«السيسي»: لم يصدر من مصر أي تصريح رسمي فيه إساءة ضد قطر وتركيا

السبت 28 فبراير 2015 03:02 ص

قال الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، اليوم السبت: إنه لم يصدر من مصر أي تصريح رسمي فيه إساءة ضد قطر وتركيا، وإنه يؤمن بأن «البقاء للعلاقات بين الشعوب».

وأوضح «السيسي» في مقابلة نشرتها صحيفة «الشرق الأوسط» «أننا نثق في أشقائنا في الخليج وفي أصالة مواقفهم المشرفة إزاء مصر وشعبها، ونتطلع إلى مساهماتهم الفاعلة بدعم المؤتمر الاقتصادي» المزمع عقده منتصف مارس/ آذار المقبل.

وكشف أن مباحثاته المرتقبة مع العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبد العزيز» خلال زيارته للرياض غدا الأحد، ستكون «هامة وبنّاءة»، وستبحث «كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، إلى جانب التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب»، وأضاف: «ننظر دون شك للعلاقة مع العاهل السعودي نظرة تحمل كل تقدير واحترام، ولن تنسى له مصر مواقفه المشرفة تجاهها».

العلاقة مع تركيا وقطر

وعن العلاقات مع تركيا وقطر، نفى «السيسي» صدور أي إساءة رسمية من مصر لأي من الدولتين، وخاطب محاوره قائلا: «قدّم لي تصريحاً رسمياً واحداً صدر منا فيه إساءة ضد أي من الدولتين، قطر وتركيا، بكل تأكيد لن تجد تصريحاً سلبياً واحداً».

وبشأن اعتذاره لأمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، عن أي إساءات صدرت ضد والدته الشيخة «موزا بنت ناصر» في الإعلام المصري، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (سبتمبر/ أيلول الماضي)، قال «السيسي»: «فعلاً اعتذرت عن ذلك.. لماذا؟ لأنه لا يمكن الإساءة إلى المرأة العربية بأي شكل من الأشكال، ولذلك أنا قلت لأمير قطر: من فضلك بلغها عني الاعتذار لأنني لا أقبل مثل هذه الإساءات، ليس إلى سيدة من قطر فقط، وإنما إلى أي سيدة من أي مكان في العالم».

اتفاق الرياض

وبشأن المصالحة مع قطر واتفاق الرياض، أوضح الرئيس المصري: «كنا، ولا زلنا ملتزمين باتفاق الرياض، وذلك تقديراً للسعودية ودورها العربي الكبير».

وبموجب اتفاق الرياض التكميلي في 16 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، قررت السعودية والإمارات والبحرين «عودة سفرائها إلى دولة قطر»، بعد نحو 8 شهور من سحبهم.

وتابع: «نحن لا نريد شيئاً (من قطر)، هناك إرادة شعب، ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر، ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد، والسؤال هو من المستفيد من دعم سقوط مصر؟ ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله سوف تدخل المنطقة في صراع لن يقل عن 50 عاماً».

وكان الإعلام المصري قد هاجم دولة قطر مطلع فبراير/شباط الجاري، ونعت المذيعة في قناة «سي بي سي» المصرية، «لميس الحديدي»، المصالحة بين قطر ومصر، قائلة إنها «ماتت بموت العاهل السعودي»، واتهمت صحيفة «اليوم السابع» في الوقت ذاته، قطر بأنها «ما زالت تدعم الإرهاب»، لتأتي تلك التصريحات موازية لاتهام النيابة العامة للرئيس «محمد مرسي» رسمياً باستغلال اطلاعه بحكم منصبه على «أسرار الأمن القومي، بمساعدة مدير مكتبه «أحمد عبد العاطي»، وسكرتيره الخاص «أمين الصيرفي»، وتسليمها إلى المخابرات القطرية ومسؤولي قناة الجزيرة القطرية، عن طريق ثمانية جواسيس، نظير مليون دولار أمريكي».

علاقة مصر بالخليج

وقال «السيسي»، فيما يتعلق بعلاقة مصر بدول الخليج في ظل توتر علاقاتها مع إيران: «لدينا 4 عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج؛ الأول: أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج، والثاني: أمن الخليج خط أحمر، والمحور الثالث: «مسافة السكة» التي تحدثت عنها سابقاً، أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة».

وتابع: «لا بد من التحرك الجماعي، وأعني دوراً عربياً مشتركاً لا يقتصر على الدور السعودي والمصري والإماراتي كل على حدة (للقضاء على الإرهاب)، لا نبحث عن «دور» لا أنا شخصياً، ولا مصر، وإنما عن «حالة» عربية قوية لمواجهة المخاطر والتحديات»، كما كشف عن إجراء مشاورات مع الأشقاء (دون أن يسميهم) بشأن تشكيل «قوة عربية مشتركة».

