في خطوة اعتبرها مراقبون، مؤشرا على تدهور العلاقات بين القاهرة والدوحة، أعلنت وزارة الخارجية المصرية، نقل سفير مصر لدى قطر، «محمد مرسي عوض»، لمنصب قنصل مصر العام في مدينة مومباي بالهند، وهو ما يعني رسميا خلو المنصب بالدوحة، وعدم وجود نية لدى مصر في إعادة «عوض» لقطر مرة أخرى بعد مرور أكثر من عام على وجودة بالقاهرة.
وردا على سؤال بشأن خلو المنصب لدى قطر في الوقت الراهن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير «بدر عبدالعاطي» لوكالة «الأناضول»: «أكيد طبعا».
وشمل قرار نقل «عوض» إلى مومباي، تعيين سفراء آخرين في عدد من الدول.
ورغم ذهاب بعض الكتاب والمحللين في أحاديثهم لوسائل إعلام محلية، إلى أن الخطوة، تعني استمرار تدهور العلاقات بين البلدين، إلا أن «أحمد الغمراوي»، السفير المصري السابق في العراق، قال إنه لا توجد دلالات سياسية في قرار نقل السفير المصري من قطر.
وأوضح «الغمرواي»: «السفير عوض كان عمله مجمدا، وقدِم إلى القاهرة منذ أكثر من عام، وبناءا على طلبه تم نقله إلى الهند لسد فراغ منصب القنصل العام في مومباي، ويتعين على الخارجية المصرية أن تعين سفيرا بدلا منه لدى قطر، ولو كانت مصر تريد أن تقول شيئًا لصرحت به علنًا، وأعتقد أن تغيير السفير القطري بعد هذه الفترة الطويلة أصبح أمرًا مطلوبًا».
وتشهد العلاقات المصرية القطرية توترا منذ الانقلاب علي الرئيس «محمد مرسي» في يوليو/تموز 2013 حيث استضافت قطر رموز الإخوان المسلمين، وصعدت قناة الجزيرة القطرية من خطابها ضد النظام المصري، كما انهارت جهود المصالحة بين قطر والنظام المصري في أعقاب وفاة العاهل السعودي الأسبق الملك «عبدالله بن عبدالعزيز» وقدوم خلفه الملك «سلمان» إلى عرش المملكة.
وكان بريق أمل لاح في الأفق حول تحسن العلاقات بين مصر وقطر عقب القمة العربية الأخيرة التي عقدت في مدينة شرم الشيخ المصرية، في مارس /آذار الماضي و حضرها أمير قطر «تميم بن حمد»، واستقبله الرئيس المصري «عبد الفتاح السيسي»، في المطار وتبادلا التحية والقبلات.
غير أنه خلال الأيام الأخيرة، شنت وسائل إعلام مصرية موالية لتنظام «السيسي» هجوما على دولة قطر وقناة «الجزيرة»، اعتراضا على بث القناة خبرا حول تصفية قوات الأمن المصرية 13 قياديا من جماعة الإخوان المسلمين، رميا بالرصاص، عقب القبض عليهم بشقة سكنية بمدينة السادس من أكتوبر، غرب القاهرة.
وكانت مصر، استدعت سفيرها من الدوحة، للتشاور أوائل يناير/كانون الثاني 2014، بعد انتقاد قطر لممارسات السلطات الحالية في مصر تجاه جماعة الإخوان المسلمين، عقب الانقلاب، لكنه لم يعد للدوحة حتى اليوم.
وقالت الخارجية المصرية في مارس/آذار الماضي، إن «قرار عودة السفير لقطر يرتبط بتقديرات مصر وفق اعتبارات مصلحتها الوطنية».
وفي فبراير/شباط الماضي، أعلنت قطر استدعاء سفيرها من القاهرة، «سيف بن مقدم البوعينين»، للتشاور على خلفية تصريح لمندوب مصر لدى جامعة الدول العربية، اتهم فيه الدوحة بدعم الإرهاب، قبل أن يعود إلى القاهرة لممارسة عمله مرة أخري في منتصف أبريل/نيسان الماضي.
وارتبطت الدوحة بعلاقات وثيقة مع القاهرة خلال العام الذي حكمه الرئيس «محمد مرسي»، قبل الانقلاب عليه.