قالت صحيفة «فاينانشال تايمز» إن «التسريبات الغامضة، التي نُشِرَت على الإنترنت، وبُثَّت على القنوات الإسلامية المعارضة للنظام، هزَّت حكام مصر».
وأوضت الصحيفة البريطانية في تقرير حديث لها أن التسريبات الأخيرة التي كشفت تطلع الجيش المصري للاستحواذ على أموال الخليج، أوضحت أنها كشفت عمليات تزوير صريحة.
وأضافت الصحيفة: «تشير التسريبات الصوتية الأحدث من داخل دائرة القيادة المصرية، والتي لم يتسن التأكد من صحتها، إلى رؤية تتسم بالازدراء من مسؤولين مصريين بارزين تجاه الرعاة الخليجيين، بالرغم من سعيهم للحصول على مساعداتهم المالية».
ويظهر التسجيل الصوتي الذي بُثَّ السبت الماضي، الرئيس «السيسي»، وقتما كان وزيرا للدفاع، مع اثنين من مساعديه، وهم يتناقشون حول سبل إقناع قادة الخليج في السعودية والإمارات والكويت بتقديم مليارات الدولارات من المساعدات.
وبحسب التسريبات، قال «عباس كامل» مدير مكتب «السيسي» إنه لا ينبغي «الفصال» مع «أنصاف دول»، مستنكرًا مخاوف دولة خليجية من وجود بعض معايير المحاسبة بشأن المساعدات لمصر.
وأضاف «عباس»: «مانا ورايا شعب جعان ومتنيل بنيلة وظروفي أنيل، وأنتو اللي عايشين حياتكوا بالطول والعرض وفلوسكوا متلتلة قد كده».
وتعليقًا على التسريبات، ذكرت «فاينانشال تايمز» إن «مسؤولين مصريين أحالوها إلى تصريح تلفزيوني لرئيس الوزراء إبراهيم محلب يوم السبت؛ ندد ببث التسريبات»، مستدركة: «لكنه لم يتطرق إلى صحتها».
هذا واقتبست الصحيفة من التسريبات وصف دول الخليج بأنها «أنصاف دول»، والشعب المصري بأنه «جعان ومتنيل بنيلة»، وأموال الخليج بأنها «زي الرز»، فيما حظي أمير قطر بالنصيب الأوفر من الإهانة، مشيرةً إلى أن «جنرالات مصر يخوضون معركة منذ 2013 ضد أنصار الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي».
وأضافت الصحيفة أنه «كما أظهرت تسريبات سابقة تلاعب نخبة الأجهزة الأمنية المصرية في الوثائق والإجراءات القانونية؛ لضمان استمرار احتجاز السيد «مرسي»، والتدخل في شؤون القضاء، على خلاف ما يُعلِنونه بشأن استقلاله، والتواطؤ مع الصحفيين الموالين في القنوات التلفزيونية الخاصة والتابعة للدولة».
هذا ووُصفت التسريبات على نحو غير رسمي بأنها «تزوير صريح، وتلاعب إلكتروني، وتجميع متطور لمعلومات استخبارتية من دول أخرى».
وزعمت تسريبات سابقة تلاعب أعضاء من الصفوة الأمنية في وثائق قضائية للتيقن من استمرار حبس «مرسي»، والتدخل في القضاء الذي يمدحونه علنا ويصفونه بالمستقل، والتواطؤ مع إعلاميين في قنوات خاصة وحكومية.
من جانبه، قال «كورت ديبوف»، المحلل في الشأن المصري، ومؤلف كتاب عن الثورات العربية، إن التسريبات، إذا كانت حقيقية «توضح إحباط الجيش المصري»، وأضاف: «إنهم يشعرون بالإذلال لاضطرارهم إلى طلب أموال من الخليج، في الوقت الذي ينظرون إلي دوله نظرة دونية». وتابع بقوله «بدون أموال الخليج، تنكسر مصر، وهم يعرفون ذلك..سيتطلب الأمر الكثير من الرسائل الدبلوماسية لإعادة العلاقة إلى طبيعتها..سواء كانت التسريبات حقيقية أم لا فيجب أن تنزعج دول الخليج، بعد كافة المليارات التي قدموها، وما زالوا يتكبدون المزيد».
وتشير «فينانشال تايمز» أنه ربما أشد التسريبات اشتعالا هي تلك التي تظهر «السيسي» وهو يقترح تحويل مساعدات من دول الخليج إلى حسابات الجيش، بالرغم من عدم وجود إيحاءات لاستفادته شخصيا من الأموال، حيث قال: «نحتاج 10 من السعودية تودع في حساب الجيش، و10 من الإمارات و10 من الكويت..وقرشين في البنك المركزي».
فيما رد «عباس كامل» ضاحكًا قائلا: «هيغمى عليه»، وأجاب «السيسي»: «دول عندهم فلوس زي الرز».