تداعيات هلسنكي.. «ترامب» متهم بـ«العمالة لروسيا»

الثلاثاء 17 يوليو 2018 08:07 ص

«هل جندته المخابرات الروسية لاختراق البيت الأبيض؟».. سؤال استنكاري عبر به الكاتب الأمريكي الشهير «توماس فريدمان» بطرحه عن الحد الذي بلغته انتقادات الإعلام الأمريكي للرئيس «دونالد ترامب» بعد المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده، أمس الإثنين، مع نظيره الروسي «فلاديمير بوتين» بالعاصمة الفنلندية هلسنكي.

فقد رد «ترامب» على إثباتات المخابرات والمباحث الفيدرالية بشأن تدخل روسيا بالانتخابات الرئاسية الأخيرة بمهاجمة سلفه «باراك أوباما»، أو الديمقراطيين؛ دون الإجابة عن تقارير تدخُّل روسيا في العملية الديمقراطية، ما يعني إلقائه بنتائج عمل مؤسسات الدولة الأمريكية وراء ظهره، حسبما كتب «فريدمان» بصحيفة «نيويورك تايمز».

ورفض «ترامب»، خلال المؤتمر، القول بأنه يعتقد أن نتائج وكالات الاستخبارات الأمريكية تشير إلى تدخل روسيا في انتخابات الولايات المتحدة عام 2016، بعد أيام قليلة من اتهام وزارة العدل الأمريكية لـ 12 روسيا باختراق اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي وحملة مرشحتها  الرئاسية «هيلاري كلينتون».

واكتفى الرئيس الأمريكي بالتأكيد على أن إدارته ستتصدى بكل حزم لأي محاولة تدخل في الانتخابات الأمريكية 2018.

سماح مشترك

وفي المقابل، رد «بوتين» على اتهامات التدخل بالانتخابات الأمريكية بعرض عمل وكلاء الاستخبارات الروسية مع نظرائهم الأمريكيين للوصول إلى أصل هذه المسألة بشرط السماح لهم باستجواب أمريكيين في الولايات المتحدة مقابل أن تسمح روسيا بالأمر ذاته في موسكو.

هذا الموقف وصفه «فريدمان»، في مقاله بـ «المنحرف»، مؤكدا أنه جاء «خلافاً للمصالح الأمريكية وقيمها، ويؤدي إلى استنتاج واحد فقط؛ وهو أن ترامب ينتمي إلى المخابرات الروسية»، حسب تعبيره.

ويرى «فريدمان» في المواقف التي أبداها «ترامب»، خلال المؤتمر، إهانة لليمين التي أداها لتسلُّم منصبه، الذي يوجب عليه حماية والدفاع عن دستور الولايات المتحدة.

ولم يكن مقال «فريدمان» سوى تعبير عن عاصفة اجتاحت العديد من وسائل الأمريكية، خاصة بعد نشر «ترامب» لتغريدة عبر «تويتر» حمل فيها «الغباء الأمريكي» مسؤولية توتر العلاقات مع روسيا، في الساعات القليلة قبل مؤتمر هلسنكي.

استياء حزبي

وبلغ مدى العاصفة كواليس الحزبين الجمهوري والديمقراطي، عندما صرح رئيس الكونغرس «بول ريان» قائلا: «كان على الرئيس فهم أن روسيا ليست حليفتنا»، مؤكدا أنه «لا يوجد أية مقاربة أخلاقية بين الولايات المتحدة وروسيا».

 محتوى التصريح ذاته كرره زعيم الأغلبية الجمهورية في مجلس الشيوخ، «ميتش ماكونيل»، قائلا: «الروس ليسوا أصدقاءنا وأثق بتقييم مجتمعنا الأمني»، وفقا لما ترجمته صحيفة «القدس العربي» عن «نيويورك تايمز».

كما تساءلت زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب، «نانسي بيلوسي»، على «تويتر»: «في كل يوم اسأل نفسي: ما الذي يمسكه الروس على دونالد ترامب شخصيا هل هي أمور مالية أم سياسية؟ والإجابة على هذا السؤال هو الشيء الوحيد الذي يفسر سلوكه ورفضه للوقوف أمام بوتين».

رد الفعل

ولم يزد رد فعل «ترامب» على عاصفة الانتقادات، إلا قوة، بعدما كتب مغردا: «من المؤسف أن تكون التغطية الإعلامية بهذه الطريقة - الأخبار الزائفة صارت مجنونة!».

وإزاء ذلك، عقد «ترامب» مؤتمر صحفيا بواشنطن، الثلاثاء، قال فيه إنه «أساء التعبير في هلسنكي حول التدخل الروسي»، مؤكدا قبوله بمعلومات الاستخبارات الأمريكية في هذا الشأن.

لكن تداعيات العاصفة ظلت أكبر من التسكين بكلمات دبلوماسية، حسبما يرى مدير المخابرات المركزية الأمريكية السابق، «جون برينان»، الذي نقلته عنه «نيويورك تايمز» تجديد الدعوة إلى عزل «ترامب» من منصبه.

«برينان» وصف أداء «ترامب» في مؤتمر هلسنكي بأنه «يتجاوز حد الجريمة الكبرى»، مشيرا إلى أن ما جرى بالمؤتمر «لم يكن أقل من الخيانة»، حسب تعبيره.

  كلمات مفتاحية

أمريكا روسيا ترامب بوتين البيت الأبيض توماس فريدمان هلسنكي الاستخبارات الأمريكية هيلاري كلينتون عميل روسي نانسي بيلوسي

بعد لقائه «ترامب».. «بوتين» يؤكد فشل عزل روسيا

روسيا: نتفق مع «ترامب» أن «الغباء الأمريكي» سبب تدهور العلاقات