كشف بحث طبي أجراه فريق من الباحثين البريطانيين أن علاجا طبيعيا عمره ألف عام موجود في مخطوطة تعود لزمن القرون الوسطى ويتكون من البصل والثوم والنبيذ والأملاح الصفراوية، أظهر نجاحا في القضاء على البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية.

وقال الباحثون إن العلاج المعروف باسم "Bald's eyesalve" لديه القدرة على علاج عدوى الأغشية الحيوية، وهي مجتمعات البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية؛ مما يجعل علاجها أصعب بكثير.

وحسب تقدير الدراسة، فإن عدوى الأغشية الحيوية قد تكلّف المملكة المتحدة وحدها سنويا أكثر من مليار جنيه إسترليني؛ أي 1.3 مليار دولار.

وفي السنوات المقبلة، قد لا تكون لدينا القدرة على علاج العديد من الالتهابات التي كنا نستطيع أن نتغلب عليها بسبب مقاومة البكتيريا لعقاقير المضادات الحيوية الأكثر تطورا.

وبعد توقع أن تؤدي مقاومة العقاقير إلى 10 ملايين حالة وفاة سنويا بحلول 2050، يحاول العلماء البحث عن بدائل للمضادات الحيوية.

ويُحدّد علاج العصور الوسطى لأول مرة على أنه مساعد محتمل في المعركة ضد الجراثيم الخارقة، وألقت أحدث دراسة في مجلة "Scientific Reports" مزيدا من الضوء على كيفية عمله، وكيف يمكن تطبيقه عمليا.

وقالت عالمة الأحياء الدقيقة بكلية علوم الحياة بجامعة "وارويك" بالمملكة المتحدة ومؤلفة الدراسة "فريا هاريسون": "نعتقد أن العقار لديه القدرة على علاج عدوى القدم السكري على وجه التحديد، وهي بمثابة عدوى الأغشية الحيوية الفائقة والمقاومة للغاية. وتشكل عبئا صحيا واقتصاديا ضخما. وقد تصبح غير قابلة للعلاج".

وأشارت "هاريسون" إلى أن "هناك خطرا كبيرا من أن تكون قرح القدم السكري مقاومة تماما لأي علاج بالمضادات الحيوية. ثم هناك خطر الإصابة بإنتان الدم ... وينتهي الأمر ببتر القدم أو الجزء السفلي من الساق".

كانت الوصفة الطبية "Bald's eyesalve" من بين الوصفات للأدوية والمراهم والعلاجات المدونة في كتاب"Bald's Leechbook"، وهو كتاب إنجليزي قديم موجود في المكتبة البريطانية. ويعد واحدا من أقدم النصوص الطبية المعروفة.

وقالت "هاريسون" إن كل عنصر في الوصفة يحتوي على بعض النشاط المضاد للبكتيريا عند إجراء اختبار عليه في أنبوب اختبار. ويبدو تجميع عناصره منطقيا.

وأضافت: "كما أنها تستهدف بوضوح العدوى البكتيرية حسب وصف الأعراض المدونة في الكتاب".

وتحضر الوصفة باستخدام الثوم والبصل من محلات البقالة العادية أو محلات بيع الخضار، واستخدام النبيذ الأبيض الإنجليزي، بينما تأتي الأملاح الصفراوية من معدة الأبقار.

وجاء المشروع البحثي عن طريق الصدفة، بعد أن سمعت "هاريسون"، الشغوفة بتاريخ القرون الوسطى، عن الكتاب.

وتعاونت "هاريسون" مع زميلتها السابقة "كريستينا لي"، المتخصصة في اللغة الإنجليزية القديمة بجامعة نوتنجهام.