شهدت مناطق متفرقة من قطاع غزة، الثلاثاء، هطول أمطار غزيرة في ظل تواصل العدوان الإسرائيلي وقطع إمدادات المياه والكهرباء والوقود بشكل كامل، ما مثل بشرى سارة لآلاف العطشى في القطاع، الذين اضطروا إلى شرب مياه البحر خلال الأيام الماضية، ومفاقمة لمعاناة آلاف النازحين الذين فقدوا خيامهم جراء آثار المياه، وسط تحذيرات من أزمة إنسانية مع اقتراب موجات البرد الشديد.

وفي ظل غياب المقومات اللازمة للاحتماء من الأمطار، تفاقمت معاناة النازحين في المخيمات الواقعة في مناطق جنوب قطاع غزة، وهو ما وثقته مقاطع مصورة يظهر فيها غرق عدد من خيام النازحين في مدينة خانيونس.

يأتي ذلك وسط تواصل للعدوان الإسرائيلي الوحشي، وتدفق للنازحين من مناطق شمال قطاع غزة نحو الجنوب، فضلا عن تردي الأوضاع الإنسانية وغياب الرعاية الصحية وتحذيرات من انتشار الأمراض.

ويعاني النازحون في الخيام من انعدام وسائل التدفئة بسبب نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي بشكل كامل، فيما يتخوف الأهالي على أطفالهم من موجة البرد والأمطار التي تزداد حدتها مع دخول فصل الشتاء.

غير أن الأطفال أنفسهم بدوا في حالة سعادة بقدرتهم أخيرا على شرب "مياه حلوة" بعد أيام من اضطرار أسرهم إلى الشرب من مياه البحر المالحة.

وفي مقطع متداول، يظهر طفل وهو يحمل كأسا فارغة في محاولة لملئه من مياه الأمطار، قائلا: "الله عرف إننا بدنا نشرب فأنزل المطر"، وسط أزمة عطش غير مسبوقة في القطاع بسبب قطع الاحتلال خطوط المياه الرئيسية واستهدافه للخزانات في مختلف المناطق.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" قد أفادت بأن عدد النازحين في غزة جراء العدوان يقترب من 1.5 مليون شخص، يعيش حوالي 779 ألف منهم في 151 منشأة تابعة لها في أنحاء القطاع، فيما البقية في مرافق أخرى.

وفي السياق، يحذر مراقبون من كارثة وشيكة قد تضاف إلى قائمة معاناة النازحين الفلسطينيين مع اقتراب شهور البرد الشديد وانخفاض درجات الحرارة، فيما تفتقر مراكز الإيواء والمخيمات تحديدا لأبسط التجهيزات المناسبة للوقاية من البرد والأمطار.

ويشهد قطاع غزة كارثة إنسانية غير مسبوقة، في ظل تصاعد وحشية عدوان الاحتلال الإسرائيلي واستهدافه المستشفيات والأحياء السكنية بشكل متعمد، ما أسفر عن مجازر مروعة في حق المدنيين.

 ولليوم التاسع والثلاثين على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على غزة؛ في محاولة لإبادة أشكال الحياة كافة في القطاع، وتهجير سكانه قسريا، عبر تعمده استهداف المناطق والأحياء السكنية وقوافل النازحين والمستشفيات.

وارتفعت حصيلة الشهداء جراء العدوان الوحشي إلى أكثر من 11240 شهيدا؛ بينهم 4630 طفلا و3130 سيدة، فضلا عن إصابة ما يزيد على الـ 28 ألفا آخرين بجروح مختلفة، وفقا لأحدث أرقام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

((2))