السعودية تحتل الترتيب الثالث للمتبرعين لجمعية «كلينتون» الأمريكية

الأحد 22 مارس 2015 07:03 ص

تستمر وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، هيلاري كلينتون، ومؤسستها الخيرية، بالتورط في القضايا الأخلاقية، بينما تستعد لإطلاق حملة الديمقراطيين لانتخابات الرئاسة في عام 2016.

وكشفت وكالة رويترز للأنباء الخميس الماضي، بأن مؤسسة «كلينتون» الخيرية لم تلتزم باتفاق عقدته «هيلاري كلينتون» مع البيت الأبيض حين كانت تعمل في وزارة الخارجية لتجنب تضارب محتمل في المصالح. وكانت «كلينتون» قد وعدت بالكشف عن كل الجهات المانحة لمنظمتها غير الربحية، إلا أن ذلك لم يتحقق على أرض الواقع بالشكل المطلوب.

وقال تقرير الوكالة: «ردًا على أسئلة من رويترز، أكد مسؤولون في مبادرة كلينتون الصحية (CHAI) والجمعية الخيرية أنه لم يتم نشر قائمة كاملة بالجهات المانحة لجمعيات كلينتون الخيرية منذ عام 2010، وقد تم عزل CHAI ككيان قانوني مستقل في تلك السنة، ولكنّ المسؤولين اعترفوا بأنها لا تزال تخضع لاتفاق الكشف مثلها مثل الجمعية الخيرية».

واعترفت المتحدثة باسم «CHAI»، «مورا دالي»، بأن منظمتها ارتكبت خطأ، وقالت في تصريح لـ«رويترز»«عدم القيام بذلك حدث سهوًا».

ويأتي هذا التقرير بعد تقرير آخر نشرته صحيفة واشنطن بوست في فبراير/شباط، قال بأن مؤسسة «بيل، هيلاري، وتشيلسي كلينتون»، الخيرية، لم تلتزم باتفاق مع البيت الأبيض للحد من المساهمات الخارجية.

وبدلًا من ذلك، حصلت الجمعية على هدية بقيمة نصف مليون دولار من الجزائر، في نفس الوقت الذي كانت فيه هذه الدولة تضغط بنشاط على وزارة الخارجية بشأن قضايا حقوق الإنسان.

ووفقا للوكالة، تثير هذه الحقائق الجديدة أيضًا أسئلة حول ما إذا كانت وزارة الخارجية قادرة على مراجعة تبرعات الحكومات الأجنبية لمنظمة «CHAI»، التي يتجاوز إنفاقها ما تنفقه جميع المنظمات الخيرية الأخرى مجتمعة، ويقال إن العديد من الحكومات الأجنبية تبرعت بعشرات الملايين من الدولارات للمنظمة بينما كانت «كلينتون» وزيرةً للخارجية بين عامي 2009 و2013.

في خضمّ ذلك، سعى مساعدو «كلينتون» ومسؤولو جمعيتها الخيرية إلى التقليل من شأن هذه التطورات، مشيرين بدلا من ذلك إلى العمل الإيجابي الذي تقوم به الجمعية في جميع أنحاء العالم. وذلك فيما رفض متحدث باسم «كلينتون» التعليق لـ«رويترز»، كما لم تستجب «كلينتون» ومؤسستها لطلب «بزنس إنسايدر» بالحصول على تعليق.

وتسلط هذه الفضيحة الأخلاقية الضوء على مصدر مستمر آخر للجدل حول «كلينتون» وحملتها لانتخابات الرئاسة، وهو المال، حيث تعرضت وزيرة الخارجية السابقة لانتقادات شديدة لسماحها لمؤسستها بأخذ المساهمات من الحكومات القمعية، وبالإضافة إلى الجزائر، تلقت الجمعية الملايين من الدولارات من مصادر مشكوك فيها، مثل المملكة العربية السعودية، وقطر، والإمارات العربية المتحدة، والصين.

