توالت ردود الفعل الخليجية والدولية المنددة بتفجيرات اليمن التي استهدفت أمس الجمعة مسجدين للحوثيين في العاصمة صنعاء، وأسفرت عن مقتل نحو 142 شخصا وإصابة أكثر من 350 آخرين، وسط دعوات إلى ضبط النفس وحل الخلافات بالحوار ووقف التصعيد.

إدانات خليجية

من جهتها، أدانت المملكة العربية السعودية هذه الاعتداءات الإرهابية التي اعتبرتها لن تؤدي إلا إلى مزيد من زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن».

وأفاد مصدر مسؤول بأنه صدر توجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، بإرسال المساعدات الطبية للجرحى، واستعداد المملكة لنقل من تستدعي حالته لتلقي العلاج في مراكز طبية في المملكة، وذلك للمصابين في الاعتداءات الإرهابية في كلٍ من صنعاء وعدن.

واختتم المصدر تصريحه بتأكيد المملكة على أهمية الاستجابة العاجلة من قبل كل الأطياف السياسية في اليمن الراغبين في المحافظة على أمن واستقرار اليمن للمشاركة في المؤتمر الذي سيتم عقده تحت مظلة مجلس التعاون في الرياض.

من ناحية أخرى، قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الكويتية مساء أمس إن «هذه الاعتداءات تهدف إلى النيل من استقرار اليمن الشقيق وزعزعة أمنه وجر شعبه إلى فتنة ستزيد من دمار بلادهم».

بدورها أعربت قطر عن «إدانتها واستنكارها الشديدين» للتفجيرات التي طالت مسجدي «بدر» و«الحاشوش» في العاصمة صنعاء، واعتبرت أنها تشكل «سابقة خطيرة وجريمة شنيعة لا دين لها، وتتنافى مع كافة القيم والأخلاق والمبادئ الإسلامية»، داعية كافة الأطراف إلى سرعة استكمال الحوار والتمسك بالمبادرة الخليجية.

كما أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية «نبيل العربي»، التفجيرات، معتبرا أنها «تهدف إلى إشعال نار الفتنة وتعطيل المساعي المبذولة  للعودة إلى مسار العملية السياسية».

ودعا «إرنست» الحوثيين والرئيس المخلوع «علي عبد الله صالح» إلى وقف كل العمليات والأنشطة التي من شأنها التحريض على العنف وتقويض عمل الرئيس الشرعي، كما دعا الأطراف اليمنية كافة للحوار.من جهته، أدان الأمين العام للأمم المتحدة «بان كي مون» ما وصفها بالهجمات الإرهابية في المساجد باليمن، ودعا في تصريح للمتحدث الرسمي باسمه فرحان حاج جميع الأطراف اليمنية لإنهاء «العداءات» والالتزام بتعهداتها لحل الاختلافات بالوسائل السلمية والانخراط بصدق في عملية الحوار التي ترعاها الأمم المتحدة.

كما أدان الاتحاد الأوروبي التفجيرات، وأكد التزامه بمواصلة دعم اليمن في انتقاله الديمقراطي.

وفي بيان صحفي عقب القمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل، اعتبر الاتحاد التفجيرات التي وقعت في اليمن والاشتباكات الذي شهدتها عدن «تهدف بشكل واضح إلى عرقلة عملية الانتقال الديمقراطي في اليمن»، داعيا جميع الأطراف اليمنية إلى العودة للحوار والمفاوضات الشاملة، لا سيما التي ترعاها الأمم المتحدة.

على صعيد متصل، أدانت فرنسا في بيان صادر عن الخارجية التفجيرات التي استهدفت مسجدين في صنعاء، وشددت على وقوفها إلى جانب اليمن في محاربته الإرهاب ودعمها للجهود التي يقوم بها المبعوث الأممي لليمن «جمال بن عمر» بغرض إيجاد حل للأزمة.

وكان الرئيس اليمني «عبدربه منصور هادي»، قد أدان مساء أمس التفجيرات التي استهدفت مسجدي «بدر» و«الحاشوش» بالعاصمة صنعاء التابعين للحوثيين، وأكد أن «مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية ومن يقف وراءهم قد تجردوا من كل القيم الأخلاقية والإنسانية، ولا تربطهم بديننا الإسلامي الحنيف وتعاليمه ومبادئه السمحاء وكل الأديان السماوية أي صلة».

وفي برقية عزاء لذوي الضحايا، قال «هادي»: «لا يقدم على ارتكاب مثل هذه الأعمال البشعة إلا أعداء الحياة المجرمون الذين أدمنوا القتل والدمار وسفك دماء الأبرياء، من أبناء شعبنا عسكريين كانوا أو مدنيين دون أي ضمير أو رادع ديني أو أخلاقي، بغية زعزعة أمن واستقرار الوطن في ظل ظروف بالغة التعقيد والخطورة يراد من خلالها جر البلاد إلى أتون الفوضى والعنف والاقتتال».

يذكر أن تنظيم «الدولة الإسلامية» تبني، أمس الجمعة، تفجيرات صنعاء التي استهدفت مسجدي «بدر» و«الحاشوش»، والتي راح ضحيتها أكثر من 142 شخصا بينهم  المرجع الحوثي البارز «المرتضى المحطوري»، كما أصيب نحو 350 آخرين بينهم  القياديين الحوثيين «طه المتوكل» و«خالد المداني».