«السيسي»: لن ندير ظهرنا لأمريكا وإذا أعطاني العالم دعما سأسمح بالتظاهر ليل نهار

الأحد 22 مارس 2015 03:03 ص

أجري الصحفي «بيرت ستيفنز» حوارا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي في صحيفة «وول ستريت جورنال»، وصفه كثيرون أنه حرص خلاله على تلميع وإبراز شخصية «السيسي»، حيث وصفه بأنه «المصلح المنتظر للإسلام»، الذي يري أنه مهمته هي إصلاح العالم، ووصفه بأنه«الجنرال الذي لقن العالم درسًا في الفرق بين التدين والتطرف».

وحرصت الصحيفة علي نشر صورة تعبيرية مصحوبة مع الحوار،  يظهر خلالها «السيسي» على خلفية مقتطعة لخريطة جمهورية مصر العربية، وملونة بألوان بعلم مصر.

وعمل «بيرت ستيفنز»، الذي أجري الحوار مع «السيسي» في جريدة «وول ستريت جورنال»، كرئيسًا لتحرير صحيفة «جيروزاليم بوست» الصهيونية في الفترة من عام 2002 حتى 2004 قبل أن ينتقل للعمل بالصحفية الأمريكية، وهو ما يفسر، وفقًا للكثيرين،  رغبته في إظهار «السيسي» بمظهر جيد، في ظل العلاقات الوطيدة التي تجمع إسرائيل بنظام «السيسي» والتي سبق أن أكد عليها الطرفان في أكثر من مناسبة.

وفي حواره مع «ستيفنز» الذي جاء بعنوان «المصلح غير المحتمل للإسلام»، واصل «السيسي» إطلاق تصريحاته المثيرة للجدل حول الدين حيث قال إن «الإسلام لم يقل إن المسلمين فقط سيذهبون إلى الجنة والآخرين إلى النار»، واعتبر أن مهمته الشخصية هي إنقاذ مصر، حتى وهو يصر على أنه «ليست لديه نية ليصبح رئيسا مدى الحياة»، حيث أكد أن أكبر خطأ ارتكبه الرئيس السابق «حسني مبارك»، أنه «مكث في السلطة لفترة طويلة».

وجاء على لسان «السيسي» قوله: «الدين الإسلامي الحقيقي يمنح الحرية المطلقة للشعب كله في أن يعتقد أو لا يعتقد، الإسلام لا يأمر أبدا بقتل الآخرين لأنهم لا يعتنقونه، ولا يمنح المسلمين حق فرض معتقداتهم على العالم كله، ولا يقول الإسلام إن المسلمين فقط سيذهبون إلى الجنة والآخرين إلى الجحيم».

وقال إن «هناك سوء فهم للإسلام الحقيقي، فالدين يحميه روحه وليس البشر، فالبشر يأخذون روح الدين ويحرفونها يمينا وشمالا»، وفي رد على سؤال حول ما إذا كان ذلك يعني أن جماعة الإخوان عبارة عن مجموعة من المسلمين السيئين، أجاب: «إنها الأيديولوجية والأفكار»، وأضاف وهو يشير بإصبعه للتأكيد «نحن لسنا آلهة على الأرض، وليس لدينا الحق في التصرف باسم الله».

ووصف الصحفي الصهيوني، «السيسي»، بعد انقلابه علي الرئيس «محمد مرسى» وعزله من منصبه في يوليو 2013، بقوله «كان من غير الواضح، حينئذ، أن السيسي سيكون فيما بعد أبرز مدافع في العالم عن الإسلام المعتدل وإصلاح الخطاب الديني».

وأشارت الصحيفة إلى لقاء «السيسي» مع رجال الدين في جامعة الأزهر في القاهرة للمطالبة بـ«ثورة» في الإسلام، واعتباره أن «هذا لن يكون بالأمر السهل»، وأضاف «الشيء الأكثر صعوبة للقيام به هو تغيير الخطاب الديني، وتحقيق تحول في كيفية توظيف الناس لدينهم»، «لا تتخيل أن النتائج ستظهر في غضون بضعة أشهر أو سنوات، لقد تم غرس مفاهيم خاطئة متطرفة (عن الإسلام) قبل 100 عام . والآن يمكننا أن نرى النتائج».

وأضافت الصحيفة: «هذا لا يعني أنه (السيسي) لا يعتقد أنها قابلة للتنفيذ، فالتعاطف الشعبى مع خلط الدين في السياسة كان يهيمن على المشهد بأكمله في مصر لسنوات، لكن هذا لم يعد له وجود حاليًا، وهذا ما أصفه بالتغيير الاستراتيجي».