وبالإضافة إلى ذلك، واصلت «كلينتون» في الآونة الأخيرة إلقاء الخطب المدفوعة الأجر بطريقة مثيرة للجدل، ويقال إنها تتلقى ما يقدر بـ 300 ألف دولار عن كل خطاب.

وقد طالبت القيادات الطلابية في جامعة لاس فيغاس علنًا، ​​«كلينتون» لإعادة الـ 225 ألف دولار، التي يقال إنها تلقتها مقابل التحدث في الجامعة في أكتوبر/تشرين الأول.

وقال استراتيجيون من كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري لـ«بزنس إنسايدر» إن كلينتون يجب أن تكون قلقة إزاء الأضرار التي قد تلحقها هذه الروايات بحملتها الانتخابية القادمة، كما قال ناشط ديمقراطي في فبراير/شباط الماضي، إن «قبول التبرعات الأجنبية هو صراع كبير للمصالح»، ووصفه بأنه «خط الهجوم الذي يجب أن يبقي هيلاري مستيقظة ليلًا».

وبعد كشف «واشنطن بوست» في الشهر الماضي للقصة السالف ذكرها، ذهبت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري إلى ما هو أبعد من ذلك، لتقول إن هذه المعلومات يجب أن تكون «سببًا لرفض ترشيح كلينتون»، وانتقد رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري في بيان حينها، ما أسماه بـ «هوس كلينتون بالمال».

وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» إن الأمير «تركي الفيصل»، وهو السفير السابق في الولايات المتحدة وعضو في العائلة المالكة السعودية، حضر الاجتماعات السنوية لمبادرة «كلينتون» العالمية، وقد بدأ تبرعات لها في عام 2013 و2014، على الرغم من أن التواريخ الدقيقة غير متوفرة.

وأضافت الصحيفة أن الأمير «تركي» التقى مع «بيل كلينتون» منذ عقود عندما كان كلاهما طالبا في جامعة «جورج تاون»، ولم يستجب مدير مكتب الأمير «تركي» لرسائل البريد الإلكتروني التي طلبت منه التعليق على القضية.

والمانح الآخر، هو الشيخ «محمد العمودي»، وهو مهاجر إثيوبي إلى المملكة العربية السعودية تبرع بما بين 5 ملايين و10 ملايين دولار، بعضها حين كانت «كلينتون» في وزارة الخارجية.

وقد شيّد «العمودي» إمبراطورية من شركات البناء والزراعة والطاقة في المملكة العربية السعودية وإثيوبيا، وهو أحد المشاركين في برنامج الملك عبد الله للأمن الغذائي في المملكة العربية السعودية.

وقال محامي «العمودي» الأمريكي، «جورج سالم»، في وقت سابق، إن موكله «هو مواطن سعودي، وليس مسؤولًا حكوميًا في المملكة العربية السعودية»، مضيفا أنّه لم يكن هناك ما يثير الريبة حول التبرع، الذي كان لمكافحة الإيدز في إثيوبيا.

وقد جاءت المملكة العربية السعودية في المرتبة الثالثة بين المتبرعين الأجانب لمنظمة «كلينتون» الخيرية بـ 7.3 مليون دولار، بينما كان إجمالي المبالغ التي تبرع بها أفراد من الإمارات العربية المتحدة 1.4 مليون دولار.

  كلمات مفتاحية

السعودية الولايات المتحدة هيلاري كليتون

«كلينتون» يعترف بحصول مؤسسته الخيرية على أموال من الإمارات والسعودية

مؤسسة «كلينتون» لن تقبل المنح مجددا من المملكة العربية السعودية

الملك «سلمان» يوجه بتقديم 500 ألف دولار لدعم مبادرة إنسانية من شباب المملكة

«كلينتون» و«ترامب» يتقدمان في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأمريكية

رسميا.. «هيلاري كلينتون» مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية

لماذا تتبرع أنظمة خليجية بالملايين لـ«مؤسسة كلينتون»؟