التحول الحاد الى اليمين العنصري يمنح نتنياهو الفوز في الانتخابات

الخميس 19 مارس 2015 04:03 ص

تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء بتشكيل ائتلاف حكومي جديد سريعا في أعقاب فوزه في الانتخابات الإسرائيلية نتيجة لحملة استندت الى التحول الى اليمين واجتذبت انتقادا فوريا من البيت الابيض.

ونكص نتنياهو في الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية عن التزامه السابق بالتفاوض على قيام دولة فلسطينية - كانت الاساس في عملية صنع السلام في الشرق الاوسط على مدى أكثر من عقدين - كما تعهد بالمضي قدما في بناء مستوطنات بالأراضي المحتلة. ومثل هذه السياسات تتحدى الرؤية الأساسية للتوصل لحل في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني التي يتبناها الرئيس الأمريكي باراك أوباما والرؤساء السابقين للولايات المتحدة من جمهوريين وديمقراطيين.

وبعد إحصاء كل الأصوات تقريبا يوم الأربعاء بلغ عدد المقاعد التي فاز بها حزب ليكود الذي ينتمي له نتنياهو 29 أو 30 مقعدا في الكنيست المكون من 120 مقعدا متقدما بفارق كبير على الاتحاد الصهيوني المعارض الذي حصد 24 مقعدا.

وجاءت القائمة العربية الموحدة في المركز الثالث.

ويمثل ذلك انتصارا غير متوقع لنتنياهو إذ أن آخر استطلاعات الرأي التي نشرت نتائجها قبل أربعة أيام من بدء التصويت أظهرت أن الاتحاد الصهيوني متقدم بفارق أربعة مقاعد على الليكود.

ويضمن فوز نتنياهو أن يمنحه الرئيس الفرصة الاولى لتشكيل حكومة. وإذا تمكن نتنياهو من تشكيل ائتلاف فسيقترب في فترته الرابعة في رئاسة الوزراء من أن يصبح صاحب أطول فترة في رئاسة الحكومة في تاريخ إسرائيل.

وقال نتنياهو خلال زيارته التقليدية بمناسبة فوزه للحائط الغربي في القدس "تأثرت بالمسؤولية التي كلفتني بها إسرائيل وأقدر قرار المواطنين الإسرائيلين انتخابي وأصدقائي رغم كل الصعاب وفي مواجهة كل القوى."

وقد يكون لتعهداته التي قدمها لخطب ود الناخبين المتشددين خلال الأيام الأخيرة من حملته الانتخابية عواقب كبيرة بينها زيادة الانقسامات مع الولايات المتحدة وأوروبا كما قد تشجع الفلسطينيين على اتخاذ خطوات من جانب واحد تجاه إقامة دولة في غياب أي احتمال لاستئناف المحادثات.

وانتقد البيت الابيض نتنياهو لتخليه عن التزامه بالتفاوض على قيام دولة فلسطينية وبسبب ما وصفه بأنه حملة بيانات "مثيرة للانقسام" موجهة ضد الاقلية من الناخبين العرب.

وأشارت واشنطن الى ان خلافاتها العميقة مع نتنياهو ستستمر بشأن قضايا تتراوح من صنع السلام في الشرق الاوسط الى الجهود الدبلوماسية الخاصة بالنشاط النووي لايران.

وأبدى صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين في محادثات السلام التي انهارت العام الماضي أسفه لفوز حملة انتخابية اعتمدت على المستوطنات والعنصرية والتمييز العنصري ونكران الحقوق الأساسية للشعب الفلسطيني.

وقال لإذاعة صوت فلسطين يوم الاربعاء "واضح جدا أن المجتمع الاسرائيلي صوت لدفن عملية السلام. صوت ضد خيار الدولتين. صوت لاستمرار الاحتلال والمستوطنات."

وقال حزب ليكود في بيان إن نتنياهو ينوي تشكيل حكومة جديدة في غضون أسابيع وإن المفاوضات بدأت بالفعل مع حزب البيت اليهودي المؤيد للاستيطان بزعامة نفتالي بينيت وجماعات دينية أخرى.

والحزب المهم الذي سيكون من الصعب استمالته هو حزب كولانا (كلنا) الوسطي بزعامة عضو ليكود السابق موشيه كحلون الذي فاز بعشرة مقاعد وهو ما يجعله الجانب المرجح بسبب قدرته على الانحياز إما الى نتنياهو أو المعارضة التي تمثل يسار الوسط.

وقال نتنياهو "الواقع لن ينتظرنا. فمواطنو إسرائيل يتوقعون منا أن نشكل بسرعة قيادة تعمل من أجلهم فيما يتعلق بالأمن والاقتصاد والمجتمع حسب ما التزمنا به - وهو ما سنفعله."