المؤتمر الاقتصادي والدعم الخليجي

وفيما يتعلق بالمؤتمر الاقتصادي المصري المزمع عقده منتصف مارس/ آذار القادم، والمنتظر من دول الخليج دعمه، قال «السيسي» «حجم التحديات في مصر كبير، إننا نثق في أشقائنا في الخليج، وفي أصالة مواقفهم المشرفة إزاء مصر وشعبها، ونتطلع إلى مساهماتهم الفاعلة في هذا المؤتمر، والتي ستعود بالنفع وتحقق مصالح الجانبين».

وأشار «السيسي» إلى أن الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج بدأوا في العودة للاستثمار في مصر، لأن «المناخ أصبح أفضل من ذي قبل، وكذلك الاستقرار أفضل».

وكانت قناة «مكملين» المصرية المعارضة قد بثت مطلع فبراير/شباط الجاري عدة تسريبات لمكتب «السيسي»، ومدير مكتبه اللواء «عباس كامل»، يصف فيها دول الخليج بأنها «أنصاف دول»، إضافة إلى أنهم يملكون أموالاً «زي الرز»، على حد تعبيره، ولاقت التسريبات ردة فعل خليجية أطلق على إثرها مغردون عدة وسوم على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»؛ منها #السيسي_ينهب_الخليج، على غرار #السيسي_يحتقر_الخليج.

صحفيو قناة الجزيرة

وتعرض السيسي لقضية صحفيي «الجزيرة» الذين تجري محاكمتهم، قائلاً: «لا يوجد مسؤول في الدولة يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، ولأننا نحترم القضاء أولاً وسلطته كذلك، فكان لا بد أن ننتظر حتى يقول القضاء كلمته، وبعد ذلك أستخدم صلاحياتي لإنهاء الموضوع، لأن صلاحياتي تبدأ بعد انتهاء المحاكمة وليس خلالها».

وأرجأت محكمة مصرية، يوم 23 فبراير/ شباط الجاري، ثاني جلسات إعادة محاكمة 2 من صحفيي قناة «الجزيرة» القطرية، وآخرين، المتهمين بـ«التحريض على مصر» في القضية المعروفة إعلامياً بـ«خلية الماريوت»، إلى 8 مارس/ آذار المقبل، بحسب مصدر قضائي، في حين قضت محكمة جنايات القاهرة في يونيو/ حزيران الماضي، بالسجن على 3 صحفيين، ضمن 20 متهماً في قضية «تحريض قناة الجزيرة الإنجليزية على مصر»، لمدد تتراوح بين 3 و10 سنوات، ما أثار انتقادات دولية.

وتتهم السلطات المصرية قناة «الجزيرة» القطرية بمساندة جماعة «الإخوان المسلمين»، التي أعلنتها الحكومة المصرية في ديسمبر/ كانون الأول 2013 «جماعة إرهابية».

ومقابل اتهامات لها من السلطات المصرية الحالية بممارسة العنف والإرهاب، تقول جماعة الإخوان إنها تلتزم بالسلمية في مظاهرات أنصارها شبه اليومية ضد «الانقلاب العسكري» على الرئيس «مرسي»، بعد عام واحد في الرئاسة.

واختتم «السيسي» حديثه بتأكيده علي أن «المنطقة العربية في خطر وفي أضعف حالاتها. والجسد العربي مثقل بالجراح، والرصد للواقع غير دقيق للأسف، وأتمنى أن تعود كل الدول العربية لما كانت عليه من قوة تُزيد رصيدَ الصلابة للجسد العربي. أتمنى أن يعود اليمن والعراق وليبيا وسوريا وكل الدول كي نشكل حلقة جديدة من العمل والتعاون العربي المشترك».

  كلمات مفتاحية

السيسي أمير قطر تميم بن حمد أردوغان تركيا السيسي يحتقر الخليج

شقيق أمير قطر لـ«السيسي»: اتهام ممثلكم لبلادنا بدعم الإرهاب هى لغة دبلوماسية غاية فى التدنى

«ميدل إيست مونيتور»: «السيسي» قائد الثورات المضادة في دول الربيع العربي

أمير قطر يؤكد رغبته في "استقرار" مصر

«ميدل إيست آي»: الحكومة البريطانية تسلمت تقريرا فنيا يؤكد صحة تسريبات «السيسي»

خليجيون تعليقا على تسريب مكتب «السيسي»: أعيدوا إلينا أموالنا

تسريبات «السيسي» تكشف الحقيقة: المساعدات الخليجية لم تدخل إلى خزينة الدولة!

«فاينانشيال تايمز»: «التسريبات الغامضة الأخيرة هزَّت حكام مصر»

شقيق أمير قطر لـ«السيسي»: اتهام ممثلكم لبلادنا بدعم الإرهاب هى لغة دبلوماسية غاية فى التدنى

«السيسي»: باريس أقرضت مصر 3.2 مليار يورو لتمويل شراء معدات عسكرية فرنسية

وزير الدفاع القطري يبحث مع قائد القوات البرية التركية تعزيز التعاون المشترك