وأضافت الصحيفة أن «ما أحضر جماعة الإخوان المسلمين إلى السلطة كان التعاطف المصري مع مفهوم الدين؛ حيث كان يعتقد المصريون أن الإخوان دعاة الإسلام الحقيقي، لكن كانت السنوات الثلاث الماضية اختبارًا حاسمًا لأولئك الناس الذين كانوا يروجون الأفكار الدينية، لقد اختبر المصريون بأنفسهم الأمر وتوصلوا إلى أن أولائك الناس لا يستحقون التعاطف»، بحسب «ستيفنز».

لن ندير ظهورنا لواشنطن

وبعد ان استعرض الصحفي الصهيوني تاريخ «السيسي» في أمريكا عندما تعمل وتدرب هناك علي عكس قادة مصر العسكريين القدامى الذين تدربوا في الاتحاد السوفيتي ، عقب بأن «السيسي» ذكر خلال الحوار أنه «لا يعتزم تعديل السياسة الخارجية التي تنتهجها مصر حيال الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك على الرغم من لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومشتريات الأسلحة من روسيا، والحصول على مساعدتها فى إقامة أول مفاعل نووي في البلاد».

وأكد «السيسي»: «إن بلدا مثل مصر لن تضر قط بالعلاقات الثنائية، لن نتصرف أبدا بحماقة»، نافيا أن تكون الولايات المتحدة قد علقت تسليم مقاتلات (إف - 16) بسبب الإطاحة بـ«مرسي».

وأضاف بقوله: «لا يمكن حصر علاقتنا مع الولايات المتحدة على قضايا تسليم الأسلحة، نحن متحمسون لعلاقة استراتيجية مع واشنطن فوق كل شيء، كما أننا لن ندير ظهورنا لواشنطن أبدا حتى لو فعلت هى».

 الظروف لا تسمح

وحول علاقته بالليبراليين الذين لا يسمح لهم بحرية التعبير والتظاهر رغم دعمهم له، تابع «السيسي»: «رسالتي لليبراليين، إنني حريص على تحقيق كل آمالكم، لكن الوضع في مصر يطغى على كل شيء»، وقال: «إذا وفر لي العالم دعما سأسمح بالتظاهر ليل نهار».

وعرج «السيسي» إلى قضية صحفي الجزيرة، مشيرا إلى أنها تسببت في الإضرار بسمعة مصر برغم وجود المئات من المراسلين الدوليين الذين يعملون بحرية في مصر، بحسب قوله.

وأضاف «السيسي»: «في السنوات الأربع الماضية تضاعف الدين الداخلي إلى 300 مليار دولار، لا يمكن فصل ذلك عن ردي على السؤال المتعلق بالليبراليين وخيبة أملهم، فنحن لا نملك ترف القتال والخلاف وإضاعة وقتنا في مناقشة قضايا من هذا القبيل، فنحن بلد يحتاج الأمن والنظام للحفاظ على وجوده».

كما شدد «السيسي» على أن أمن دول الخليج أمر لا غنى عنه لأمن مصر، كما اتهم الغرب باستخدام القوة العسكرية دون مراعاة العواقب وضرب مثالا على ذلك بأن ما يحدث في ليبيا حاليا هو نتيجة لتدخل قوات حلف شمال الأطلنطي للقضاء على نظام العقيد الراحل «معمر القذافي» وهذا هو نفسه ما حدث عندما غزت أمريكا العراق، فكانت النتيجة فوضى وتطرف وإرهاب، بحسب رأيه.

وتابع «السيسي» بأن الولايات المتحدة تمتلك القوة، ومع القوة تأتي المسئولية، لذلك لديها مسؤوليات تجاه العالم كله. «ليس من المعقول أو المقبول أنه في ظل قوتها أن تتخلى أمريكا عن مسئولياتها تجاه الشرق الأوسط الذي يمر بوقت عصيب».

  كلمات مفتاحية

السيسي وول ستريت جوربال اعتقالات قانون التظاهر الانقلاب العسكري

«السيسي» لـ«واشنطن بوست»: الثقة متبادلة بيننا وبين إسرائيل .. والإخوان هم الأب الروحي للإرهاب

«السيسي» يستبق المؤتمر الاقتصادي بإعفاءات ضريبية للمستثمرين ويمنحهم حق تملك الأراضي

خليجيون تعليقا على تسريب مكتب «السيسي»: أعيدوا إلينا أموالنا

«فاينانشيال تايمز»: «التسريبات الغامضة الأخيرة هزَّت حكام مصر»

السيسي لـ«سكاي نيوز»: حق التظاهر مكفول للجميع والمصالحة مع الإخوان يقررها الشعب

«ديلي بيست»: «السيسي» يلجأ إلى مشروعات عملاقة غير واقعية لتجنب المعارضة الشعبية

قانون التظاهر المصري... مخالفات دستورية بررت قمع المحتجين