أن «براك» عرض جلب «ترامب» لمقابلة «العتيبة»، حينما كان الأول لا يزال مرشحا بالانتخابات الأمريكية، وذلك في أبريل/نيسان 2016.

تشير الرسائل أيضا إلى أنه تم تعديل برنامج الحزب الجمهوري الأمريكي لعام 2016، لكي لا يتضمن الدعوة إلى نشر الصفحات الـ28 حول التحقيق الأمريكي في أحداث 11 سبتمبر/أيلول.

ولفت «ميدل إيست آي» إلى أن تلك الرسائل كشفت جزءا مما حدث قبل ستة أشهر على الأقل من اللقاء بين ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، وكل من «مايكل فلين»، مستشار الأمن القومي السابق لـ«ترامب»، و«غاريد كوشنر»، صهر الرئيس الأمريكي، و«ستيف بانون»، في برج ترامب بنيويورك، وهو اللقاء الذي كانت صحيفة «واشنطن بوست» قد كشفت عنه سابقاً.

وبحسب الموقع، فإن العلاقة بين «توم براك» و«يوسف العتيبة» بدأت في 2009 بشأن صفقة حول عقار في ولاية كاليفورنيا، لكنها ازدهرت خلال الفترة التي كان فيها «دونالد ترامب» مرشحاً للرئاسة الأمريكية في عام 2016.

وكتب «براك» للسفير الإماراتي في واشنطن في 26 نيسان/أبريل 2016، قائلا: «سأكون سعيداً للقائك إذا كنتَ مهتما»، وأجاب «العتيبة»، الذي كان في أبوظبي حين تلقى الرسالة، بالقول إن «الارتباك حول ترامب كبير جداً، بسبب مقترحه بحظر دخول المسلمين»، لكن «براك» أصر على أن «ترامب» ليس معاديا للإسلام، وبالإمكان دفعه إلى التأني، فهو يحتاج إلى القليل من العقول العربية الذكية للتواصل معها».

وطوال فترة تواصل الرجلين عبر البريد الإلكتروني، واظب «توم براك»، على استخدام مصطلح «أجندتنا» و«منطقتنا»، عارضا على «العتيبة» أن يعرفه بـ«غاريد كوشنر»، قائلا له: «سوف تحبه، وهو يتفق مع أجندتنا».

من جهته، كان «العتيبة» متحمساً لتقديم المقربين من «ترامب» إلى قادته في الإمارات، بدءا من «طحنون بن زايد»، شقيق ولي عهد أبوظبي، ومستشاره للأمن الوطني.

وأجاب  «باراك» في 26 مايو/أيار 2016 على هذا التوجه بالاستحسان، قائلا في رسالة لـ«العتيبة»: «يوسف، قد يكون هذا الأمر أفضل شيء من الممكن أن نقوم به.. أعدك أنه سيكون بمقدورنا فعل الكثير، إذاً أنت وسموّه منحتماني ساعة من الوقت مع الرجل».

ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، تم حذف جزء من برنامج الحزب الجمهوري لعام 2016، يعتبر محرجاً للحكومة السعودية، ويدعو إلى نشر 28 صفحة من الوثائق التي تمّ جمعها خلال التحقيقات في أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، والتي تتضمن تورطاً لأعضاء من العائلة المالكة السعودية في تمويل المهاجمين.

وبعد أسبوع على فوز «ترامب» بالرئاسة، سأل «العتيبة»، «توم براك» حول «أي ترشيحات ممكنة» قد يقوم بها الرئيس الأمريكي الجديد بشأن المناصب المهمة في وزارتي الدفاع والخارجية، وفي المخابرات المركزية.

وفي 16 نوفمبر/تشرين الثاني، كتب «العتيبة» لـ«براك»: «إذا كان لديك أي معلومات حول مناصب تتعلق بوزارة الخارجية، وزارة الدفاع، سي آي إيه، ومستشارية الأمن القومي، سأكون ممتناً.. سأنقل المعلومات فقط لرؤسائي.. أي مؤشرات ستكون موضوع تقدير إذا أمكنني الإطلاع عليها».