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية ان نواب حزب نتنياهو يجرون بالفعل محادثات تمهيدية مع شركاء الائتلاف المحتملين.

وقال الرئيس ريئوفين ريفلين انه سيبدأ مشاورات مع زعماء الاحزاب يوم الاحد في محاولة لتشكيل حكومة جديدة في أقرب وقت ممكن.

واعترف اسحق هرتزوج زعيم الاتحاد الصهيوني بهزيمته قائلا إنه اتصل بنتنياهو لتهنئته. وقال هرتزوج انه لن يسعى الى الانضمام لحكومة يتزعمها نتنياهو.

طريق شاق للمضي قدما

ورغم أن ليكود هو أكبر الأحزاب فمن المرجح أن تكون عملية تشكيل الائتلاف صعبة إذ أنه من المؤكد أن يثير الشركاء السياسيون المحتملون مجموعة من المطالب.

وبحصوله على تأييد التيار اليميني والفصائل الدينية وحزب كولانا (كلنا) يمكن أن يحصل نتنياهو على 67 مقعدا في البرلمان ليحقق الاغلبية.

وإذا حافظ نتنياهو على وعوده فسيضعه ذلك على مسار تصادمي مع إدارة أوباما والاتحاد الاوروبي الذي يدرس اتخاذ خطوات من بينها فرض عقوبات تجارية على إسرائيل بسبب سياسة الاستيطان.

والبيت الابيض غاضب بالفعل من نتنياهو بسبب الكلمة التي ألقاها في الكونجرس الامريكي تلبية لدعوة من المشرعين الجمهوريين في محاولة لتخريب المحادثات النووية التي تجريها الولايات المتحدة مع ايران.

ولم يسارع الرئيس باراك اوباما الى تهنئة نتنياهو بفوزه في الانتخابات وقال البيت الابيض ان مثل هذه المكالمة ستجري في الايام القادمة.

لكن المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست انتقد بعض تصريحات نتنياهو في لايام الاخيرة من حملته الانتخابية.

وقال ايرنست للصحفيين إن الادارة ستقيم نهجها بشأن عملية السلام في الشرق الاوسط بعد تصريحات نتنياهو الأخيرة عن أنه لن تقام دولة فلسطينية ما دام هو رئيسا للحكومة الاسرائيلية.

وركز نتنياهو أثناء معظم حملته الانتخابية على القضايا الامنية وخطر البرنامج النووي الايراني في رسالة لقيت صدى فيما يبدو لدى الناخبين.

وركز الاتحاد الصهيوني على القضايا الاجتماعية والاقتصادية التي شملت ارتفاع تكاليف المعيشة في اسرائيل وبدا ان رسالته خلقت قدرا كبيرا من القوة الدافعة.

لكن تحرك نتنياهو الى اليمين واللعب على مخاوف من انتشار الجماعات الاسلامية ووعده بعدم تقديم تنازلات للفلسطينيين واثارة المخاوف من الاحزاب العربية الاسرائيلية حفز قاعدته فيما يبدو الى التحرك.

وبالنسبة للفلسطينيين فان النتائج تسبب قلقا بالغا وتثير احتمالات المزيد من التوسع الاستيطاني على الاراضي التي يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم عليها في الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين بالاضافة الى قطاع غزة.

وفوز نتنياهو يثير تساؤلات حول ما يحدث بشأن ايران حيث أن أوباما مصمم فيما يبدو على المضي قدما في المفاوضات للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامج طهران النووي والزعيم الإسرائيلي مصمم على إحباط ما وصفه بأنه "اتفاق سيء للغاية".

وربما يخلق الفلسطينيون مشاكل بسرعة لنتنياهو عندما ينضمون الى المحكمة الجنائية الدولية في أول أبريل نيسان ويعتزمون توجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد اسرائيل بشأن احتلالها الضفة الغربية والحرب التي شنتها العام الماضي في غزة.

 

  كلمات مفتاحية

إسرائيل التحول الحاد اليمين العنصري نتنياهو فوز مفاجئ الانتخابات الدولة الفلسطينية الاستيطان

«القائمة العربية» تحصل علي المركز الثالث في انتخابات الكنيست بـ14 مقعدا

البيت الأبيض يوبخ «نتنياهو» الفائز في انتخابات (إسرائيل) بشأن سياسة الشرق الأوسط

الكنيست الإسرائيلي: 30 مقعدا لـ«الليكود» و24 لـ«الصهيوني» و13 لـ«العربية»

«نتنياهو» يتراجع عن رفض قيام دولة فلسطينية .. والبيت الأبيض يرد

«نتنياهو» يوقع اتفاقا مع حزب «شاس» اليميني لتشكيل ائتلاف