«فورين بوليسي»: المضادات الحيوية تنهار أمام البكتيريا.. والعالم بخطر

الخميس 5 يوليو 2018 07:07 ص

«هل تأكلنا الجراثيم ونحن أحياء؟»، بهذا التساؤل المفزع عنونت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية تقريرا لها، يحذر من تزايد مخاطر مقاومة البكتيريا والفيروسات للمضادات الحيوية، مؤكدة أن البكتيريا طورت بشكل كبير قدراتها على مقاومة مختلف أنواع المضادات الحيوية.

وأضافت المجلة أن مبادرة الناس بتناول المضادات الحيوية، مثل البنسلين، لأمراض بسيطة مثل التهاب الحلق أو التهاب الجيوب الأنفية وغيرها هو أحد الأسباب الرئيسية لتوحش البكتيريا والفيروسات وتطوير نفسها للتكيف مع تلك المضادات، قائلة إن «هؤلاء الناس لا يدركون أن القيام بذلك يجعل العالم برمته أقل أمنا».

واعتبرت أن تطور البكتيريا للمضادات الحيوية تسارع بشكل مخيف خلال السنوات الأخيرة، وفقا للمبدأ الدارويني «البقاء للأقوى»، ورغم جهود الأطباء في وصف أدوية قوية لقتل هذه البكتيريا والفيروسات لكن الأخيرة توسع انتشارها وتكيفها مع تلك المضادات.

ولفتت «فورين بوليسي» إلى أن الأمم المتحدة وصفت زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية بأنها «أزمة لا يمكن تجاهلها»، وأوردت تحذيرات بريطانية من إمكانية وفاة 10 ملايين حالة سنويا بحلول عام 2050 بسبب هذا الأمر، ومعظم تلك الحالات ستموت بسبب أمراض عادية وبسيطة، لكن المضادات الحيوية لن تستطيع مقاومة البكتيريا والفيروسات المسببة لها، وذلك إذا لم يتم تسريع الأبحاث لتطوير فاعلية تلك المضادات.

وأكدت أن مقاومة البكتيريا والفيروسات للمضادات جعلت علاج الأمراض والجروح اليومية الشائعة أمرا أكثر صعوبة بالفعل.

وحذرت من أنه إذا ظلت البكتيريا تنمو بتطور أسرع من تطور المضادات الحيوية، فسيصبح علاج الأمراض الروتينية صعبا، وسيكون إجراء الجراحات البسيطة، مثل الولادات القيصرية واستئصال اللوزتين للأطفال أمرا مستحيلا دون حدوث مضاعفات بكتيرية تسبب عدوى مميتة، ما قد يعيد الطب خلال السنوات المقبلة إلى عهده البدائي.

وأوضحت «فورين بوليسي» أن الإفراط في وصف وتعاطي المضادات الحيوية جعل الطلب عليها أكبر من العرض، لاسيما بعد أن تسببت زيادات الدخول وتحسين الرعاية الصحية في تسهيل استخدام تلك المضادات، لكن الأمر بدأ يتجه نحو الإفراط، وللأسف لا يقتصر هذا الإفراط على الدول النامية فقط، بل المتقدمة أيضا.

ولفتت إلى إحصائية في عام 2016 قدرت بأن واحدا من كل ثلاثة وصفات للمضادات الحيوية في الولايات المتحدة غير ضرورية.

وقالت إنه نتيجة لتلك التطورات بدأت بعض الحكومات في اتخاذ إجراءات للحد من الإسراف باستخدام المضادات الحيوية، مثل الاتحاد الأوروبي الذي حظر استخدام المضادات الحيوية في أغراض غير علاجية، كإضافتها للعلف الحيواني من أجل تسريع نمو الماشية، علاوة على أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية باتت تتعامل بشكل صارم مع شيوع ثقافة وصفات المضادات الحيوية من بعض الأطباء وغير المختصين.

من ناحيتهما، أنشات الحكومتان الصينية والبريطانية صندوق أبحاث للمساعدة في تحفيز شركات الأدوية لتطوير مضادات حيوية جديدة.

واعتبرت «فورين بوليسي» أن الأمر بات يحتاج استراتيجية عالمية موحدة، على غرار تلك المتخذة حيال مشكلة التغير المناخي التي اجتمع العالم على حلها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

صحة أمراض مضادات حيوية بكتيريا فيروسات علاج طب فورين بوليسي

المضادات الحيوية للرضع تزيد خطر الإصابة بالحساسية في الطفولة

باحثون: عقار من القرون الوسطى يقضي على البكتيريا الخارقة