أجرى الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، أمس الأحد أربع اتصالات هاتفية بقادة دول السعودية والكويت والبحرين بالإضافة إلى ولي عهد أبوظبي.

جاء ذلك بعد يوم من تسجيل صوتي بثته قناة «مكملين» الفضائية، المناهضة للانقلاب في مصر، قالت إنه دار بين «السيسي» (خلال توليه وزارة الدفاع) ومدير مكتبه اللواء «عباس كامل» ورئيس أركان الجيش المصري «محمود حجازي»، وتضمن إساءة لدول خليجية. 

وتضمن التسجيل، الذي تمت إذاعته السبت، اتهامات تتعلق بدخول جزء من أموال الدعم الخليجي لمصر في ميزانية الجيش، كما تضمن إساءة لبعض دول الخليج، بوصفها «أنصاف دول».

ليس من الواضح ما هو المنطق الذي اعتمد عليه «السيسي» في تبييض وجهه أمام قادة الخليج. في الغالب راهن على عداء الأنظمة الخليجية لجماعة الإخوان، ومن ثم تأكيديه البديهي أن التسجيلات مفبركة من قبل الإخوان بهدف الوقيعة بين دول الخليج ومصر، وهو ما أعلنه رئيس الوزراء المصري فور بث التسريبات.

أكد «السيسي» في الغالب على المصالح المشتركة، وعلى احترامه لقادة وشعوب الخليج، وربما أحال إلى لقاءات صحفية وخطابات ”معلنة“ سابقة أكد فيها مرارا عن امتنانه وكل المصريين لمواقف السعودية والإمارات والكويت والبحرين.

الأحاديث المعلنة

من جانبه قال العاهل السعودي الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، إن علاقة المملكة ومصر أكبر من أي محاولة لتعكيرها، مشيرا إلى أن موقف بلاده تجاه مصر واستقرارها وأمنها ثابت لا يتغير، بحسب «وكالة الأنباء السعودية الرسمية» (واس) وبيان للرئاسة المصرية الأحد.

وبحسب «واس» فقد أعرب «السيسي» عن تثمينه وتقديره البالغ لما عبر عنه العاهل السعودي من مشاعر كريمة ومواقف صادقة.

وفي ذات السياق تضمن بيان الرئاسة المصرية ما أعلنته «واس»، غير أنه أضاف أن «السيسي» أوضح خلال الاتصال أن العلاقات بين البلدين لم ولن تتأثر بأية محاولات مُغرضة تستهدف النيل من استقرار المنطقة ووحدة الأمة العربية ومقدرات الدول العربية وشعوبها.

كما أجرى «السيسي» اتصالا هاتفيًا بأمير الكويت، الشيخ «صباح الأحمد الجابر الصباح»، أكد خلاله الأخير أن مسيرة الوحدة والتضامن مع مصر لم ولن تتأثر بأية محاولات للنيل منها، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

وأشاد «السيسي»، خلال الاتصال بأمير الكويت، بحكمة الرأي وصواب الرؤية للشيخ «صباح الأحمد، مُثمنا جهوده الدؤوبة والمُقدرة التي يبذلها لصالح الأمتين العربية والإسلامية، ومساندته الدائمة لمصر وشعبها.

وبحسب بيان الرئاسة المصرية، أكد الشيخ «صباح الأحمد» دعم ومساندة دولة الكويت لمصر، ووقوفها بجانبها من أجل اجتياز المرحلة الانتقالية التي تمر بها، بالإضافة إلى المساهمة في دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

كما أجرى «السيسي» اتصالا هاتفيًا بولي عهد أبوظبي، الشيخ «محمد بن زايد آل نهيان»، أكد خلاله «آل نهيان» حرص دولة الإمارات على تعزيز أواصر العلاقات وتطوير التعاون الثنائي بما يخدم المصالح الاستراتيجية للبلدين والشعبين الشقيقين، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

وبحسب البيان، أكد «السيسي»، خلال الاتصال، على ما تحظى به دولة الإمارات العربية المتحدة من مكانة خاصة لدى الشعب المصري، مشيدا في هذا الصدد بالمواقف التي أبدتها دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة الشيخ «خليفة بن زايد آل نهيان» إزاء مصر وشعبها.

كما أجرى «السيسي» اتصالا هاتفيا بملك البحرين، «حمد بن عيسى آل خليفة»، أكد خلاله آل خليفة على استمرار مملكة البحرين في مساندة مصر، ودفع جهودها التنموية، والعمل سويا من أجل إنجاح المؤتمر الاقتصادي (يقام في مارس/آذار المقبل)، بحسب بيان للرئاسة المصرية.

وبحسب البيان أشاد «السيسي»، خلال الاتصال، بـمواقف مملكة البحرين، التي كانت في طليعة الدول التي أعلنت دعمها لما أسماها ثورة الشعب المصري في 30 يونيو/حزيران 2013 .

من جانبه، أكد «حمد بن عيسى» على استمرار مملكة البحرين في مساندة مصر، ودفع جهودها التنموية، والعمل سوياً من أجل إنجاح المؤتمر الاقتصادي، متمنيا أن تنجح الجهود العربية المشتركة في تحقيق المصالح العليا لوطننا العربي.

موسم جديد .. (هات وخد)

من المفهوم أن يتصل «السيسي»، ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن تمسك دول الخليج وبعلاقاتها بمصر وبدعمها النظام المصري الذي أنفقت عليه مليارات لم يعد معروفا أين ذهبت بالتحديد، ومازالت ترتبط مع بمصالح ليست هامشية.

هذا هو المتوقع من أحاديث معلنة، أو للدقة المتوقع إعلانه، أما ما دار داخل قصور الحكم الخليجية فليس ثمة تسريبات تكشف عنه! 

لكنّ الأكيد أن التسريبات ستكون نقطة تحول في علاقة بعض دول الخليج بنظام «السيسي»، وأن موسم الإنفاق بلا حساب - والذي أفلت شمسه منذ عدة أشهر بالفعل - قد ولى؛ وأن موسما جديدا تحكمه علاقة (هات وخد) التي يفهمها «السيسي» ومساعديه قد بأ بالفعل.

سيكون على الرئيس المصري أن يقضي هذا الموسم بينما لا يملك الكثير كي يعطيه مقابل الكثير الذي يطمع فيه.