وأجاب «براك» على هذه الرسالة: «نعم، لدي معلومات، ونحن نعمل على الترشيحات، وأنا أضع مصلحتنا في المنطقة في أعلى اعتبار. عندما تسمح لك الفرصة، لنتكلم عبر الهاتف».

وبعد خمسة أيام، سعى السفير الإماراتي لدى واشنطن، لتعيين «فران تاوسند»، مستشارة «جورج دبليو بوش» للأمن الداخلي ومحاربة الإرهاب، مديرة للاستخبارات الوطنية في إدارة «ترامب».

وفي هذا الإطار، كتب «العتيبة» لـ«توم براك»: «لقد التقيت بها ليلة أمس، وعلى الفور تنبهت إلى أنها ستكون ذات فائدة كبيرة لك. ستكون مديرة ممتازة للاستخبارات الوطنية، أو لوزارة الأمن الداخلي».

وبالفعل، في مايو/أيار 2017، أكدت «تاوسند» أنها من ضمن لائحة الأسماء المطروحة لإدارة وكالة «إف بي آي» بعد طرد «جيمس كومي».

وقال الموقع إن «توم براك» تم استجوابه من قبل فريق «روبرت مولر» في ديسمبر/كانون الثاني الماضي، حين سئل بشكل أساسي حول «بول مانافورت»، الذي رشحه ليكون مديرا لحملة «ترامب»، والذي وجه إليه تحقيق مولر التهم رسمياً بمحاولة الضغط على الشهود خلال تحقيقاته.

وفي يوليو/تموز 2016، بعد شهر واحد على تسلمه إدارة حملة ترامب، بعث «مانافورت» برسالة إلكترونية إلى «توم براك» كانت قد وصلته من مصدر داخل الحزب الجمهوري، حول حذف إشارة إلى التهم بتمويل سعودي لمنفذي اعتداءات 11 سبتمبر/أيلول 2001. ليعيد «براك» إرسال هذا البريد إلى «العتيبة»، ومعه عبارة «مهم وسري للغاية. أرجو عدم توزيعه».

وبحسب الرسائل المتبادلة، فقد تبين أن «توم براك» كان الوسيط الأبرز الذي تم عبره تقديم ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» إلى «دونالد ترامب».

وقد حاول «بن سلمان» لقاء «ترامب» للمرة الأولى عبر طلب مقابلة «مانافورت» في نيويورك، ومن ثم جرى الحديث حول أفضل قناة للتعرف إلى «ترامب».

وعندما تواصل سفير السعودية في واشنطن مع أحد المسؤولين في شركة «بلاك ستون» للاستثمارات، تحرك «براك» سريعاً لإجهاض هذا التواصل، وكتب إلى «مانافورت» قائلا: «بول.. اتصل بي. يجب أن يتعرف ترامب إلى بن سلمان من خلالنا، أريد أن أرسخ في ذهن ترامب هذا الارتباط بين الإمارات والسعودية الذي بدأناه مع غاريد».

وبحسب «ميدل إيست آي» تظهر صيغة الرسائل المسربة بين «العتيبة» و «براك» كيف أصبحا صديقين حميمين، حيث تبدأ مراسلتهما رسميا باسم «صاحب السعادة» وتنتهي بـ «مرحبا حبيبي».

وخلال إحدى الرسائل طلب «العتيبة» ترتيب لقاء بين زوجته «عبير العتيبة» ومصفف الشعر الخاص بـ «ميلانيا ترامب»، للحصول على دعمه واستشارته في خط أزياء أطلقته زوجة السفير الإماراتي بواشنطن.

ووفقًا لصحيفة «نيويورك تايمز»، فقد جمعت شركة «كولوني نورثستار» التابعة لـ«توم براك» أكثر من 7 مليارات دولار من الاستثمارات منذ فوز «ترامب» بترشيح الحزب الجمهوري ، وجاء 24% منها من منطقة الخليج.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الإمارات أمريكا ترامب العتيبة تسريبات العتيبة

السعودية والإمارات دفعتا 1.5 مليار دولار لتغيير أحد خطابات ترامب

اعتقال مستشار سابق لترامب للاشتباه بضلوعه في أنشطة لصالح الإمارات