دخلت قناة الجزيرة الفضائية على الخط مجددا فيما يتعلق تسريبات قيادات الجيش والشرطة في مصر، وأذاعت الليلة الماضية تسريبًا جديدًا لوزير الداخلية المصري اللواء «محمد إبراهيم» خلال حديثه مع ضباط الأمن المركزي، ويعتبر المتابعون أن عودة الجزيرة إلى إذاعة تسريبات تسيء لرموز النظام المصري يحمل بين طياته دلالات أهم من محتوى التسريب ذاته.
حيث يعتبر التسريب إيذانا بانتهاء مرحلة «الخمول» الإعلامي القطري تجاه مصر عقب توقيع «اتفاق الرياض» الذي تم بناء عليه بدء تهدئة إعلامية بين مصر وقطر ؛ إلا أن الأحداث التي أعقبت وفاة الملك «عبدالله» كانت كفيلة بنسف الاتفاق؛ خاصة مع التجاوزات الإعلامية الشديدة نحو قطر وأميرها من جانب وسائل الإعلام المصرية، واتهام وزير الخارجية المصري لقطر برعاية الإرهاب، إضافة إلى الترسيب الذي أظهر مدير مكتب الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» وهو يصف دول الخليج بأنها «أنصاف دول»، قبل أن يقوم بسب أمير قطر بأمه في وجود «السيسي».
ويأتي التسريب بالتزامن مع الأخبار التي يتم تداولها حول عودة قناة الجزيرة مباشر مصر إلى البث مجددا بعد توقف دام عدة شهور .
التسريب الجديد أمر خلاله وزير الداخلية الضباط باستهداف المتظاهرين فور خروجهم من المساجد ومحاولة التجمع، وعدم الانتظار وإعطائهم فرصة حتى تزيد أعداد المتظاهرين للآلاف، ولا تتمكن الداخلية من فضها، وأنه يجب فض التظاهرات تمامًا، وهو ما قوبل بتصفيق حاد من قبل الضباط.
كما أشار الوزير خلال التسريب إلى أن مؤسسة الشرطة كانت مشاركة بقوة في أحداث 30 يونيو، بالتعاون مع المؤسسة العسكرية، من أجل الإطاحة بحكم الإخوان، وكان يلفت في هذا الإطار إلى طمأنة الضباط إلى عدم أهمية مزاعم وجود «ثورة ثالثة»، وأنه لن تنجح أية ثورة دون مشاركة الجيش والشرطة، على حد وصفه.
وطالب الوزير من ضباطه تغطية وجوههم خلال القبض على القيادات المعارضة أو أي «عيل تقيل» وفقا لتعبيره، وعدم الظهور حتى «لا يرصد الضابط ويصبح هدفا»، مستنكرًا ظهور صورة تشبه صورة الضابط «محمود صبحي الشناوي» الشهير بـ«قناص العيون» أثناء عملية إلقاء القبض على الدكتور «محمد على بشر» القيادي في جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار لكونه يتمكن علي الحصول علي أموال طائلة من الحكومة لصالح الداخلية، ولكن لا يتم إعلان ذلك كي لا يثار جدل إعلامي حول هذا الدعم الكبير للوزارة.
وقال الوزير بأن القانون يعطي للضباط الحق في فض المظاهرات بكافة الوسائل بدءا من المياه إلى «الآلي»، وهو ما عقب عليه المهندس «حاتم عزام» نائب رئيس حزب الوسط بقوله: «إن ذلك يعتبر نفيا لتصريحاته العلنية بأن الداخلية لا تستخدم الخرطوش أو الرصاص الحي في مواجهة المتظاهرين».
وأشار «عزام» إلى أن التسريب الأخير الذي أذاعته الجزيرة جاء عقب سلسلة من التسريبات التي سبق أن تمت إذاعتها من خلال العديد من القنوات الرافضة للانقلاب، وهو الأمر الذي تم تفسيره علي أنه دليل على حالة التراخي الشديد التي تعاني منها مؤسسات الدولة، إضافة إلى أنها دليل جديد على أن هناك اختراقا من إحدى المؤسسات الأمنية النافذة.
وفي التسريب قال الوزير خلا الفترة ما قبل 30 يونيو 2013 إن كل الضباط رافضين للإخوان وكانت هناك تعليمات واضحة بدعم 30 يونيو، ومن كان يفكر لثانية واحدة (من الضباط) كان سيفهم ذلك بوضوح.